العبارات الانشائية والتبذير والمبالغة تسيء للدعاية الانتخابية

تم نشره الأحد 23rd كانون الأوّل / ديسمبر 2012 01:30 مساءً
العبارات الانشائية والتبذير والمبالغة تسيء للدعاية الانتخابية

المدينة نيوز- "لا يلتفت ناخبون للدعاية الانتخابية غير الواقعية لمرشحين اخفقوا في إقناعهم وسط اجواء دعائية تعكس تبذيرا مبالغا فيه، واسرافا مستفزا لأوضاعهم المعيشية على حساب جوهر ومضمون البرامج الانتخابية القابلة للتطبيق".

هذا ما يقوله مواطنون الذين لم يعودوا يقتنعون بكلمات انشائية توزع على محيط صورة المرشح ويافطاته المنتشرة هنا وهناك.

بل ان حالة من الوعي الجماهيري ترافقت والدعوات المستمرة لتعزيز مسيرة الاصلاح ستدفعهم كما يؤكدون لاختيار المرشح الأنسب الذي لا يجتذبهم بعبارات براقة وشعارات خيالية وتتسم بالمبالغة والاسراف بالدعاية الانتخابية على حساب الواقعية ما يشكل اساءة لتلك الدعاية وفقا لهم.

ويشيرون الى ان ما يقنع الناخب هو السير الذاتية المشرفة للمرشحين وسعيهم الدؤوب لخدمة كل الوطن، وتركيزهم على معالجة همومه وقضاياه ورفع مستويات معيشته, وتقديم حلول منطقية لمشكلتي الفقر والبطالة, وكذلك السعي الحقيقي لتعزيز قيم العدالة والنزاهة والديمقراطية والمساواة وتكافؤ الفرص وحقوق الانسان.

يقول ابو عدي 48 عاما, يعمل في مجال الانشاءات, ان ما يجعله يلتفت لدعاية انتخابية لمرشح ما, هو الخبرة التراكمية، الحياتية والمهنية لأداء هذا المرشح, وقياس مدى نجاحه في مساندة الناخبين ومساعدتهم، خصوصا اذا كان قد نجح في الوصول الى البرلمان في دورات سابقة واثبت قدرته على الانجاز.

بدورها ترى بسمة 25 عاما, موظفة في احد البنوك, إن الاسراف والبذخ في الدعاية الانتخابية لا يشكل عامل جذب لها، بل هو منفر ومستفز لا سيما وان هناك شرائح في المجتمع تعاني من الفقر والعوز.

ويتمنى عضو المحكمة الدستورية العليا مروان دودين على جميع المرشحين ان يتواضعوا في طروحاتهم الدعائية الانتخابية, وبرامجهم الانتخابية السياسية والفكرية القابلة للتطبيق والتي تتناول القضايا الملحة التي تعني الناخبين مثل قضيتي الفقر والبطالة، والسعي بكل الطرق لتحسين المستويات المعيشية للمواطن، وان تتضمن الدعاية الانتخابية كما يضيف كل القضايا والتحديات اليومية التي يعاني منها المواطن, لا ان تركز على ما هو خارج الوطن رغم اهميته وتترك القضايا الوطنية وكأنها تحصيل حاصل.

ويشدد دودين على اهمية نبذ الإنفاق المبالغ فيه على الدعاية الانتخابية والذي يعكس تبذيرا واسرافا في وقت يعاني فيه شرائح في المجتمع من اوضاع اقتصادية صعبة ما يشكل استفزازا لهذا الواقع المعيشي, وهذا، بحسب رأيه، يضر المرشح نفسه حين يكشف عن الهوة الكبيرة بين وضعه المادي ووضع الفقراء والمساكين, وكأنه يستعرض قوته المادية عبر دعاية انتخابية مستفزة.

ويدعو في السياق ذاته المرشحين ممن ينفقون اموالا طائلة على الدعاية الانتخابية الى تغيير وجهة صرف تلك الاموال على وجوه الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين طالما انهم مرشحون عن الوطن ومن اجل رفعة الوطن.

الكاتب والمحلل السياسي فالح الطويل يقول من جهته، ان الدعاية الانتخابية من المفترض ان تكون واقعية حتى لو كانت لمرشح كان فاز بمجالس برلمانية سابقة, لأن فوزه بمجالس سابقة لن يغير من معادلة اقبال الناخبين على انتخاب هذا المرشح او ذاك, فالمحك الاساسي هو انجازاته السابقة.

فالناخب الاردني، كما يوضح، يتمتع بحالة مميزة من الوعي والادراك وبالتالي يدرك من هو المرشح الافضل بمعزل عن دعايته الانتخابية التي هي تحصيل حاصل في اي انتخابات, لأنها ليست هي المفصل في الاختيار، قياسا بسيرة المرشح الذاتية والمهنية التي تعكس انجازاته الحقيقية في خدمة الوطن.

ويستدرك الطويل وهو العين السابق، ان الناخب الاردني الآن هو الأكثر قدرة على تمييز صدقية الدعاية الانتخابية من خلال البرامج الانتخابية الواقعية التي على المرشح ان يعلنها، موضحا مواقفه من قضايا الوطن ومكافحة الظواهر السلبية فيه وعلى رأسها الفقر والبطالة, ومكافحة الفساد، تعزيزا لمسيرة الاصلاح وترسيخا للمبادئ الديمقراطية واسس دولة المؤسسات وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية، مشيرا الى ان ما تقدم ليس شعارات براقة بل هو صلب ما يتمناه كل مواطن يطمح بحياة كريمة.

ويؤكد دودين وهو سفير سابق، ضرورة انتخاب المرشح الذي يخدم الوطن برمته لا الذي يعد اشخاصا بحل مشاكلهم الشخصية ليستفيد منهم في حملته الانتخابية ومن ثم يغير سلوكه معهم بعد الانتخابات, معلقا "هذا لا يجوز, ولا يجب ان نثق بمرشح لا تكون وعوده الانتخابية لخدمة الوطن برمته".

المتخصص في علم الاجتماع التنظيمي في جامعة مؤتة الدكتور فايز المجالي يقول "إن الاصل في الدعاية الانتخابية ان تكون واقعية وصادقة وتعكس رؤى وبرامج قابلة للتطبيق, تنطلق من الواقع المعيشي وتستهدف رفع مستوياته, يكون المواطن هو هدفها ومنطلقها".

ويضيف "ان المفترض بالدعاية الانتخابية ان تتجاوز الوعود البراقة والشعارات الخيالية والعبارات الانشائية", مؤكدا ان الخبرات السابقة لمرشحين اختبرنا قدراتهم على الانجاز تعد اكبر دعاية انتخابية لهم، بمعنى ان الذي اثبت قدرته على الخدمة العامة والتطوعية لا يحتاج الى دعاية من أي نوع لأن مسيرته تتحدث عنه، اما من اخفق بخدمة القواعد الانتخابية وخدمة الوطن، وفقا للدكتور المجالي، فلا يحتاج لأي دعاية انتخابية، ففشله يتحدث عنه, وهذا يتجلى في وعي المواطن وقدرته على الاختيار الصائب للمرشح الصادق الذي يخدم الوطن بكل ما للكلمة من معنى.

ويزيد "ان ذكاء الناخب يجعله لا يلتفت اصلا لما يكتب في محيط صور المرشحين, وأظنه لذلك، لن يحول موقفه إذا قرأ عبارة او مقوله انشائية اسفل صورة مرشح تجاه مرشح آخر, بل سيقدم على اختيار المرشح الأنسب مستندا في ذلك الى مواقفه الوطنية وسيرته العطرة وحبه للإنجاز وخدمة كل الوطن وليس منطقته او عائلته فحسب.

ويلفت المجالي الى ان الخبرات التراكمية السابقة للمرشح هي اهم برنامج انتخابي ودعاية انتخابية له, فالعبارات الجميلة والانشائية مهما كانت لن تغير مواقف الناخبين قياسا الى معرفتهم بحقيقة المرشح وتاريخه وقدرته على الانجاز.

وفي سياق متصل يؤكد الدكتور المجالي "ان ما رشح لغاية الآن من دعاية انتخابية يلفها الكثير من عدم الواقعية, وربما يكون المرشح لا يدري ما كتب على صوره, ولا يعني ما كتب، لأنه يوكل مهمة الدعاية الانتخابية لأشخاص يأخذون على عاتقهم الدعاية الانتخابية كعمل ومقاولة, فلا يكترثون لصدق الدعاية الانتخابية وتأثيرها لأن المطلوب إنجازها بأسرع وقت مقابل اجر بطبيعة الحال".

وينوه الى ضرورة تلمس المرشحين لحساسية المرحلة فلا يسرفوا في الإنفاق على اللافتات والدعاية الانتخابية ما يشكل استفزازا, ويثير حفيظة الناخبين وسط ما يعانيه المواطن من فقر وبطالة.

ومن المهم جدا كما يلفت الدكتور المجالي، ان يعكس المرشح صدق نواياه في العمل من اجل مصلحة الوطن وان يثبت على مواقفه, فلا يتغير بمجرد وصوله للبرلمان, كأن يغير ارقام هواتفه ويوصد طرق التواصل مع قاعدته الانتخابية, فهذا المرشح الافتراضي الذي تصرف على هذه الشاكلة في الانتخابات السابقة لم يعد يقنع الناخب مهما كانت دعايته الانتخابية براقة ومهما كانت وعوده بغد مشرق.

ويشير الى "ان الدعاية الانتخابية التي تعكس رفاهية المرشح وقوة وضعه المالي كإنفاق الاموال الطائلة عليها, وكذلك إقامة الولائم, ووعود الأعطيات, كلها تدخل في إطار اجتذاب الناخبين عن طريق المال السياسي، وهذا مرفوض قانونا واخلاقيا.

(بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات