الحزبيون الجدد

المدينة نيوز- رغم مررو 15 عاماً على قيام الأحزاب العلنية في البلد, فلغاية الآن لا يعتبر كل من ينتسب لحزب حزبياً, وتقتصر تسمية "حزبي" على منتسبي أحزاب فترة العمل السري.
على سبيل المثال لا نقول أن السيد عبدالرؤوف الروابدة حزبي رغم أنه أسس حزباً اسمه حزب اليقظة في منتصف التسعينيات, وهو عندما شكل حكومة لم يتعامل معه أحد باعتباره حزبياً, وحتى المهندس عبدالهادي المجالي فهو لا يُعرف في المجتمع والحياة العامة باعتباره حزبياً رغم أنه لغاية الآن أسس ثلاثة أحزاب, كما لا يتعامل أحد مع رئاسته لمجلس النواب باعتبارها موقعاً حزبياً.
في بعض الأحيان قد يقال عن أحد الحزبيين الجدد أنه "عنده حزب" أو "بلشان بالأحزاب" أو "يشتغل بالأحزاب", ولكن يندر أن يقال أنه حزبي. بينما قد نجد في البلد من ترك العمل الحزبي منذ الستينيات أو السبعينيات ومع هذا لا يزال يعرف في المجتمع بأنه "حزبي" بل وعريق أيضاً.
الحزبي في المفهوم الشعبي الأردني هو من مر بتجربة الانتساب الى أحزاب مثل الشيوعي والبعث والتحرير والقوميين والاخوان والشعبية والديمقراطية, ورغم أن الحزبين الأخيرين غيرا اسميهما بعد عهد الانفتاح الى "الوحدة الشعبية وحشد", لكن الناس عموماً لا زالوا يقولون عنهما "شعبية وديمقراطية" بالنظر الى أنهما يعتبران وريثين لتنظيمي الجبهة الشعبية والديمقراطية أيام العمل السري.
الأطرف من ذلك أن الحزبيين الجدد هم أنفسهم لا يوافقون على أن يقال أنهم "حزبيون" بالمعنى المتعارف عليه, بدليل أن كثيرين منهم ينفون حزبيتهم بشدة إذا ترشح أحدهم للانتخابات مثلاً أو سعى الى أي شكل من أشكال الزعامة أو ترشح لمنصب عال سواء في القطاع العام أم الخاص.0