في سوريا فقط .. "مهام استشهادية" من نوع خاص جدا

المدينة نيوز - تداول النشطاء على شبكة التواصل الاجتماعي، قصة قصيرة تحت عنوان "مهمة استشهادية"، تكشف مدى الحالة المأساوية التي وصلت إليها الأوضاع في سوريا.
القصة التي نشرتها صفحة "تنسيقية الثورة السورية في مصر"، تشير إلى خطورة الأوضاع الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري، بعد نحو 22 شهرا من اندلاع الثورة، ضد نظام بشار الأسد، حيث صار الحصول على قطع الخبز، مهمة استشهادية يومية، بعد أن دأب نظام الأسد على قصف المخابز، وقتل مئات الشهداء مرة واحدة.
وتقول القصة: استيقظ على صلاة الفجر، توضأ،نظر في وجوه أولاده نظرة حانية ونفسه تحدثه أنه لولاهم ما خرج لهكذا عملية، فهو يخاف عليهم.
أيقظ زوجته برفق وحب: (يلا حبيبتي قومي صلي الفجر وأنارايح للجامع صلي) ردت (اي رح قوم)، فقال (ادعيلي اتوفق بعد الصلاة أنارايح لواجبي) ردت بصوت حزين (الله يوفقك).
خرج مسرعا ...إلى المسجد وأفكاره تصارعه، وبعد الصلاة اتجه إلى مهمته المقدسة، قبل وصوله إلى الهدف رأى أناسا كثر هناك: (يا الله كيف اجتمع كل هؤلاءهنا بهذا الوقت ،كنت أظن ان المسألة ابسط من ذلك).
وقف والأفكار تراوده وتأخذه في غياهب المجهول،ترى هل سأنجح في مهمتي؟!!، يا ربي يسر، حينا تأتيه فكرة بأن يترك المهمة ويعود، ثم مايلبث أن تنهض همته وينظر ببصيرته إلى مستقبل أولاده ويمضي في مهمته عازما على تحقيق هدفه، الخوف ينتزع فؤاده حينا، والرعب يأكل قلبه، وأخيرا بعد وقت عصيب طويل استطاع الوصول لهدفه، وبلحظات ملؤها التفاؤل نفذ ماهو قادم عليه دون ان يصاب بأذى، واسرع فرحا مبتسما بتوفيق الله له.
دخل بيته بعد ان غاب لساعات، عانق أولاده وقبلهم واحتضن زوجته بسعادة وهي تهنئه بالسلامة، وتأخذ من يده ربطة الخبز.
وقد علقت الصفحة على القصة بالقول "نعم لقد كانت عملية استشهادية بمعنى الكلمة، هكذا حول حياتنا هذا الوغد، تبا له وتبا لكل من يقف معه، والنصر لنا بإذن الله، والحمد لله".
يشار إلى أن عصابات النظام السوري قصفت مؤخرًا مخبزا في بلدة حلفايا، ما أدى إلى سقوط 200 شهيد مرة واحدة، من المواطنين الذين كانوا ينتظرون الحصول على الخبز لإطعام أسرهم وأطفالهم.(مفكرة الاسلام)