ركائز الاستقلال ومنطلقات التنمية

تم نشره السبت 30 أيّار / مايو 2009 01:03 مساءً
ركائز الاستقلال ومنطلقات التنمية
د. حازم قشوع

ولئن كان الاستقلال قد رسخ قيم السيادة للدولة وحكم الذات الوطني والامان  والحرية للمواطن واسس الاطر والمعاني والقيم الوطنية الاصيلة التي كرست  الاستقلال بمعانيه وعبره وبما تمثلها التضحية والفداء من قيم، عندما سطر ابناء هاشم رسالة العزة للعروبة والمجد والمثل الانسانية النبيلة في الدفاع عن صوت الامة وتعظيم قدسية الارض والانسان فيها ، فان التاريخ يعود باسقاطاته ليكون حاضراً على عمق مضامين الرسالة التي جاءت لتعظيم حالة الامة بالاستقلال والنهضة كما تعمل على ابراز قواعدها عبر النموذج الوطني الاردني بمكونات مؤسساته وحالة الامن والحرية التي عليها يعمد للوصول الى الحياة الافضل بالديمقراطية والحداثة على قواسم تحفظ الانجازات وتصون المكتسبات وتهيئ المناخات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لاطلاقة جديدة.   
                                                     
لقد حرص جلالة الملك عبد الله الثاني على تعزيز قيم الاستقلال وترسيخ معانيه من خلال استتراتيجية تنموية شاملة ركزت على استثمار الطاقات والمقدرات الأردنية عن طريق الاستثمار بالانسان مستندا الى وسائل عملية حديثة في تعليمه وتدريبة ليقوم بدوره المنتج خير قيام، فعمد ومن خلال سياسياته على توسيع انتشار الجامعات على امتداد رقعة الوطن ليكون التعليم في متناول الجميع ، ويغدوا الانسان الأردني قادر على العطاء في كل المجالات التنموية والنمائية ويحمل صفة السفير العامل لرسالة البناء الوطني على امتدادها وتنوعها، ويكون الاردن بفضل هذه السياسات التعليمية النوعية المقرونة بالاداء والمضمون المقر التعليمي الرئيس للمنطقة وشعوبها،كما قام جلالة الملك ومن خلاله سياسات ناجعة على توسيع المظلة الصحية ووضع استراتيجة تهدف بالوصول لمظلة الخدمات الصحية لتشمل جميع المواطنين ، كما عملت مشتملات رؤيا جلالته وفي نفس السياق لتوسيع أطر التأمينات الاجتماعية  اضافة لتقديم برامج مساعدة تجاه السكن مثلها برنامج سكن كريم لعيش كريم ، وهي العوامل الأربعة التعليم والصحة والضمان الاجتماعي اضافة الى السكن التي ترتكز عليها الاسس الخدماتية في الدولة بغية رفع مستوى الخدمات الأساسية وتحسين المستوى المعيشي  للمواطن ضمن اطار الآمن والامان ومناخات الحرية والديمقراطية بما يساعد المجتمع الأردني على تقديم  منجزاته وابراز نموذجه الحداثي بحالة مميزة .
          
ولأن الارتقاء بالحالة المعيشية والاقتصادية وبمضامين التنمية بحاجة الى تأطير المقدرات الوطنية وتوسيع القاعدة الشعبية وصناعة القرار فلقد حرص جلالة الملك على تعزيز حالة التعددية السياسية في البلاد ودعم مؤسساتها الوطنية الحزبية بما يهيئ المناخات السياسية ويعزز من حالة وطبيعة المشاركة في داخلها ، سيما وهي الذراع الغير الرسمي للدولة وعلى كاهلها تقع مسؤولية  تطوير الحياة السياسية في البلاد وتجسير الهوة بين المواطن وصناعة القرار وتبديل الروافع المجتمعية وبما ينسجم والحالة المدنية المستهدفة للمجتمع وكما يرتقي بمضامين الحياة الديمقراطية ويقوي من حالة المنعة والمناعة للمجتمع مما يجعله عصياً على الاختراق وكما تعظم من درجة المواطنة وقيمها التي اساسها الولاء والانتماء على قواعد وطنية جامعة، وهي الاسس الداعمة والمساندة بهدف الوصول الى معادلة البناء الوطني القائمة على مزج قيم الحرية ومقتضيات الأمن بنتائج موصولة تقود مشتملات التنمية .                                    
                                  
كما حرص جلالة الملك على تعزيز محتوى الرسالة الاصيلة التي جاءت من وحي الاستقلال لتناصر الحق العربي وقضية المركزية لتقدم الدبلوماسية الأردنية كل جهود ممكنة ومتاحة لإسناد الشعب الفلسطيني من خلال دبلوماسية سياسية متصلة وحوارات ميدانية مكثفة في كل المحافل الاقليمية والدولية وعمد على توحيد الجهود العربية والاسلامية والعالمية لتكون موحدة ومتجانسة بنسقها لرفع الظلم والمعاناه عن الانسان الفلسطيني وتقديم النصرة والانصاف لقضيته العدالة، لنبقى في محور الصراع ولا تؤول الى هامش التاريخ ، فكان لجهود الدبلوماسية الأردنية المكانة المقدرة سيما وهي المفوضة عربياً واسلامياَ للوصول الى استخلاصات مفيدة مرتكزة وقائمة على الحق الفلسطيني والثوابت العربية التي انطلقت منها حالة الاجماع العربي والاسلامي  بهدف بلورة صيغة ذات مدولولات تحمل صفة النتائج،لتحقق الدبلوماسية الاردنية المفوضة تأييد عالمي جامع لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة والقدس والقطاع ، وبما ليبلي تطلعات المنطقة في تعزيز حالة الآمن والسلام.   

وكما الاستقلال الوطني الاردني كان المنطلق لتوجهات التنمية والتطور على الصعيد الداخلي ، كان الاساس المتين الذي عليه تتكأ المنطقة في الوصول الى حالة الاستقرار والامان المنشود ، فالاردن غدا بحكمه قيادته المحرك الرئيس والداعم القوي والمؤثر والنصير الامين للقضايا الامة والمرتكز المحوري لشؤون المنطقة في اظهار ميزات التعايش السلمي واحترام التعدد الحضاري وترسخ القيم الانسانية النبيلة التي جاءت منها رسالة الاستقلال .   
                                                         
* الامين العام لحزب الرسالة



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات