انور عبدالملك

رحل المفكر اليساري العربي المصري القبطي، أنور عبدالملك، بعد عمر طويل أمضاه في الكتابة والعمل من أجل نهضة مصر والعرب.
رحل أستاذ الفلسفة الذي حول دراساته في عين شمس والسوربون الى أداة في علم الاجتماع والنهوض القومي، وسعى دائما الى توطين وتعريب الماركسية.
وحيث ارتبطت الدراسات النقدية حول الاستشراق ودوره في التهيئة والتغطية والتمهيد الثقافي للاستعمار.. ارتطبت بالمفكر الكبير الراحل، ادوارد سعيد ابتداء من عام 1978 .
الا أن أنور عبدالملك هو الذي أسس لهذه المقاربة والتحذير من الاستشراق في دراسة مبكرة نشرها عام 1963
ويخيل لي دائما تلازم غير مباشر بين أنور عبدالملك واللبناني نديم البيطار الذي استبدل مفهوم (الزعيم القائد) بالدولة القائدة، أو الاقليم - القاعدة وكان يقصد مصر، التي رأى فيها أنور عبدالملك رافعة للنهوض العربي برمته.
وما بين الرجلين هذا الاهتمام بعلم الاجتماع وعلم السياسة من مواقع الفلسفة والفكر النقدي اليساري ومن داخل الجامعات الرأسمالية، الفرنسية (عبدالملك) والامريكية (البيطار) ووصولهما الى مقاربات مشتركة حول العلاقة بين مصر و النهوض القومي وبين المعركة الداخلية والمعركة ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية، وكذلك اهتماماتهما المشتركة بشكل العالم الجديد وموقع الصين ودورها فيه، وما هو السبيل للنهوض العربي ودور المثقفين الثوريين في ذلك:-
وبالمجمل فهما صورة عن ماركسية قومية نقدية خاصة مفعمة بالمقاربات الاجتماعية والانسانية وقيم البطولة والحرب والروح التاريخية للامة بكل مكوناتها الروحية وتراثها وتقاليدها.
رحل انور عبدالملك عن كل ذلك واعمال مهمة لمجاوزة الازمات المختلفة من ازمة النهضة الى ازمة الفكر والثقافة الى ازمة الشارع الى دور الجيش والمثقفين من اجل نهوض قومي اشتراكي.(العرب اليوم)