الأسد.. صادوه
اذا كان التدخل في العراق واحتلاله قد تم بواسطة تحالف دولي واسع بنته الولايات المتحدة من خليط من دول العالم الذي انتشرت قواته المحتلة في مدن وقرى وأرياف العراق لتذيقه الويلات قد تم خارج الباب السابع حين لم تنجح الادارة الأميركية لبوش آنذاك في منع الفيتو واذا كان التدخل في ليبيا قد استند الى مجلس الامن الذي استعمل الاداة الاوروبية ووجهها لاسقاط نظام العقيد القذافي حين تصاعدت الثورة ضده واحتاجت الى الحسم الخارجي..
اذا كان الامر كذلك فإن السيناريو في سوريا يختلف..فالباب السابع في قرارات مجلس الامن لن يفتح طالما بقيت روسيا والصين تمسك بالمفتاح وتستعمل الفيتو..كما ان الادارة الاميركية التي تقدم على انتخابات ولا يملك رئيسها اوباما اندفاع المحافظين الجدد زمن ادارة بوش الابن في الرغبة لركوب البحر والغزو ولا تستطيع ان تبني تحالفاً دولياً عسكرياً للتدخل..فإن من صرخ بالقول وجدتها وجدتها فقد عنى بذلك وجود أسلحة كيماوية وغير تقليدية في سوريا..وهنا مربط الفرس وبداية التوظيف الذي دخلت عليه أكثر من جهة حتى أصبح الان اللازمة الاخيرة في الازمة السورية..
اذن سينفذون هذه المرة من أقطار سوريا بحصان طروادة وهو الأسلحة الكيماوية وسيجد أكثر من طرف دولي ذريعة لغزو سوريا من الخارج لاسقاط هذه الاسلحة وتدميرها بحجة حماية الشعب السوري منها وايضاً حماية دول الجوار..وقد يرسو العطاء الدولي في تدمير هذه الاسئلة والترخيص بالوصول اليها على اسرائيل التي بدات تتحدث عن ذلك وعن الارهاب الذي يحاربه الأسد وقد يعجز عن محاربته وعليها اي اسرائيل ان تكمل المشوار..
اختلطت الاوراق الان في سوريا حيث أصبح القتال الدولي والمخابراتي على أرضها ولم يعد عليها فقط واستمر النظام في غبائه وعدم ادراكه لطبيعة السيناريوات الموضوعة لاغتيال سوريا حيث يساهم نظام الاسد في ذلك علم ام لم يعلم وهو يختار السيناريوات المرسومة للتدمير..وما اعتراف سوريا بوجود أسلحة كيماوية وأخرى غير تقليدية الا حجر أساس سيبني عليه المتدخلون خطتهم..خاصة وان المسؤول السوري صرح انها لن تستعمل الا في حال تدخل أجنبي وهنا تبدأ الحلقة الجهنمية التي سيبادر الى كسرها...هل التدخل يسبق الاستعمال لهذه الاسلحة أم الاستعمال سيسبق وهل سيقوم عمل عسكري سوري يستعمل فيه هذا السلاح على شكل محدود من قنبلة أو قذيفة قد يجري اطلاقها لتتحول الى طعم يجلب التدخل باعتبار ان هذا السلاح قد استعمل..
أين ستكون الضربة ومن الذي سيحركها ومن اين سيمر الاسرائيليون «لانقاذ» سوريا من الاسلحة الكيماوية وباعتبارهم «الأحرص» على سلامتها في حين لا تشكل اسلحتها النووية اي خطورة طالما لا يوجد فيها ربيع..
هل سيوفر حزب الله ذرائع التدخل اذا ما التصقت به عمليات الخارج التي استهدفت اسرائيليين؟ وهل تتكرر الان مثل هذه العمليات في مواقع أخرى باعتبارها انتقاماً من حزب الله لاغتيال احد قادته العسكريين..كيف ستربط اسرائيل باعتبارها المتطوع الدولي رقم واحد بين السلاح الكيماوي السوري واستعماله وبين جلب حزب الله للموقعة حيث يغيب الدعم السوري..وتفتح الشهية الاسرائيلية لتصفية الحساب..
هل يسكت العالم اذا ما قامت اسرائيل بضرب سوريا بما في ذلك العالم العربي باعتباره مطالباً بالتدخل دون ان يقوى على تحديد هوية المتدخل..حين يقول العالم الاميركي للعرب هذا ما عندنا واسرائيل هي الحل..الأوراق تختلط..وهذا عصر العجائب حين تحول الاسد ونظامه الى حصان طروادة الذي سيدمر سوريا!! ( الرأي )
