صدمة 11/9/... ليست مبرراً لما بعدها!

تم نشره الإثنين 01st حزيران / يونيو 2009 03:15 مساءً
صدمة 11/9/... ليست مبرراً لما بعدها!
ريتشارد إيه كلارك

عثر كبار المسؤولين في إدارة بوش على موضوع جديد كاشف أثناء قيامهم -وبأثر رجعي- بتبرير سياساتهم المتعلقة بالأمن القومي، وهو تبرير دفاعي متأثرا للغاية بالصدمة الهائلة التي سببتها تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر. ففي الشهر الماضي مثلا ألقت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة "رايس" كلمة في معرض تعنيفها لطالب في جامعة "ستانفورد" حاول انتقاد برنامج الاستجواب الذي طبقته إدارة بوش، كان من ضمن ماقالته فيها: "إذا لم تكن هناك عقب الحادي عشر من سبتمبر، وفي موقع المسؤولية، فلن يكون بمقدورك تخيل المعضلات التي يمكن لمسؤول أن يواجهها من أجل حماية أميركا". وفي الكلمة التي ألقاها عن الأمن القومي في الحادي والعشرين من مايو المنصرم، وصف تشيني صباح الحادي عشر من سبتمبر بأنه كان "تجربة فاصلة" جعلت "كل إنسان في أميركا ينظر مجدداً وعلى نحو جدي للتهديدات التي تواجه أميركا".

 

أنا بدوري أتذكر ذلك اليوم. فبعد ضرب البرج الثاني في مركز التجارة، اقتحمت مكتباً كانت تجلس فيه رايس، مستشارة الأمن القومي في حينها، وتشيني نائب الرئيس الذي أذكر تعبيرات الفزع على وجهه. وبمجرد نزوله إلى الملجأ المحصن المخصص لحالات الطوارئ، عمل تشيني على تجميع فريقه، بينما قام مديرو الأزمات التابعون لمجلس الأمن القومي بتنسيق استجابات الحكومة بواسطة الدوائر التلفزيونية المغلقة من "حجرة تقييم الموقف". وأذكر أيضاً في اليوم التالي للهجوم، وبينما كان الدخان لا يزال يتصاعد من البنتاجون، أنني كنت جالساً في مكتبي الواقع في مجمع البيت الأبيض، وقد وضعت قناعاً واقياً من الغازات أمامي. في ذلك اليوم خلت شوارع واشنطن من كل شيء تقريباً باستثناء العربات المدرعة، كما خلت السماء من كل شيء سوى طائرات إف.15.


القلق بشأن ما يمكن أن تسفر عنه انتخابات 2004، هو الذي أدى إلى القرارات الخاطئة بشأن العراق والاعتقالات والاستجوابات ومراقبة الاتصالات..!
 
 
مع ذلك، فعندما استمع إلى ما يقوله تشيني ورايس الآن استشعر أنهما يريدان من الآخرين أن يلتمسوا لهما العذر بخصوص الإجراءات التي فرضوها بعد وقوع تلك الهجمات على أساس أن ذلك اليوم كان يوماً "صادماً". لقد كان من ضمن ما قالته رايس في تعليقاتها الأخيرة: لو كنت هناك في ذلك الوقت، وفي موقع المسؤولية، ورأيت مواطنين أميركيين يسقطون من الطابق الثمانين، فحتماً ستصمم على عمل كل شيء قانوني تستطيع عمله للحيلولة دون حدوث ذلك مرة ثانية".

 

والحقيقة أنني لا أتعاطف كثيراً مع هذه الحجة، صحيح أننا أمضينا الأيام التالية دون نوم إلا لماماً، وصحيح أننا قد افترضنا آنذاك وجود احتمال لحدوث أعمال أخرى، لكن ذلك لا يحول بيني وبين القول إن القرارات التي أصدرها مسؤولو إدارة بوش في الشهور والسنوات التي تلت ذلك، سواء بصدد العراق أو بصدد الاعتقالات، أو التحقيقات، أو مراقبة المكالمات الهاتفية... لم تكن صائبة. فالتحليل الهادئ والدقيق كان هو الذي يجب أن يسود بدلا من كسر القواعد، خصوصاً وأن أحداث الحادي عشر من سبتمبر، رغم فظاعتها، ما كان يجب أن تفاجئ كبار المسؤولين الذين تلقوا تحذيرات في الشهور السابقة من جانب "سي. آي. إيه" وغيرها من وكالات الأمن القومي، لكنهم تجاهلوها وأخفقوا في إدراك أن الوضع يتطلب اتخاذ إجراءات فورية لإجهاض أي هجوم محتمل يقوم به تنظيم "القاعدة".

 

لذلك فإن فريق بوش عندما اضطر للتعامل مع موضوع الإرهاب بنظرة جديدة وجدية، فإن أعضاءه فعلوا ذلك وهم في حالة من الصدمة، ما دفعهم إلى إصدار قرارات واتخاذ إجراءات بالغة التطرف، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء تقييم ما إذا كانت هذه القرارات والإجراءات صائبة أم لا.

 

وبحكم موقعي في ذلك الوقت، فإنني أعتقد أن هذا الموقف من جانب مسؤولي بوش قد نبع من القلق بشأن ما يمكن أن تسفر عنه انتخابات2004 حيث خشي الكثيرون في البيت الأبيض أن يقضي عجزهم عن الفعل قبيل وقوع تلك الهجمات على أي فرصة لبوش في الفوز بولاية ثانية (خصوصاً إذا وقعت هجمات أخرى)، ولذلك قرروا ألا يتركوا أي شك لدى أحد في أنهم قد قاموا بكل ما يمكن تخيله.

 

هذا الموقف هو الذي أدى إلى القرارات الخاطئة بشأن العراق وبشأن الاعتقالات، وبشأن الاستجوابات، وبشأن مراقبة الاتصالات الهاتفية.

 

ربما يكون تشيني ورايس قد فوجئا فعلا بهجمات الحادي عشر من سبتمبر، وهي مفاجأة تنبع من كونهما لم يستمعا إلى ما سبق ذلك اليوم من تحذيرات، وأن هذا الشعور بالمفاجأة هو الذي دفعهم إلى التفويض باستخدام أكثر أساليب مكافحة الإرهاب تطرفاً، معتقدين أن ذلك هو أفضل أسلوب في حينه، بينما الحقيقة أنه كان إجراءً لا داعي له ومؤديا لنتائج عكس المتوخى منه.

إن استجابة إدارة بوش قد قوضت قيم أميركا ومبادئها. لقد اعتقد البيت الأبيض أن الحادي عشر من سبتمبر قد غير كل شيء، ونسي أنه حتى وإن كان هذا اليوم قد غير أشياء عديدة بالفعل، فإنه ما كان يجب أبداً أن يغير الدستور الذي كان نائب الرئيس ومستشارته للأمن القومي، وغيرهما ممن كانوا في البيت الأبيض في ذلك اليوم الفاجع، قد أقسموا يوم تولوا وظائفهم على حمايته والمحافظة عليه.

<P class=MsoNormal dir=rtl style=""MARGIN: " 0pt? 0in>* المنسق الوطني لشؤون الأمن ومكافحة الإرهاب في إدارتي الرئيسين بيل كلينتون، وجورج دبليو بوش

الاتحاد الاماراتية



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات