طول أمد معركة حلب يشير الى ضغوط على الجيش السوري

تم نشره الجمعة 10 آب / أغسطس 2012 02:09 صباحاً
طول أمد معركة حلب يشير الى ضغوط على الجيش السوري

المدينة نيوز - ربما كانت لدى قوات الجيش السوري التي تقصف مقاتلي المعارضة المسلحة في حلب اسبابا قوية لتأخير المرحلة الثانية من حملتها لاستعادة اكبر مدن سوريا والتي تتمثل في تقدم لقوات المشاة سيكون اختبارا للروح المعنوية للجنود في الخطوط الأمامية.

لكن بينما تحقق قوات الرئيس السوري بشار الاسد السيادة الجوية وتملك تفوقا هائلا على قوات المعارضة في المدرعات والمدفعية وعدد الجنود إلا أن تدني الروح المعنوية قد يؤدي إلى اضعاف تأثير هذا التفوق.

وقال ابو فرات الجرابلسي احد قادة المعارضة المسلحة لرويترز خارج حلب "اعرف هؤلاء الناس فقد عملت معهم. انهم جبناء ولا قلب لهم."

وربما لم يكن ذلك سوى امنيات دعمتها سلسلة انشقاقات عن الجيش ساهمت في رفع الروح المعنوية للمعارضة المسلحة خلال الاسابيع الاخيرة.

واقر الجرابلسي بعوامل اخرى قد تكون وراء تأخير الهجوم البري على حي صلاح الدين في حلب وقال ان السبب في ذلك ربما يكون "انهم يحاولون ارهاقنا او استنزاف ذخيرتنا" من خلال استمرار القصف.

ومن شأن قصف المدينة وتدمير بناياتها إثارة موجة غضب عالمي خاصة وأن القلعة القديمة في حلب من مواقع التراث العالمي وهو ما من شأنه ان يؤدي إلى اقتراب التدخل الخارجي اكثر فاكثر.

فضلا عن ذلك فإن القتال المتلاحم الذي يجب ان يعقب اي هجوم بالمدفعية سيكون اكثر صعوبة في مدينة يغلق الحطام شوارعها الضيقة بينما تحتاج المدرعات إلى شوارع واسعة.

لكن مع مرور الايام دون وقوع هذا الهجوم البري الكبير تتزايد الشكوك بين السكان في منطقة حلب إلى جانب بعض المحللين في الغرب في ان يكون لدى الجيش قوات مدربة بما يكفي ولديها الدوافع القوية لتنفيذ المهمة الموكولة اليها.

ومما يدعم هذا التصور ما يجري على الارض بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة من مواجهة ربما لن تكون لها نهاية اذا اقتصرت على جولات من الهجمات والاكمنة التي تنصبها قوات المعارضة في مقابل قصف متكرر من جانب القوات الحكومية للمدينة والقرى المحيطة بها.

وقال جيفري وايت الباحث الامني في معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى لرويترز "الجيش يواجه بعض المشكلات التكتيكية مع اقترابه من المعارضة المسلحة في حلب.

"اذا كنت ستستولي على مدينة فأنت بحاجة لعدد كبير من الجنود لأنه ستكون هناك دائما اماكن كثيرة للعدو يتحرك فيها فيمكنهم ان يتحركوا بين البنايات ويمكنهم ان يتحركوا تحت الارض .. لذا لا يدهشني ان يكون الموقف بهذه السيولة."

وقصفت القوات الحكومية المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة في حي صلاح الدين - البوابة الجنوبية لحلب - دون الدفع بقوات برية للاشتباك مع قوات المعارضة المسلحة.

والمخاطر عالية في هذه المعركة. إذ لا يحتمل الاسد -الذي تهيمن على حكومته اقلية علوية- خسارة حلب اذا كان يريد البقاء رئيسا ذا مصداقية.

ومع انتشاره بشكل واسع في العديد من مناطق التمرد اضطر الجيش -الذي يشكل السنة عماده- إلى التخلي عن اراض في سبيل سعيه لحشد القوات من اجل السيطرة على حلب.

ويقول محللون ان التأخير في الهجوم البري من الممكن ان يكون سببه حسابات متعددة. فمن الممكن ان يكون الجيش في انتظار التعزيزات او ربما كان تقديره هو الحاجة إلى مزيد من الوقت لاضعاف مواقع المعارضة المسلحة.

وربما كان الجيش السوري يحاول تفادي حمام دم محتمل من الممكن ان يثير تدخلا عسكريا اجنبيا. ومن الممكن ايضا ان يكون المقصود بالقصف المستمر الذي يأتي اغلبه عشوائيا هو اضعاف معنويات المعارضة المسلحة بما يدفعها إلى استخدام مخزوناتها من الذخيرة وهو ما يمكن ان يؤدي بدوره إلى نزوح مزيد من السكان المدنيين.

واضطر مقاتلو المعارضة المسلحة يوم الخميس الى اخلاء موقع سيطروا عليه لنحو اسبوعين بعد نفاد ذخيرتهم والانسحاب بعيدا عن خط الجبهة.

لكن هذا التأخير من الممكن ان يعكس ايضا قلق القوات الحكومية من امكانية انشقاق اي قوات ترسلها إلى القتال في حي صلاح الدين.

وقال ديفيد هارتفيل المحلل المتخصص في شؤون الشرق الاوسط في مركز اي.اتش.اس جينز "نظريا تبلغ قوة الجيش السوري 200 الف جندي.

"لكن 170 الفا منهم مجندون. من الممكن ان يكونوا بين المطرقة والسندان حيث لا يمكنهم الانشقاق ولا يرغبون في القتال -- وربما يكون نظام الاسد غير راغب في المخاطرة بالاستعانة بهم."

ويقول جنود انشقوا عن الجيش ان خط المواجهة دائما ما يضم جنودا من السنة الذين ربما يعانون من ازمة اخلاقية تتعلق باطلاقهم النار على اهلهم من السنة.

وقال مقاتلون معارضون ايضا لرويترز انهم استطاعوا اختراق ارسال الجيش والاستماع إلى القادة وهم يتحدثون إلى قادتهم واحدهم يقول "ارسلتم لي نساء. انهم لا يتقدمون. احتاج إلى رجال."

ولم يتسن التحقق من هذه الرواية.

لكن شاشانك جوشي الباحث في معهد رويال يونايتد سيرفيسيز للدراسات الامنية قال ان اي فكرة عن ان حلب ستكون معركة حاسمة لا محل لها حتى الان.

وقال "ليس هناك ما يمكن اعتباره حاسما مطلقا في هذا الامر ... ما يدهشني انها معركة شديدة السيولة مع المتمردين الذين يسيطرون على المساحة الاكبر من الارض لكن بشكل ضعيف للغاية."

ويقول سكان انهم يعتقدون ان الجيش يحاول ارهاب الأسر كي تغادر المنطقة حتى يستطيع مواجهة المعارضة المسلحة فضلا عن قصف القرى المجاورة حيث يعيش اقارب المقاتلين المعارضين.

وقال الشيخ توفيق قائد كتيبة نور الدين زنكي التي تتمركز في شارع 15 في صلاح الدين ان الفكرة هي الضغط على أسر المقاتلين كي يطلبوا ابناءهم على خط المواجهة ويقنعوهم بالعودة إلى ديارهم.

وقال في مقابلة مؤخرا "الجيش السوري يرسل رسالة إلى الأسر في حلب مفادها: اضغطوا على ابنائكم الذين يقاتلون مع الجيش السوري الحر للانسحاب حتى يمكننا الدخول والا اقتحمناها وقمنا بمذبحة.

"كما هو الحال الان نحن نعاني من كثير من الاصابات -- امس فقط (يوم الاثنين) اصيب 30 من رجالي من بينهم انا فقد اصبت في ظهري. نحن نحاول دائما تشجيع المزيد من الشبان على الانضمام إلى صفوفنا. عدت لتوي من رحلة إلى الريف لتجنيد مزيد من الرجال."

وتبدو آثار القصف على المناطق المحيطة جلية لا تحتاج إلى دليل.

ونشرت منظمة العفو الدولية صورا بالأقمار الصناعية توضح نطاق القصف المدفعي في حلب منذ 23 يوليو تموز إلى اول اغسطس آب وظهر فيها اكثر من 600 حفرة خلفتها قذائف المدفعية على الارجح في مناطق في محيط حلب.

وقال كريستوف كويتل من منظمة العفو الدولية بالولايات المتحدة "ما يمكننا ان نراه من الصور من نهاية يوليو هو نحو 58 دبابة و45 عربة مدرعة اخرى داخل وحول حلب ونحو 50 قطعة مدفعية نشرت خلال هذا الوقت في مواقع الجيش السوري."

وحتى الاسلحة الثقيلة مثل قاذفات الصواريخ المتعددة والصواريخ ذاتية الدفع من الممكن ان تستخدم في هذه المنطقة.

لكن التفوق في التسليح الذي يتمتع به الجيش يبدو انه يتوازن بالروح المعنوية المرتفعة للمعارضة المسلحة كما يقول الشيخ توفيق.

"على خط المواجهة في شارع 10 نحن في المواجهة مع الجيش ويمكننا الاستماع إلى محادثاتهم عبر جهاز اللاسلكي -- نسمع قادتهم يعطون الاوامر للجنود بالتقدم ويواصلون حثهم لكن الجنود لا يتقدمون ويجبنون.

"لقد انتزع القادة الهواتف المحمولة من الجنود حتى لا نتمكن من الاتصال بهم والحث على المزيد من الانشقاقات."


( رويترز )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات