الحل بالحل قبل الفوضى

تم نشره الأحد 16 أيلول / سبتمبر 2012 02:15 صباحاً
الحل بالحل قبل الفوضى
اسامة الرنتيسي
الحكومة والاخوان صعدا على الشجرة، الحكومة هبطت الى الارض وبدأت التحضير للانتخابات، اما جماعة الاخوان المسلمين، فلم تسمح لهم مشاكلهم الداخلية والخلافات في وجهات النظر النزول عن الشجرة، فقرروا امس الشارع بديلا عن صناديق الانتخاب.
 في مؤتمر صحافي حضره كامل الصف القيادي في الجماعة والحزب، (هذا لا يعني في السياسة توحيدا بل مزاودة) اعلن مجلس الاصلاح الذي تشكل مؤخرا القرار النهائي بمقاطعة الانتخابات والبقاء في الشارع، حسنا، ماذا يعني هذا؟
 يعني؛ بوضوح رفض العملية السياسية القائمة في البلاد، وبالتأكيد لن يصلوا الى مرحلة العصيان المدني، لان سيرة الاخوان مع الدولة الاردنية منذ خمسين عاما لا تسمح بذلك، وهم قالوا ذلك لوفود الحوار معهم بدءاً من فيصل الفايز وانتهاء ببسام العموش.
 الحل بوضوح، اعتماد سياسة الفوضى في البلاد، وعلى هذا تراهن الجماعة ، لانه بالنسبة لهم، كارثة ان يكونوا خارج السلطة التشريعية طوال الاربع سنوات المقبلة، التي سوف تُرسم فيها خريطة البلاد السياسية والاصلاحية.
 الان سوف تضغط جماعة الاخوان على حلفائها في التيارات الاخرى، وسوف تقع التيارات الاخرى في حالة احراج شديد، لان المشاركة في الانتخابات تحتاج الى تغطية سياسية وشعبية، ولا تحتمل الاحزاب والقوى الاخرى المشاركة، وخاصة اذا لم تتوحد في ذلك.
 الان تدفع الدولة ثمن الدلال الذي قدمته طوال السنوات الماضية لجماعة الاخوان المسلمين، بدءا من السماح لهم بالعمل السياسي بعيدا عن الاهداف الخيرية للجماعة كجمعية خيرية، الى الوصول الى اعلى المراتب في السلطة التنفيذية، والتي من خلالها، حصلوا على دعم لم يكونوا يتوقعوه، ومثال على ذلك ما قدمه الشيخ اسحق الفرحان عندما كان وزيرا للتربية عندما ارسل مشايخ الاخوان في بعثات دراسية للحصول على درجات الدكتوراة من الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الامريكية.
 منذ بدء الحوار مع الاخوان المسلمين، وخاصة من حكومة عون الخصاونة، تنهال العروض والصفقات عليهم بشتى الطرق، فالخصاونة عرض عليهم 30 نائبا، واستكمل العرض فيصل الفايز، عروض كانت النشوة عند الاخوان تدفع باتجاه رفضها، طموحا بالوصول الى السيطرة المطلقة على مفاصل الحكم، مثلما وقع لنظرائهم في دول اخرى.
 إذا وسعنا البيكار قليلا في التحليل والنظر الى ما يُجرى حولنا، نرى ان التنظيم العالمي للاخوان المسلمين يعمل في المنطقة العربية على نظام القطعة، وكل قطعة مختلفة عن الاخرى، لهذا يتجرأ الرئيس المصري ممثل الاخوان في السلطة المصرية الى القول "سوف نسقط النظام في سورية"، لكنه لم يقل كيف له ان يسقط هذا النظام، وما هي ادواته في ذلك؟
 ما يُجرى الان سوف يدفع الولايات المتحدة الامريكية الى اعادة حساباتها في التحالف مع الاسلام السياسي والاخوان المسلمين تحديدا، والشهر المقبل سوف يذهب مرسي الى نيويورك، وبعد ذلك لكل حادث حديث.
 قبل الوصول الى مرحلة الفوضى فإن شرعية الاخوان القانونية سوف تكون محل تساؤل، وقد يكون الحل بالحل.
( العرب اليوم )


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات