ما هو مطلوب من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين؟

على حواف الارض التي تقطن فيها الطائفة العلوية تجري معظم العمليات العسكرية في الشمال الغربي السوري حيث تسود حالة من العزل الطائفي بحيث يخرج سكان ينتمون الى طائفة من امكنة التداخل السكاني ويتموضع بدلا منهم سكان اخرون ينتمون الى طائفة اخرى.. اذن ما يجري في الشمال الغربي من سورية هو تهيئة المسرح لانشاء دويلة ساحلية طائفية فتنكفئ سورية ويستعاد الاسم الاستعماري الذي نحت اول القرن الماضي (سورية الداخلية).
شاطئ شرق المتوسط سيكون من غزة الى الاسكندرون محتشدا بدويلات طائفية من المسخ اليهودي المسمى اسرائيل الى دويلة شيعية في جبل عامل الى دويلة علوية في الساحل الاعلى فيما ينكفئ ما تبقى من الوطن السوري الى الداخل وتصبح اسرائيل منسجمة مع محيطها كدولة يهودية تجد مبررات وجودها في تلك الدويلات الساحلية المرتبطة بالغرب (دويلة العلويين مرتبطة بموسكو ودويلة المارونيين مرتبطة بفرنسا ودويلة اسرائيل مرتبطة بالولايات المتحدة).
هذا السيناريو كان معدا للتطبيق بدءا من العام 1918 لكنه اجهض بفعل الثوار السوريين الابطال صالح العلي وإبراهيم هنانو وسلطان الأطرش ورفضوا الا ان يكونوا مع الوطن الأم سورية فبقيت سورية الطبيعية اقل تمزقا بالرغم من فصل جنوبها وجبل لبنان عنها.
أين هؤلاء الثوار الحاليون الممعنون في التعاطي مع مخططات الغرب.. اين هؤلاء من إبراهيم هنانو وصالح العلي وسلطان الأطرش؟
القصة اليوم اخطر من ان يجد الغرب أناساً يشتغلون على الانفصال الطائفي من داخل الطوائف بل وجدوا ضالتهم في القبول بالانفصال الطائفي من لدن الكتلة الاكبر التي تجد تمثيلها في جماعة الاخوان المسلمين الذين يشنون الان حربا طائفية بالوكالة ويرعبون الطوائف الأخرى (مسيحيون، علويون، دروز واسماعيليون) اهكذا هي الثورات؟..
المطلوب اليوم بيان من التنظيم العالمي للاخوان المسلمين يوضحون فيه موقفهم من الاقليات ومن مشاريع التقسيم سواء تجاه قبط مصر او تجاه مسيحيي الشرق او تجاه الاقليات الاسلامية من غير اهل السنة (علويون، دروز ، اسماعيليون).
اخشى ان ينفذ الاخوان المسلمون ما عجز عنه لويد جورج وبلفور وتشيرتشل وفرانسوا جورج بيكو و مارك سايكس،وسائر الفريق الاستعماري..
وحدة سورية بصرف النظر عن طبيعة النظام القائم هي الاساس ولا احد عاقل يمكن ان يذرف الدموع على النظم السياسية ما دامت الاوطان باقية وسالمة وهذا الامر سيكون هو المعيار الاوحد للحكم على نظافة الثورات.
من سخرية القدر اننا كنا فيما مضى نرنو الى وحدة تجمع الاقطار الناطقة بالعربية اما اليوم فاننا نخشى على اقطارنا من التفتت والتشظي الى كيانات طائفية واثنية وكل ذلك فقط لتغدو اسرائيل كيانا طبيعيا في خضم موزاييك طائفي. ( الرأي )