سياسيون يتحدثون عن القضايا المحورية في خطاب الملك امام الامم المتحدة

تم نشره الأربعاء 26 أيلول / سبتمبر 2012 04:53 مساءً
سياسيون يتحدثون عن القضايا المحورية في خطاب الملك امام الامم المتحدة

المدينة نيوز - ركز جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابه الليلة الماضية امام الجمعية العامة للامم المتحدة على قضايا محورية مهمة على المستوى المحلي والعربي والعالمي خاصة القضية الفلسطينية والقدس ومعاناة الشعب الفلسطيني تذكيرا للمجتمع الدولي بجوهر الازمة في المنطقة .

وفي خطاب جلالته رسالة واضحة بأن أي اعتداء أو أي محاولة لمحو الهوية العربية أو الإسلامية أو المسيحية للقدس أمر لا يمكن قبوله أو السكوت عليه داعيا إلى التسامح والتراحم بين أتباع الأديان في كل مكان والانخراط في حوار عالمي أكثر فاعلية وتأثيرا .

قوة كلمة جلالة الملك كانت معبرة عن قوة الثقافة الإسلامية المتمثلة بالتسامح والوسطية ومحبة الخير للعالم أجمع .

سياسيون ومحللون تحدثوا لوكالة الانباء الاردنية (بترا) حول مضامين الخطاب الملكي وما اشتمل عليه من رؤى للمرحلة الراهنة وكيفية التعامل مع التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ..

وزير الاعلام الاسبق نصوح المجالي يقول انه بالرغم من ان جلالة الملك تناول في خطابه هموم المرحلة الراهنة وتداعيات الاحداث في المنطقة , وكذلك تداعيات الربيع العربي , الا ان جلالته ركز بشكل اساسي على مركزية القضية الفلسطينية في الشرق الاوسط وان التهاون في ايجاد حل سلمي لها سيبقي المنطقة مفتوحة على جميع اشكال الصراع.

ويضيف: ان جلالته اشار الى خطورة تعمد اسرائيل تعطيل عملية السلام وتجاهل الحقوق الفلسطينية والاسلامية , والقوانين الدولية وذلك باجراء تغييرات واسعة مخالفة للقانون الدولي في الاراضي التي احتلتها عام 1967 خاصة في الضفة الغربية والقدس.

ويشير المجالي الى ان اسرائيل توسعت في اعمال التهويد ومصادرة وتغيير معالم المدينة المقدسة والعبث بتراثها الديني والانساني وتطويقها بالجدران وتهديد المقدسات الاسلامية بالحفر اسفلها وتهجير السكان العرب من مسلمين ومسيحيين.

ويقول ان القدس مدينة التراث الاسلامي منذ 14 قرنا وكما هي مدينة التراث العربي منذ عشرات القرون , فان إضفاء الطابع اليهودي عليها يبقي القضية الفلسطينية والشرق الاوسط في خانة الصراع ويقطع الطريق على السلام وحل الدولتين .

ويضيف المجالي ان الشعب الفلسطيني كما بين جلالته في خطابه هو الشعب الوحيد في العالم الذي احتلت وصودرت اراضيه بل كامل وطنه وشرد معظمه وتعامل المجتمع الدولي معه وكانه خارج نطاق منظومة حقوق الشعوب وحقوق الانسان والقانون الدولي , وهنا يكمن الخطر , فالقضية الفلسطينية باقية واثارها تكبر ويجب ان لا تشغلنا التحديات الحالية عن الخطر المتفاقم من حولنا.

ويشير الى تاكيد جلالته على اهمية ان يتولى المجتمع الدولي تحقيق السلام في المنطقة على اساس حل الدولتين وانهاء الاحتلال , والتعايش بين شعوب المنطقة.

مدير مركز التعايش الديني الأب نبيل حداد يقول ان جلالته في خطابه بالجلسة الافتتاحية للدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة في هذا الوقت الذي تشهد فيه المنطقة الكثير من التطورات والتحديات يتصدى للدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية وعن الحقوق الفلسطينية انسجاماً مع الموقف الأردني الثابت في العمل على إقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق السلام.

ويضيف ان الخطاب رسالة واضحة عكست الحرص والاهتمام الهاشمي بالمقدسات الإسلامية والمسيحية ورفض واستنكار كل ما يمسّها , وان موقف جلالته هذا يعبر عن الرفض القاطع لما تتعرض له المدينة المقدسة من اعتداءات على الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية خاصة المسجد الأقصى المبارك .

ويشير الأب حداد الى اهمية دعوة جلالته المجتمع الدولي لرفض كل محاولات التحريض على الفتنة , وإلى تفعيل الجهود لتحقيق المزيد من التفاهم والانخراط في حوار عالمي أكثر فاعلية , انسجاماً مع الحاجة الملحة التي تؤكدها هذه الحقبة وتداعياتها.

ويقول إن جلالة الملك عبد الله الثاني ومن منطلق مسؤولياته التاريخية والسياسية والإنسانية ومساعيه في نشر الوئام والتآخي ومن نفس المكان وقبل عامين، أطلق مبادرة هاشمية هي (الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان) التي نبعت من رسالة عمان ووثيقة كلمة سواء .

وكل ذلك كما يضيف يستند إلى ارث أردني نفخر به ويعكس إرادة سياسية حكيمة مثلما يجسد الصورة النبيلة للدبلوماسية الأردنية المستندة إلى مفاهيم المدرسة الهاشمية باحترام الإنسان ومعتقداته ومقدساته وقيم التسامح والتعايش بين الأديان مثلما تعكس دعوة لاحترام الشرائع السماوية وتطبيق القوانين والالتزامات الدولية.

الامين العام للجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان يقول ان القضية الفلسطينية وجوهرها القدس كانت ولا تزال تحتل مركز الصدارة في فكر جلالة الملك عبد الله الثاني مشيرا الى ان فلسطين بقدسها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية تقف على رأس اولويات السياسة الاردنية الداخلية والخارجية على حد سواء.

ويبين ان الربيع العربي الذي اجتاح اقطارا في الوطن العربي بشكل او بأخر ما كان له ان يكون لولا القضية الفلسطينية التي ستبقى فتيلا متجددا لاشتعال الحروب ومصدرا يهدد الامن والسلم الاقليميين والدوليين ما لم تعترف اسرائيل بحق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لميثاق الامم المتحدة وقراراتها ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والقدس .

ويضيف كنعان ان جلالته اراد في خطابه وضع المجتمع الدولي وقادته امام مسؤولياتهم التاريخية التي لا يجوز لهم ان ينشغلوا عنها باية احداث داخلية او اقليمية او دولية، ومحذرا في ذات الوقت بمنهجه الدبلوماسي المعهود من الاخطار التي تتهدد اقليم الشرق الاوسط والعالم ان ظلت اسرائيل تتشبث باحتلالها للاراضي العربية.

وينوه الى ان جلالته باصراره على حث المجتمع الدولي وبخاصة تلك الدول القادرة على حمل اطراف النزاع على احلال السلام وتجنيب المنطقة والعالم ويلات الحروب , لا يتحدث بالواقع باسم الاردن فقط ، بل باسم العرب والمسلمين جميعا، لا بل باسم المجتمع الدولي وكل محبي السلام .

نائب رئيس لجنة اعمار المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة المهندس رائف نجم يقول ان جلالة الملك تعمد ان يذكّر العالم من جديد بخطورة الوضع القائم في الاراضي الفلسطينية المحتلة خاصة القدس والاعتداء على الاقصى المبارك , اذ انه وفي هذا الوقت تتسارع اعمال التهويد في المدينة المقدسة وتشتد محاولة الصلاة داخل ساحات المسجد المبارك وعلى حائط البراق من الخارج .

ويضيف "جاء خطاب جلالته في هذا الوقت بالذات لاعادة اثارة قضية القدس وفلسطين مرة ثانية بعد ان خبت لسنوات " , وجلالته بذلك يؤكد للعالم اجمع ان قضية فلسطين والقدس بشكل خاص هي القضية الاولى للامة العربية وهي القضية الاهم .

ويقول ان جلالته يحاول من خلال اجتماعه مع قادة دول العالم في الامم المتحدة وضع برنامج لاعادة القضية الفلسطينية الى محورها الرئيسي بعد ان فقدت البوصلة اتجاهاتها , واراد من خلال خطابه ان يوضح للعالم ان هذه القضية لا تخبو وستبقى عالقة في اذهان النشء الجديد .

ويقول المهندس نجم ان الهاشميين ومنذ زمن الشريف الحسين بن علي كانوا السباقين لترميم واعمار المسجد الاقصى المبارك وعندما نقول المسجد الاقصى فنحن نعني مساحته جميعها التي تقدر بنحو 144 دونما ولن يتنازل العرب عن سنتمتر واحد منها .

ويضيف ان ربط جلالة الملك للمسجد الاقصى المبارك بالكعبة المشرفة هو من صلب العقيدة

ويقول رئيس جامعة العلوم الإسلامية العالمية عضو مجلس الإفتاء الدكتور عبد الناصر أبو البصل :لقد نبه جلالة الملك عبد الله الثاني إلى قضية نسيها الناس والقادة والرأي العام في هذا الوقت التي انصرفت الأنظار فيه إلى أحداث الربيع العربي وقضايا التغيير والحديث عن الإصلاح ,فجاءت كلمة جلالته مذكّرة لنا جميعاً وللعالم أجمع عبر منبر الأمم المتحدة بقضية المقدسات والقدس الشريف وقضية فلسطين بوجه عام.

وقد كانت كلمة جلالته كما يضيف متضمنة أربعة أبعاد , الأول : الإيماني بالإشارة إلى أن قضية المقدسات مسألة دينية تهم المسلمين جميعاً وأنها مثل مكة والكعبة المشرفة وخطورة المساس بها ستعمل على إذكاء المزيد من الصراع في المنطقة والعالم كما تدل على أن القدس حاضرة في فكر جلالة الملك ووجدانه.

والثاني : السياسي العالمي , ليتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه المنطقة والحفاظ على المقدسات والإسهام بحل القضية وإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني , والثالث البعد السياسي العربي الإسلامي لإعادة محور المقدسات والقدس إلى سلم أولويات العرب والمسلمين والقيام بمسؤوليتنا تجاهها , والبعد الاخير يتمثل بالشق الإعلامي الداعي الى ضرورة نشر ثقافة التسامح والتنبيه إلى محاولات نشر الكراهية وزيادة الفجوة بين المجتمعات والأديان.

ويقول الدكتور ابو البصل : لقد كانت قوة كلمة جلالة الملك المعبرة عن قوة الثقافة الإسلامية المتمثلة بالتسامح والوسطية ومحبة الخير للعالم أجمع من أكبر مميزات خطاب جلالته أمام الأمم المتحدة.

وتناول جلالته في خطابه الموضوع المحلي المتمثل بالاصلاحات وكذلك ملف اللاجئين السوريين وتأثيره على الواقع الاقتصادي والاجتماعي في المملكة حيث يشير العين السابق فالح الطويل الى اهمية ما تضمنه خطاب جلالة الملك بان العام المقبل سيشهد بداية الصيف الاردني , وذلك بانتخاب برلمان جديد .

ويتمنى السفير السابق الطويل الوصول الى برلمان يكون طابعه العام حزبيا تكتليا يساعد في تشكيل حكومة برلمانية .

ويوضح ان من ميزات الحكومات البرلمانية استقرارها لفترة من الزمن ، ولها برنامج معروف للعمل تحت مراقبة برلمان فاعل وممثل للناس مشيرا الى اننا بذلك سندخل مرحلة استقرار سياسي واجتماعي واقتصادي طويل المدى .

ويبين ان جلالة الملك في مهمته في الامم المتحدة حيث يقابل رؤساء الدول وفي مهمته داخل الولايات المتحدة لمقابلة المجموعات السياسية الناشطة لكسب اصدقاء اخرين للاردن انما عمليا هو يعزز من هذا الاتجاه .

وزيرة الشؤون البلدية السابقة الدكتورة امل الفرحان تقول ان جلالة الملك دائما سباق في طرح الافكار التي تعمل على التطوير والتحديث لاردننا الغالي .

وتدعو الجميع الى تحمل مسؤولياتهم لتطوير انفسهم والانخراط في احزاب سياسية فاعلة لانجاح مسيرة العملية الاصلاحية .

وحول ما جاء في خطاب جلالة الملك عن اللاجئين السوريين يقول وزير الداخلية الاسبق سعد هايل السرور : اتحدث هنا كأحد ابناء الاردن المطلعين عما يجري على الساحة الاردنية والمتمثل بتدفق اللاجئين السوريين اضافة الى انني احد ابناء المنطقة التي يوجد فيها اللاجئون وكمطلع عن قرب على الظروف التي يعيشونها حيث اجد ان الاردن يقدم كل ما يستطيع لأشقائنا اللاجئين إلا ان الامر يحتاج كما اوضح جلالته الى تحمّل المجتمع الدولي مسؤولية هذه القضية معنا .

ويضيف الوزير الاسبق السرور ان الاردن من الدول ذات الصدر الرحب والذي وقف مع الشعوب العربية في حالات تبدو متشابهة على امتداد سنوات عديدة , وان لجوء اعداد كبيرة من اشقائنا السوريين للاردن بشكل خاص كان بحكم القرب الجغرافي اضافة الى اللحمة بين الشعبين الشقيقين .

ويبين ان جلالة الملك وهو يتحدث في المنابر الدولية فانه يضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته تجاه ما يعانيه اللاجئون السوريون منوها الى انهم يحتاجون للكثير من الخدمات التعليمية والصحية والسكنية والمياه والكهرباء والخدمات اللوجستية وغيرها , وهذا يحتاج الى الدعم الحقيقي للاردن للتصدي لهذه المسؤولية الكبيرة .

وزير التنمية السياسية سابقا الدكتور موسى المعايطة يقول ان خطاب جلالته جاء في الوقت المناسب الذي يجب فيه على المجتمع الدولي ان يتحمل المسؤولية مع الاردن تجاه قضية اللاجئين السوريين .

ويضيف ان الاردن بلد مضياف ,وعلى المجتمع الدولي ان يعي المواقف الانسانية التي يتحملها الاردن وعليه ان يقدم الدعم لهذا البلد المضياف بشكل واقعي وحقيقي .

ويبين المعايطة ان المطلوب هو دعم الامم المتحدة والدول الغنية خاصة ان الشتاء قادم ولا نريد ان يقع للاجئين مأساة انسانية , حيث يحتاج الاردن من اجل تفاديها الى الدعم المطلوب لتهيئة المناخ الملائم لهذه الاعداد الكبيرة حتى تتمتع بالمعيشة اللائقة بها .

ويشير الى ان مواردنا محدودة والضغوط تزداد جراء التدفق عبر الحدود , لذلك فهذه القضية تعد مسؤولية دولية وليس قضية يتحملها الاردن وحده .

(بترا )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات