علماء: اكتشاف جسيم متوافق مع جسيم "هيغز بوسون" الذي يعتقد أنه النواة الأساسية للكون

المدينة نيوز - أعلن علماء في أكبر مراكز الأبحاث في العالم اكتشاف جسيم جديد يُعتقد أنه جسيم قريب من المادة المعروفة باسم "هيغز بوسون" الذي يُعتقد أنه النواة الحقيقية التي تكتسب منها كل مواد الكون كتلتها.
وقال رولف هيور مدير المركز الأوروبي للأبحاث النووية في سويسرا "لقد قمنا باكتشاف حجر الزاوية المفقود في المواد الفيزيائية".
وأضاف هيور أن المادة المكتشفة هي مادة "بوسون" لكنه اشار إلى أنها ليست "هيغز بوسون"، مضيفاً "لدينا اكتشاف، ولاحظنا أن الجسيم الجديد متسق مع جسيم هيغز بوسون".
وقال جون وومرسلي المدير التنفيذي للمجلس البريطاني لمنشآت العلوم والتكنولوجيا خلال مؤتمر في لندن "يمكنني أن أؤكد أن جزيئا تم اكتشافه يتوافق مع نظرية هيغز بوسون."
وقال جو انكانديلا وهو متحدث باسم أحد فريقين يجريان الأبحاث عن جزئ هيغز أمام حضور في المختبر الأوروبي لفيزياء الجزيئيات قرب جنيف "هذه نتيجة أولية، لكننا نعتقد أنها قوية جدا ومتماسكة جدا.
وكان الفيزيائي الإسكتلندي "بيتر هيغز" قد تنبأ في عام 1964 بوجود الجسيم "هيغز بوسون" الذي يُعتقد أن المواد الأساسية في الكون قد انفصلت عنه عند الانفجار العظيم.
وبحسب العلماء فإن قوة الجاذبية هي أول ما انفصلت عن "بوسون" ثم تبعتها بقية القوى.
وأشار الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف الجديد من شأنه شرح أصل كتلة المادة، الأمر الذي من الممكن أن يعيد كتابة العديد من المعادلات والنظريات المتعلقة بعلم الأوزان والكتل.”
وجاء هذا الإعلان الكبير في مؤتمر صحفي في العاصمة السويسرية جنيف، بعد الأنباء الواردة عن تحقيق العلماء لاكتشاف جديد تم التوصل إليه في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية.
ويعتبر جزيء “هيغز بوسون” الحلقة المفقودة في سلسلة الفرضيات التي تعيد تشكيل فهم نشأة الكون قبل أكثر من 13 مليار عام، كما يقول العلماء.
جسيم غير مرئي
ويقول عالم الفيزياء عراقي الأصل جيم الخليلي إن هذا الجسيم يكون هو ومجموعة من الجسيمات الأخرى المادة الأساسية التي تتكون منها المواد."
وأضاف الخليلي إننا نعرف حاليا معظم هذه الجسيمات حيث تختلف في أشكالها وأحجامها وأوزانها ،لكننا لا نفهم لماذا تختلف هذه الأجسام عن بعضها..ويفتح اكتشاف (هيغز بوسون) الطريق أمام معرفة المزيد عن بقية الجسيمات.
وجسيم هيغز لا يمكن رؤيته على الإطلاق ويمثل المجال الذي يربط بين جسيمات أخرى أكبر تكون هي بدورها النيوترونات والبروتونات داخل نواة الذرة.
وأشار الخليلي إلى أن أهمية الاكتشاف تكمن في أن فهمنا للكيفية التي تتكون بها الأشياء تمضي الاتجاه الصحيح.
الأجسام السوداء
وأكد الخليلي أن التوصل إلى هذا الجسيم لا يعني انتهاء مهمة مصادم الهادرونات الذي يعمل منذ عدة سنوات لمحاولة فهم الأجواء التي لحقت مباشرة حدوث الاصطدام الكبير الذي تكون في أعقابه الكون لكنها هي الخطوة الأولى ، لأنه إذا تم التيقن من أن هذه الجسيمات هي جسيمات (هيغز) فإن ذلك يعني أن هناك المزيد من الأسئلة يمكن أن نعثر لها عن إجابة وأنه ربما نكتشف جسيمات أخرى الأمر الذي سيجعلنا نفهم الكون بصورة أفضل.
ووصف الخليلي الاكتشاف بأنه يمثل ثورة في علم الفيزياء الحديث ، لأنه سيجعلنا نفكر في كل شيء يتكون منه هذا الكون. فمثلا ما يعرف بالأجسام السوداء التي يتوقع بعض الفيزيائيين وجودها في الكون ولا يعلم أحد مما تتكون وكيف تتشكل بالضبط وربما اذا استمرت التجارب يقودنا ذلك إلى التوصل إلى ماهية هذه الأجسام السوداء.
ويطرح هذا الاكتشاف أيضا كثيرا من الأسئلة حول إمكانية التوصل إلى جسيم تم إثبات وجوده ولكن في نفس الوقت لا يمكن رؤيته على الإطلاق.
يذكر أنه في العام الماضي أعلنت هيئة مصادم الهادرونات عن توصلها إلى جسيم من الممكن أن يكون أسرع من الضوء لكن علماء شككوا في وجود خطأ في الحسابات أدى إلى هذه النتيجة.
ويعتبر المصادم هو الأضخم والأعلى طاقة في العالم. ويتكون من نفق دائري مطوق بمسافة 27 كم (17 ميل) على عمق ما بين 50 إلى 175 متر تحت سطح الأرض. ويبلغ قطر النفق الذي توجد به مغناطيسات تعجيل البروتونات 3.8 امتار وتم انشاؤه ما بين 1983 و1988 ويقع النفق على الحدود السويسرية الفرنسية. ( BBC )