أطبخ معنا

تم نشره الخميس 26 تمّوز / يوليو 2012 10:58 صباحاً
أطبخ معنا
رمزي الغزوي

تفرقنا السياسة ومواقفها، وتثيرنا آراؤها ونتائجها. ونتباين في أمزجتنا وأذواقنا ونظرتنا للحياة، ورغم هذا ويتوافق كثيرون على متن الكرة الأرضية، بأن هناك ديناً لا يوجد به ملحدون على الإطلاق، ديناً يؤمن به الجميع، ولا يكفره أحد: هو فن الطبخ الجيد، واللذيذ.

أتنقل متوتراً من فضائية إلى أخرى، لأتابع سوريا الثورة وأسلحة بشار الممانع الكيمياوي، التي لن يستخدمها حتى على إسرائيل، وأتابع عراق التفجيرات، وأدقق في عدد القتلى، وأستقرئ ما ستؤول إليه أمور الثورة. وكنت أحسب كل الناس مثلي، حتى صدمني تقرير إحصائي يؤكد أن برامج الطبيخ والنفيخ، هي الأكثر مشاهدة على الفضائيات، والأكثر تأثيراً في الناس.

أكد أصدق هذا التقرير، فلا تكاد فضائية تخلو من برنامج طبخي، أو أكثر، وقد تفننت بعض الفضائيات في تقديم برامج مطبخية على الهواء مباشرة، ليتفاعل المشاهد مع قدحة الثومة، ورشة البقدونس، وطشة المقلى، وليحاور الشيف كلمة بكلة، داخلا في أدق تفاصيل وصفته المطبخية.

وعرفنا طاهاً كثرا: الشيف رمزي، والشبف أنطوان، وأسامة السيد، وفتافيت، وأطبخ مع التيتة، والشيف حورية، والشيف العالم، والشيف الصيني يان والشيف شربيني، وأم علي، وحورية، ومنال العالم، ومطبخ الحج أبو قاسم. وغيرهم مما لم نحط بهم خبرا، وممن يتداول الناس رائحة قتار طبيخهم برسائل هاتفية.

ربما يحق للناس أن تهرب من السياسة ووجعة رأسها، يهربون إلى لذة الطبيخ وراحته وأهميته، ولهذا تمنيت ذات مقالة سابقة، لو دخلت عالم الطبخ الذي يطعم سمناً وعسلاً، وليس كالكتابة التي لا تطعم لا خبزاً ولا بصلاً!. فكل كتاب الوطن العربي لا يبيعون كتباً بالحجم الذي يبيعه الشيف رمزي، من كتابه الشهير في فن الطبخ!.

وبعيداً عن سوق السياسة والطعام، فستظل النظرة الفلسفية العليا للإنسان، ترى أن الجوع أمهر طهاة الطعام على الإطلاق!، لأنه يتقبل كل ما تلقيه إليه، حتى لو كان خبزاً وماء، ودعاة الجوع هؤلاء ربما كانوا نسّاكاً، فانقرضوا مثلما انقرضت الديناصورات، فهم رأوا بأن الجوع سبب جمال الإنسان وظرافته، وأنظروا إلى حكمة رمضان، وصيامه!.

يقول جلال الدين الرومي، شاعر الصوفية الأكبر، صاحب كتاب المثنوي: أن الخبز واللحم طين، فأقلل من أكلهما، حتى لا تبقى عالقاً بالأرض، مثل الطين: فيا ترى، في زمن الطين هذا الذي نحياه، كيف لنا أن لا نلتصق بالأرض ونتشبث بها، ونحن نلتهم كل هذا الطين المطين؟!.( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات