طبول الحرب في الشرق الأوسط !
أعلنت إسرائيل أن بضعة شهور فقط تفصل بين إيران وصنع القنبلة الذرية. ويقول نتنياهو إن إيران نووية خطر ماحق على إسرائيل ، ويطالب الحليف الأميركي برسم خط احمر بحيث يجب ضرب إيران إذا تجاوزته. وهو يرى على كل حال إن الخطر الوجودي على إسرائيل يفرض عليها القيام بضربة وقائية ولو كانت انفرادية.
إيران بدورها مستمرة في برنامجها النووي بأقصى سرعة ممكنة ، وقائد الحرس الثوري يعلن أن إسرائيل سوف تشن الحرب على إيران في نهاية المطاف ، وهدد بأن ذلك سيكون نهايتها ، ذلك إن إيران قادرة حسب قوله على إزالة الكيان الإسرائيلي من الخارطة!.
أميركا بدورها لا تتخلى عن تحالفها الاستراتيجي مع إسرائيل ولكنها في الوقت نفسه لا تريد أن تتورط في حرب أخرى على غرار حربها على العراق وأفغانستان ، ولذلك اختارت سلاح العقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية ، وهي تصر على إعطاء هذه الأدوات فرصة كافية.
أما أن القنبلة النووية الإيرانية تشكل خطراً وجودياً على إسرائيل فهذا ليس صحيحأً ، ذلك أن إسرائيل تملك ترسانة كبيرة من القنابل النووية التي تستطيع أن تمطر بها جميع المدن الإيرانية الكبرى ، بل إن تحول إيران إلى دولة نووية سيضمن السلام والهدوء بين الجانبين ، فالسلاح الذري في أيدي حكومات مسؤولة أداة استقرار ومنع وقوع الحرب كما دلت تجربة الحرب الباردة.
وإذا صح أن إيران قادرة على شن حرب ماحقة على إسرائيل وإخراجها من الخارطة فلماذا تنتظر حتى تقوم إسرائيل بالضربة الأولى ، ولماذا لا تشن حربها الوقائية سلفاً طالما أن الحرب قادمة في نهاية المطاف كما يقول قائد الحرس الثوري الإيراني.
الجميع بانتظار ما سوف تسفر عنه الانتخابات الرئاسية الأميركية بعد أسابيع معدودة ، فعند ذلك سوف تتضح نوايا أميركا الحقيقية ، ليس تجاه إيران فقط بل تجاه نتنياهو أيضاً ، وسيكون لدينا رئيس أميركي متحرر إلى حد ما من الضغوط الصهيونية.
طبول الحرب التي تقرع في تل أبيب على لسان رئيس وزرائها ، وفي طهران على لسان قائد الحرس الثوري ، هي صفارات إنذار وتنبيه للدول العربية التي تقوم بدور المتفرج بانتظار مصيره كضحية لا تملك سوى الدعاء إلى الله بأن لا تصنع إيران القنبلة ، ولا تشن إسرائيل الحرب ، وأن تستمر آبار البترول في الإنتاج والتصدير والعيش في بحبوحة غير مستحقة حتى إشعار آخر.
( الرأي )
