احتفالية: لا علاقة لها بالتوجيهي!

.. بالأرقام، فإنّ نسبة الناجحين في التوجيهي هي 50%. أيّ ان نسبة غير الناجحين هو نصف عدد الذين قدموا فحص الشهادة الثانوية.
.. وبالأرقام، فإنّ أوائل الفرع العلمي في المملكة هم من البنات فيما عدا ذكراً واحداً اسمه أحمد. وكذلك في الفرع الأدبي فإنّ كل الناجحين هم من الفتيات.. ولا ذكر!!. وفي فرع الإدارة المعلوماتية اثنان ذكور من الأوائل. وفي التعليم الصحي تسع فتيات وذكر واحد!!. وهكذا في بقية الفروع.
.. وبالعودة إلى التقليد الاجتماعي، فإن كل هذه الألعاب النارية – والحكومة تقول إنها ممنوعة – وكل هذه الكلاشينكوفات والمسدسات التي ملأت فضاءات الأردن وأدت إلى سقوط 24 مصاباً.. لم تكن احتفاءً بنجاح البنات! فنحن نعرف ان نجاح البنت في المدرسة أو الجامعة أو زواج البنت أو خلفة البنت للبنت ليست مناسبة للاحتفال الأردني. إذن لماذا كان هذا الحجم من «الفرح الناري»؟!. هل لان أبناء الدايات نجحوا بمعدلات الخمسين والستين؟
هل ان كل هذه الاحتفالات كان سببها نجاح ثلاثة من الأوائل.. لهم أسماء ذكورية؟!
نحن لسنا علماء نفس، لكننا نرد هذه الاحتفالية العالية الصوت، والمكلفة، والخارجة على القانون إنما هي احتفالية الأردنيين بانفسهم، وحاجتهم الملحة للانتصار ولو على مجهول كالسقوط في التوجيهي لوارثي المجد والوطن.. للشباب الذكور. وهي نوع من اثبات الذات بعد ان اكتشفنا متأخرين ان الأرقام المنتفخة لحساباتنا في البنوك، أو القصور الباذخة، أو السيارات الفارهة لا ترضي الأردني، أو لم تعد كافية لإرضاء الأردني داخلياً.. وهو بحاجة إلى شيء آخر فليكن اجتراح العشيرة، وليكن التظاهر والاعتصام وقطع الشارع, وليكن أكوام اللحم المستورد على مناسف الكرم غير المفهوم في كل مناسبة سعيدة أو غير سعيدة!!.
الألعاب النارية التي اشتعلت بها سماء الأردن، رصاص الكلاشن، والمسدسات والبنادق لم تكن إلاّ احتفالية خاصة لا علاقة لها بالتوجيهي.. فقد قلنا إن الأردني لا يحتفل بنصف الساقطين، ولا بأوائل البنات..
وكل توجيهي وانتم بخير!. ( الرأي )