الأسرى في رمضان.. لوعة الفراق ومعاناة التضيق

المدينة نيوز - يعيش أكثر من أربعة آلاف أسير فلسطيني في السجون الصهيونية معاناة مزدوجة في شهر رمضان المبارك، فهم محرومون من التجمع مع ذويهم على مائدة واحدة ، ويعانون من الغطرسة الصهيونية بحقهم، التي تنتهجها مصلحة السجون ضدهم .
ولا يختلف تعامل السجان الصهيوني مع الأسرى في رمضان عن غيره من الشهور، فلا طعام مختلفا، ولا وقت أكثر للاستراحات ، ولا سماح للصلوات الجماعية وخاصة التراويح، إلا على نطاق ضيق في بعض السجون .
يصف الأسير القائد محمود اشريتح من سجن نفحة الصحراوي، في اتصال هاتفي مع " المركز الفلسطيني للإعلام"شهر رمضان والمناسبات الدينية ، بالقاسية والمريرة على الأسرى، مؤكدا أن لحظات الإفطار والسحور هي الأصعب، ففيها يستذكرون أبناءهم في الخارج وإخوانهم وأخواتهم.
التخفيف على الأسرى
ويضيف شريتح خلال حديثه، إن الأسرى يقضّون رمضان ، وفق برنامجين ، أحدهما عام من وضع التنظيم والآخر خاص من الأسير نفسه ، وغالبا ما يكون، بالمطالعة والقراءة العامة وقراءة القرآن الكريم خاصة، ولديهم جلسات تثقيف دينية عن رمضان وغيره من العبادات.
وقال اشريتح: "نحن في قيادة الحركة الأسيرة ، نبقى ساعات طوال من أجل التفكير ولو بشعرة من أجل الترفيه عن الاسرى جميعا خاصة ونحن على صدد استقبال الشهر الفضيل ، يمر رمضان على بعض الاسرى كالطامة ، فبعد الأهل يشكل عاملا اساسيا في التضييق على الأسرى في كافة السجون ، والأسرى نفسيات ، منهم من يظهر التأثر ومنهم من يكابر من أجل اخوانه" .
التضيق الممنهج
وأكد اشريتح أن الادارة في كافة السجون ، تنتهز هذه الفرصة من أجل الضغط على الاسرى واذلالهم ، فتكون على علم بما هو شهر رمضان ، فتقوم بالضغط عليهم من خلال عدة محاور ، تارة تقوم بمنع دخول الكنتينة قبل رمضان وفي وسطه ، وتارة تمنع توزيع السحور بشكل متعمد ، وتقوم بقطع الكهرباء ، خلافا لما تقوم به من منع الاسرى من أداء صلاة التراويح جماعتة في الساحة ، في معظم السجون .
وتقوم إدارة السجن كذلك بإطالة إجراءات العد اليومي لإرهاق الأسرى أكثر، وتعتمد أسلوب التفتيش والاقتحامات المتكررة، وتستغل الشهر الكريم لتزيد من معاناة الأسرى ولا تسمح لهم بالراحة.
لوعة الفراق عن الأهل
الأسير جواد القواسمة من الخليل في سجن النقب الصحراوي ، يتحدث للمركز ، وهو في لهفة من لقاء أهله وذوية بعد 3 أشهر من الآن ، معلقا على سؤالنا عن النفسية التي امتلكها طيلة ال9 سنوات التي قضاها متنقلاً في سجون الاحتلال .
معنوياتي حديد ، وتتحمل 50 سنه ، لكن الأحبة لم ولن يغيبو عن بالي ولو لحظة ، وأهلي وأمي حبيبة قلبي ، لم ولن أنسى تلك الدموع التي انهمرت عند زيارتي لأول مرة ، فأنا قادم يا أمي ، فهذا رمضان ال 22 ، الذي يمر وأنا بعيد عنكم ، ولكن رمضان ال 23 سأكون معكم بإذن الله .
رمضان مختلف كلياً .. أكمل القواسمة حديثه ، له طعم خاص ، ربما استذكر رمضان خارج السجن ، لكنه في السجن بشكل آخر ، ربما اكون من وجهة نظري مختلف عنكم ، لكن ، من يمر عليه رمضان في السجن ، يتمنى لو كل رمضانات الحياة تمر عليه في السجن ، فأنا أشبهها بالعمرة ، نقاء ديني لا نظير له .
نعم أشتاق لأمي .. هكذا أجاب على سؤالنا .. هل تشتاق لأمك .؟ واستطرد الحديث ، لكن القدر كُتب هكذا لي ، وانا مؤمن بقضاء الله وقدره .(المركز الفلسطيني للإعلام)