يا حلاوتك يا مرسي

أتوقع أن ترتفع أسعار (محمد مرسي) وتحلق في العلالي، وأن تنفد كمياته المطروحة في الأسواق سريعاً، سيما بعد أن أصدر الرئيس فرماناً يعيد البرلمان المبطل. وقد تتضاعف هذه الأسعار إن قررت المحكمة الدستورية عزله. فمحمد مرسي سيلاقي رواجاً غير مسبوق في الأوساط الاستهلاكية الرمضانية لهذا العام، وستمتد شهرته إلى كعك العيد. ولربما يباغتنا شعبولا (شعبان عبدالرحيم) بأغنية مطلعها: (يا حلاوتك يا مرسي).
تجار تمور رمضان في مصر المحروسة، تعودوا إطلاق أسماء السياسيين، ومشاهير الفن والرياضة على الأنواع المختلفة لبضائعهم، لكنها المرة الأولى في تاريخ هذه السوق، التي يطلق فيها التجار اسم رئيس مصري على واحد من الأنواع الفاخرة للتمور (البرتمودا)، لربما تعبيرًا عن سعادتهم بنجاحه، واستبشاراً بمستقبل حلو كهذا التمر، الذي يصل سعر الكيلوغرام منه إلى خمسة دولارات وأزيد.
في شهر رمضان لا تضطرب بورصة الأزهار والورود، ولا يروج سوقها، كما تروج وتموج سوق التمور، فهي الروح الشفيفة للمائدة الرمضانية، في الإفطار والسحور، وكانت أسماء السياسيين الأفذاذ، والفنانين النجوم تحتل مكانة مميزة في قوائم التمور، وقد اطلق اسم نانسي عجرم قبل أعوام على (البرحي). ويبقى من سيئات هذه التسمية أن أسعاره لم تبق (نص نص)، بل لعلعت لتتناسب مع رواج سوق صاحبة الاسم آنذاك!.
وفي حرب الخليج الأولى أُطلق أسم بوش الأب، على أردأ أنواع التمور، من نوعية (الجعرور، والقبعرور، والقش، والخسف)، لكن، وبما أن لكل فولة كيالها، فهناك من الناس من يشتري هذه التمور لأن سعرها تهاوى، وغدا متاحاً، ودائما على قدر قروشك، تتحرك أسنانك.
العرب كانوا يصنعون أصنامهم من التمر، ولكنهم متى جاعوا التهموا هذه الآلهة الضعيفة الطرية، بكثير من التلذذ والتناسي، وقد لا يمانع البعض أن تطلق أسماء الفنانات الجميلات المهضومات، على تمور طيبة إمعاناً بالحلاوة، ولكنني لا أحبذ ابداً، أن يسمى حتى أردأ أنواع التمور بإسم مثير للتلبك المعوي والعقلي.
فمن يقبل أن يأكل تمراً يطلق عليه اسما حركياً كبشار أو مبارك أو القذافي، لا سمح الله، حتى لو صار قنطاره بتعريفة (نصف قرش)؟!. فيا تجار يا حلوين، دعونا من الساسة في التمور، فما من تمر يكون رديئاً، مهما قلت حلاوته. وكل تمر وأنت بخير. ( الدستور )