من المستفيد - 2 ؟

.. حين وضعنا السؤال في البداية: من المستفيد؟ فإننا نكون بدأنا نتجاوز الاستغلال الدعائي للفئات المتصارعة في مصر وخارج مصر لعملية قتل 16 شرطياً من حرس الحدود أثناء افطارهم، واختطاف مدرعتين من مدرعاتهم توجه فيهما الخاطفون إلى المعبر المصري - الإسرائيلي كرم أبو سالم، وانتهت عنده الدراما المثيرة على يد الإسرائيليين!
قلنا: لم يكن المستفيد جماعة الإخوان المسلمين في مصر وغزة من الحادث. ونظن أنه انعكس سلبياً عليها!.
وقلنا: إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لم يكن هو أيضاً المستفيد؟!
- إذن من هو المستفيد؟!
- ونقول مباشرة: المستفيد هو المعني باستمرار حالة الفوضى الفكرية والسياسية في مصر، وفي كل بلد عربي وصله الربيع أو ما زال لم يصله! فحالة الفوضى هذه حققت ضياع الاتجاهات الوطنية. وضيعت مفهوم الديمقراطية. وضيعت منجزات الاستقرار الذي صنعه الطغاة.. لا فرق،.. وضيعت أي تصوّر وطني لشكل المستقبل!
ويكفي أن يوقفك مواطن مثقف وابن جامعات عريقة ليسألك: إلى أين نحن سائرون؟ ماذا يحدث في بلدنا وماذا يحدث حولنا؟!
فالسؤال الذي يحمل جواباً واحداً اسمه الضياع، هو الحالة التي يريد العدو أن نصل إليها كأمة. فما الفرق - يا رعاك الله - بين أمة ضيعت نفسها وضيعت طريقها، وبين شلايا الغنم التي يهش عليها الراعي بعصاه فتمشي إلى المسلخ أو إلى المرعى.. لتكون مؤهلة للمسلخ؟
تقرأ في صحفنا مقالات و»معلومات» تلصق - الفساد بشركات البوتاس والفوسفات وشركة موارد، والصناعات الكيميائية، واتفاقية الدولة مع شركة بريتش بتروليوم لاكتشاف حقول الغاز والنفط، أو تشكك بوجود اليورانيوم، وتجمهر الطلبة لتدمير مفاعل نووي طبي تعليمي في جامعة حكومية.. فتدرك معنى حالة الفوضى الفكرية والسياسية التي أوصلنا إليها العدو عبر هذه الأجواء من التشكيك في كل شيء ونحب أن ننبه الإخوان الذين يسبّحون بحمد التكنولوجيا التي أنتجت ثورة الربيع العربية إلى ان شركة واحدة من شركات «التواصل الاجتماعي» ربحت خلال الأشهر السبعة الماضية ستة مليارات دولار. فمن قال إن للثورة خسائرها؟!
( الرأي )