نظام الأسد و"حزب الله" يساندان حليفهما بمئات المقاتلين والأسلحة الثقيلة

تم نشره الجمعة 11 كانون الثّاني / يناير 2013 12:30 مساءً
نظام الأسد و"حزب الله" يساندان حليفهما بمئات المقاتلين والأسلحة الثقيلة
الحرب السورية تقترب من قواعد جماعة جبريل في البقاع اللبناني

المدينة نيوز - يشعر سكان عدد من قرى المذاهب اللبنانية الرئيسية الثلاثة في المنحدرات الغربية لسلسلة الجبال الشرقية اللبنانية التي تفصل سهل البقاع عن الاراضي السورية وفي البقاع الاوسط نفسه, وهي قرى وبلدات يبلغ تعداد سكانها نحو ربع مليون نسمة, بالقلق المستمر منذ بدايات الحرب الاهلية اللبنانية العام 1975, لإنشاء منظمات فلسطينية متطرفة ارهابية شكلها النظام السوري ووزعها على مناطق ستراتيجية عسكرية حساسة مشرفة على ثكنات ومطارات حربية لبنانية في البقاع مثل ثكنتي ابلح ورياق ومطار رياق- حوش حالا العسكري الذي كان حتى أواخر الثمانينات أوسع مطار حربي في الشرق الاوسط, وعلى مرتفعات جبلية مطلة على طريق بيروت- صيدا الجنوبي في بلدة الناعمة- الدامور, حيث يقيم أحمد جبريل قائد "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة" التي شقتها حكومات البعث السورية عن "الجبهة الشعبية" الأم بقيادة جورج حبش, وفي جبال البقاع الغربي حيث شق شقيق حافظ الاسد نائبه رفعت في مطلع الحرب اللبنانية التي انفجرت بأوامر منهما, عشرات الطرقات والمعابر الجبلية التي تربط البقاع بمنطقتي درعا وريف دمشق والتي كانت تستخدم طوال نيف وعقدين من الزمن لادخال السلاح والمقاتلين من سورية الى لبنان لإشعال القتال بين الحين والحين بين كل الاطراف, وخصوصاً لإقامة شبكة طرقات جبلية غير شرعية لتهريب المواد من كل الاصناف والاشكال من لبنان الى سورية, ونقل الاف الاطنان من المسروقات التي كانت قوات رفعت الاسد تضع ايديها عليها في القرى والبلدات والمدن التي تقتحمها وتنهبها, والتي أمنت للحكومات السورية المتعاقبة في النصف الثاني من السبعينات وخلال الثمانينات ومطالع التسعينات, دفع رواتب قواتها البالغ تعدادها النصف مليون جندي وجزء كبير من رواتب موظفي الدولة بمن فيهم اعضاء السلك الديبلوماسي السوري, إضافة الى نحو ملياري دولار كان رفعت الاسد واشقاؤه واقاربه وكبار ضباطه العلويين يجنونها سنويا من تنظيم عمليات زرع الخشخاش "القنب" في سهل البقاع الذي كان تحت سيطرتهم بكامله, وهو النبات الذي تستخرج منه مادة الهيرويين عبر مصانع استقدمها رفعت الاسد من اوروبا واميركا الجنوبية ونشرها في بلدات البقاع الشمالي الشيعية والمسيحية المنتشرة في جنوب غرب بعلبك صعودا حتى الارز واهدن وبشري ومنها نزولا الى الساحل الشمالي اللبناني حيث كانت عمليات توضيب وتعليب وتهريب آلاف الكيلوغرامات سنويا من الهيرويين الى اوروبا عبر المرافئ اللبنانية غير الشرعية, اضافة الى فتح طرقات تهريب اخرى مع كارتلات المخدرات في كولومبيا وغواتيمالا ودول اخرى في القارة اللاتينية.

ويقول بعض رؤساء بلديات ومخاتير تلك القرى البقاعية الوسطى الواقعة تحت هيمنة صواريخ ومدافع وقذائف ودبابات عصابات أحمد جبريل الذي طرده سكان مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق والجيش السوري الحر قبل نحو ثلاثة اسابيع منه, ان سبعين في المئة من سكان تلك القرى هجروها خلال العقدين الاخيرين الى مناطق اخرى, وخصوصا الى بيروت وجبل لبنان وصيدا وطرابلس والخارج, بعدما باعوا منازلهم او اجروها لنازحين شيعة من الجنوب على اثر الاعتداءات الاسرائيلية على قراهم ولم يعودوا إليها حتى الآن, بعدما ادركوا ان الدولة اللبنانية غير قادرة على حمايتهم من تلك العصابات التي يشارك في قيادتها ضباط سوريون علويون.

ويعدد احد هؤلاء المخاتير في البقاع الاوسط لـ "السياسة" معظم القرى والمدن والبلدات المشمولة بوهج جماعة جبريل, وهي بلدات رياق ومطارها العسكري وبلدة أبلح ذات الثكنة العسكرية الأضخم في البقاع والتي اقام فيها الرئيس اللبناني الأسبق الياس الهراوي بعيد انتخابه في عهد الحكومة العسكرية برئاسة ميشال عون, امتدادا الى بلدات تربل وكفر زبد وسواهما الممتدة على طول طريق دير زنون التي تصل بين طريق بيروت- دمشق وطريق بيروت - زحلة - بعلبك, ثم القرى الواقعة في مرمى مدافع وصواريخ جماعة جبريل في سهل البقاع والمرتفعات الشرقية لسلسلة الجبال الغربية التي تفصله عن البحر وبيروت, مثل بلدتي تبنين التحتا والفوقا الشيعيتين والنبي ايلا والمعلقة وصول الى عاصمة البقاع مدينة زحلة التي بلغ تعداد سكانها في منتصف الثمانينات نحو 200 الف نسمة وهي أكبر مدينة مسيحية في منطقة الشرق الاوسط, وبسبب تعرضها للقصف الجوي العام 1982 من سلاح الجو السوري الذي كان محظوراً, زعمت اسرائيل انها شنت حربها على لبنان وصولا الى بيروت, حسب أقوال مسؤولين في الادارة الأميركية آنذاك.

وأكدت احدى قيادات "الائتلاف الوطني السوري" الذي يقود المعارضة من الخارج برئاسة معاذ الخطيب ان "وحدات الجيش السوري الحر ومقاتلي الثورة المنتشرين على مساحة واسعة من الحدود مع لبنان قبالة البقاع والشمال اللبنانيين, تراقب عن كثب تحركات عصابات احمد جبريل وابوموسى (فتح الانتفاضة) في مرتفعات قوسايا وكفر زبد والتل الابيض بينهما وموقع حلوة الى الجنوب منها في البقاعين الاوسط والغربي, بعدما رصدت خلال الاسابيع الاربعة الماضية منذ اندلاع القتال في مخيم اليرموك قرب دمشق مع قوات النظام, فتح خطوط اتصال ميدانية بين تلك البلدات ذات الكثافة السكانية المسيحية وعصابات حزب الله المنتشرة في المناطق المحيطة بها والمؤدية إليها, في محاولة لحمايتها إما من اقتحام الجيش السوري الحر وإما لوقوعها تحت سيطرة الجناح المسلح الذي انشق في مخيم اليرموك عن جبريل وطرده مع عصاباته الى الخارج".

وقال القيادي السوري المعارض من المنامة ل¯"السياسة", أمس, ان عصابات جبريل المقيمة في قرى قوسايا وحشمش وكفر زبد المشرفة على مطار رياق العسكري والمواجهة لمدينة زحلة ومحيطها مثل المدينة الصناعية والمعلقة, استقدمت خلال الاشهر الثلاثة الماضية من نظام الاسد مجموعة اضافية من الدبابات ونصف المجنزرات ومدافع الميدان من عياري 120 و132 ملم بعيدي المدى وراجمات صواريخ كاتيوشا لدعم أكثر من عشر راجمات سابقة, فيما تلقت من قيادة حزب الله في البقاع الى جانب نحو 400 عنصر مقاتل لحمايتها, أنواعاً أخرى من الصواريخ والقاذفات المضادة للآليات والالغام الارضية والمدافع المضادة للطائرات التي تستخدم في القتال البري".

وأكد القيادي ان اكثر ما يخشاه حزب الله هو سقوط قواعد قوسايا والمحيطة بها في المرتفعات الجبلية المشرفة على مواقع صواريخه ومراكز تدريب وتخزين اسلحته ومدافعه, في ايدي الجيش السوري الحر ومن يسانده من داخل لبنان, اذ ان هذا السقوط يؤدي الى سد اهم منافذ تهريب الحزب إلى لبنان ومنه, من رجال واسلحة في تلك المنطقة الحساسة له التي تصل قواعده اللبنانية بشمال سورية في حمص وحماة واللاذقية, ما يعني انتقالاً مبكرا للحرب السورية المباشرة الى لبنان".(السياسة)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات