حليمـــة

المدينة نيوز-
أول يوم جامعي لـ (حليمة) يحمل بعض التخبط والحذر.. فمن الضروري أن تخطئ الباص بدلاً من صعودها إلى باص الجامعة الأردنية تصعد حليمة باص مادبا.. لكن لا علينا يتم استدراك الخطأ.
المهم أن حليمة تصل إلى الجامعة، بكامل زينتها.. وبهائها، وهي تعتقد ان ثمّة شباباً سيطلبون ودّها ولكنها سترفض ذلك بحكم أنها جاءت لغاية محددة وهي العلم فقط.
للعلم حليمة ملتزمة، ونظرتها دائماً للأسفل والايشار يغطي كامل شعرها وجبهتها.. ولكن في اليوم الأول ونتيجة للاختلاط ورؤية كم هائل من الصبايا.. تدرك حليمة انها لا بد من ان تطور نفسها قليلاً لهذا تقوم في اليوم الثاني بمحاولة اعطاء لمسة شاعرية للمنديل الذي ترتديه.. فتضع رطل (فازلين) على مقدمته وتقوم بالكوي العنيف.. مما يعطي المنديل منظراً ملفتا قليلاً.. ويصبح اشبه بالجناح الايمن للطائرة (ايرباص) من طراز (330).. وهذه الامور تتبعها بعض البنات من قبيل اضافة لمسات (موضة).. على الزي الخاص بهن.
في اليوم الثالث تدرك حليمة أن هناك نقصاً ما.. لهذا تقرر أن تقوم بعمل (سشوار) للغرّة ولحظة أن تنزل من الباص تخرج قليلاً من شعرها كي يُتدلى على الجبهة.. وأحياناً توهم الناظر بأن هذه الحركة غير مقصودة وأن الغرّة (فلتت).. وحين تعود للمنزل تقوم باخفائها.
في اليوم الرابع تقرر حليمة تبديل المنديل كاملاً لهذا تحضر نوعاً مختلفا وملوناً يغطي الرأس فقط ويظهر الرقبة ومن الممكن ايضاً أن تضيف حليمة لمسة جمالية تتلخص في اظهار القرط الذي يزين الاذن.. مع كل هذا الانقلاب تشعر حليمة ان هناك نقصا معينا.
في اليوم الخامس تضع حليمة منديلاً يشبه المنديل الذي وضعته هيلاري كلينتون حين دخلت احد مساجد القاهرة منديلاً بسيطاً قابلاً لأن يسقط من نسمة هواء.. وقد تضعه على اكتافها اثناء المحاضرة.. ويصبح مجرد حمل زائد لا أكثر ولا أقل.
هل تريدون أن تعرفوا ماذا سيحدث في اليوم السادس.. حسناً، حليمة تأتي إلى الجامعة مرتدية (جينز) وثمة عطور تفوح منها.. ولم يعد هناك داعٍ للمنديل.
في اليوم السابع يحدث تطور مهم لا يقتصر على خلع المنديل ولكنه يصل إلى خلع الالتزام.
العلاقة بين القلم والقرار هي نفس علاقة حليمة بالمنديل.. ولكن الفارق ان القلم حين يسقط وقاره يحتاج لزمن أطول قليلاً..
العلاقة بين القرار، والقلم ليس حرف القاف ولكنه حرف الحاء الذي يبدأ به اسم (حليمة).
كم حليمة يوجد لدينا .. الله وحده يعلم.