في طهران.. أكثر من مجرد برتقال إسرائيلي!

كعادتهم حاول الغارقون في حب إيران التقليل من أهمية ودلالات صورة الرئيس الإيراني نجاد ، وهو يوزع البرتقال الإسرائيلي على مناصريه .بعد ساعات فقط من تصريحاته النارية ضد إسرائيل في دوربان .
لهؤلاء المخدوعين بكذبة كبيرة اسمها إيران أقول ..الأمر اكبر من مجرد برتقال ..ووراء الأكمة ما ورائها كما يقولون ..فجذور التعاون والتبادل الإيراني الإسرائيلي قديمة قدم التاريخ .
اذ لم تكن ثورة الخميني في يوم من الأيام بمنأى عن عقيدة المصالح التي تجسدها مقولة" ليس هنالك عدو دائم او صديق دائم هنالك مصالح دائمة ".
ومنذ بداية الثورة ظل الملالي يحاولون إبقاء الباب مواربا مع إسرائيل، وما كل هذه التصريحات عن تدمير إسرائيل ودعم المقاومة الفلسطينية ..واحتفالية يوم القدس العالمي وجيش القدس وغيرها من الهرطقة السياسية الا ذر للرماد في العيون .
يقول الباحث والصديق أسامة شحادة ان أفضل طريقة لفهم منهجية العلاقة بين إسرائيل وإيران هو قراءة كتاب "التحالف الغادر: التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة الأمريكية" للكاتب "تريتا بارسي" أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "جون هوبكينز"، والمولود في إيران، والحاصل على شهادة الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة "جون هوبكينز" في رسالة عن العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية. :
وفقا للكتاب فان التناقض الإيراني بين الخطاب الاستهلاكي للشارع العربي والإسلامي وبين محادثاته واتفاقياته السرية مع إسرائيل، هو نتاج مهم كرافعة ووسيلة لحصول السياسة الإيرانية على مبتغاها ..وصولا لأحلام الدولة الصفوية والتوسع الفارسي في المنطقة .
تبسيطا للمسألة تقول نظرية سياسية، ان الأفضل في خضم الصراع بين الأقوياء الاتفاق أولا ضد الضعفاء، فكلا الدولتين تقدمان نموذجا للتفوق على الجيران العرب .
واهم ما يجمع صراع المصالح بين اسرائيل وايران بحسب الكاتب شعور كل منهما بالعزلة والانفصال الثقافي والسياسي والتاريخي عن المنطقة.
واستنادا إلى "بارسي"، فإن السلام بين إسرائيل والعرب يضرب مصالح إيران الإستراتيجية في العمق في هذه المنطقة ويبعد الأطراف العربية عنها ولاسيما سوريا، مما يؤدي إلى عزلها استراتيجيا.
ليس هذا فقط، بل إنّ التوصل إلى تسوية سياسية في المنطقة سيؤدي إلى زيادة النفوذ الأمريكي والقوات العسكرية و هو أمر لا تحبّذه طهران.
وعليه فان الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وكذلك الاحتلال الأمريكي للعراق، يمثلان مصلحة لطهران التي تنوي مد نفوذها في المنطقة العربية.
الشعارات الإيرانية إذا ظاهرة صوتية لا أكثر، فيما مجالات التعاون الإسرائيلي الإيراني أكثر من أن تحصى ولم يقتصر يوما على السلاح فقط رغم أن إسرائيل كانت منذ عام 1980 المصدر الرئيسي لتوريد السلاح .
وكان التعاون النفطي بين الجانبين أيضا كبيرا فضلا عن امدادت الغاز وجوانب اقتصادية أخرى حتى وصل الأمر الى التعاون الإعلامي .
كل ذلك لا يقارن بالمسكوت عنه وهو الجالية اليهودية الإيرانية التي يقدر عددها بحوالي 30 الفا تحظى باهتمام السلطات الإيرانية ورعايتها فيما يعاني اهل السنة الذين يزيد عددهم عن 15 مليونا الأمرين.
إيران تمتطي صهوة القضية الفلسطينية منذ عقود ، ورغم كل زلات لسان ملالي طهران وآخرها تصريحات نجاد عن قبوله بحل الدولتين ..لا زال المخدوعون بـ " الثورة" مصممون على ممارسة الغباء السياسي .. غير آبهين بحقيقة أن المصالح تأتي أولا .