دلالات تفجير دمشق

وجهت المعارضة السورية أمس أكبر ضربة موجعة ممكنة للنظام، فالثلاثة الذين قتلوا يمثلون رموز أهم مرتكزاته: المؤسسة الأمنية، والمكان بالطبع لا يخلو من دلالات حيث مقر هذه المؤسسة، وإضافة لهذا كلّه فالتفجير وقع في وسط دمشق وليس بعيداً كثيراً عن القصر الجمهوري.
منذ ايام والمعارضة تتوعد بأن معركة دمشق قد بدأت ولن تستمر طويلاً، ولم تخف هيلاري كلينتون قولها إن أيام الأسد صارت معدودة، أما الانشقاقات العسكرية والسياسية فعددها ونوعها يجعلانها مؤشراً لحسم قريب، ولا ننسى أن عدد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة قارب ثلث المليون.
النظام، بدوره، ومع هذا كله، يبدو واثقا من بقائه، ولكن الأمر يتعلق بحلفائه الخارجيين لا بقاعدته على الأرض، وروسيا التي قال وزير خارجيتها قبل أيام إن الأسد باق، وإيران الحليف الاستراتيجي ومعها حزب الله، لن يكون تعليقهما مع سقوط النظام سوى: نحن نحترم خيارات الشعب السوري.
من الصعب توقع الانهيار سريعا، فهناك اوراق مستترة ما زال النظام يحتفظ بها، فالحرب الأهلية قد تصبح واقعاً حقيقياً تنتهي الى التقسيم، والاستمرار بحرب استنزاف طويلة على الطريقة العراقية، وهناك اوراق أخرى أيضاً يبدو أن الاحتفاظ بدمشق والقصر الجمهوري فيها ليس منها. ( الدستور )