أنانية الطفل الوحيد وعلاجها

تم نشره السبت 22nd كانون الأوّل / ديسمبر 2012 12:08 مساءً
أنانية الطفل الوحيد وعلاجها

المدينة نيوز- بصوت الندم والحسرة، تكلمت الأم عن تجربتها قائلة:هو وحيدي الذي انتظرته أكثر من عشر سنوات بعد عديد من التجارب والفحوصات، وبوصوله عشت القلق والحيرة معه وعليه معظم الأوقات؛ كنت أخشى عليه الهواء الطائر والنسمة العابرة.

أقمت حوله حصاراً وسياجاً من الخوف والحذر، كل طلباته أوامر، مالنا ووقتنا أنا وزوجي لخدمته ومراعاته، أدخلناه أعظم المدارس، وجلبنا له الأساتذة بالبيت ليتابعوه، وأقولها سراً: كنت أتصارع في الخفاء وبطرق لا واعية لأحصل على مزيد من حب طفلي..حتى أتفاخر بالتصاقه وارتباطه بى أمام والده والناس.

وحدة

تتابع الأم: "مرت السنوات حلوة جميلة، سعدنا به وأمتعنا، وما أن أتم العاشرة إلا وأصبح طفلاً جديداً؛ متمرداً ورافضاً كل ما نقوله ونفعله من أجله، يأتي من مدرسته حزينا مكتئبا؛ فهو غير قادر على الاتصال، وليس له أصحاب، لتتوالى المشاكل يوماً بعد يوم، وكأن صغيري خرج من قمقمه ليواجه حياة لا يعرفها وسلوكيات لم يتعود عليها!

المعلمون يشتكون من أنانيته وحبه لذاته وعدم قدرته على الاعتماد على نفسه، زملاؤه في المدرسة يضايقهم حبه للسيطرة والتملك أو الخجل والانطواء فالانسحاب، وبين يوم وليلة تحول الحب بداخلي إلى مشاعر محملة بالخوف والذعر على مستقبل صغيري!

بعدها قررت وعزمت الذهاب إلى طبيب نفسي، ومعه حكيت واستفضت:

- لم نبخل عليه بالحب والرعاية والمال

- ليصبح المحور الوحيد في حياتنا

- ضحينا بالكثير ولم ننشغل عنه

- لم نشعره يوما بأنه فرد ثالث في الأسرة له كيانه واستقلاليته، بعيدا عن لغة التدليل والاستحواذ.

تابعت الحوار والعلاج مع الطبيب لأسابيع، ومثلما جاهدنا – أنا وزوجي- لنعطي وحيدنا الحب والحنان، تشاركنا في إصلاح ما فعلناه؛ وكان لنا خطوات معه.

أولاً: تعمدنا ألا نلبي كل طلباته.

ثانياً: رمينا عليه ببعض المسؤوليات ليتعود الاعتماد على نفسه.

ثالثاً:عاملناه بشكل طبيعي دون تدليل زائد أو قسوة مُفتعلة وأحطناه بجو اجتماعي أسرى ليتأقلم على التعامل والتواصل مع الآخرين، وكنا كمن يُحاول إصلاح ما كسره!

رابعاً: تركناه فترات ليعيش عالمه الصغير بغرفته مع لعبه وهواياته بعد إن كان ملازماً لعالم الكبار.

خامساً: و لم أعد أسمح له بحرية الخطأ دون عقاب، ولم أفرض عليه نوعية الأصدقاء.

سادساً: علمته كيف يكون الأخذ والعطاء لينمو بشكل صحي وسط الناس...وكم كانت فرحتي -أقصد فرحتنا- باستجابة صغيرنا ووحيدنا للعلاج.

(سيدتي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات