(ظلمة) الروائي الغربي عمران بجامعة ذمار

تم نشره الجمعة 25 كانون الثّاني / يناير 2013 01:58 مساءً
(ظلمة) الروائي الغربي عمران بجامعة ذمار

المدينة نيوز - نقاد جامعة ذمار يتناولون رواية (ظلمة يائيل) الفائزة بجائزة الطيب صالح للعام 2012 بالنقد والتحليل، بعد طبعتها الخامسة.

حيث أدار الدكتور نجيب الورافي صباح الخميس الموافق 25 /1/ 2013 بكلية الأدب جامعة ذمار ندوة بعنوان "الرواية المعاصرة في اليمن.. (ظلمة يائيل) نموذجاً." ضمت قاعة الشوكاني حضور كبير ومتنوع ضم دكاترة الكلية وطلاب الدرسات العلياء وأدباء ومثقي محافظة ذمار.

بدأ النقاش الدكتور محمد الحصماني بورقة " اضطراب اليقين في رواية ظلمة يائيل " حيث ناقشت أبعاد الإيمان والبحث عن الحقيقة في الرواية من خلال شخصيتها المحورية (جوذر)..والشقاء الذي مارسه رجال الدين اليهود من حاخامات ضد (يائيل) امه بعد زواجها من مسلم.. وما أنعكاس ذلك على ابنها جوذر فيحياته.. الذي ولد لأبوين من ديانتين مختلفتين. لذا قضى جوذر عمره يبحث عن الحقيقة التي أشقته. وبذلك ضلت بناه النفسية والوجودية مهزوزة.

وكذلك ملاحقته من قبل الحاكم بعد موت معلمه صعصعة بتهمة نسخ كتب الباطنية.. وإيداعه تحت الأرض في سجن من الظلمة الحالكة حيث سحقت إنسانيته وجعلته إنسان بلا إيمان ثابت.

ولذا قضى عمره يبحث عن الحقيقة.. ليرحل من صنعاء إلى مكة بعد خروجة من سجن الظلمة للبحث عن الحقيقة المطلقة .. لكنه لم يجد إلا مجتمع متفسخ.. ومن مكة يعود إلى صنعاء. وهكذا يترك الغربي روايته بنهاية مفتوحة.

الدكتور محمد مسعد العودي القى ورقة بعنوان(العالم المختلف في تجربة الغربي عمران الروائية) تحدث عن الذات التي يتكون النص الروائي من خلالها..الدلالات والامتدادات اللا شعورية لتجربة الغربي عمران في روايتيه (مصحف أحمر) و(ظلمة يائيل)

كما تحدث عن الذات والشقاء في ظلمة يائيل من خلال الشخصية الرئيسة جوذر حين يرحل من مدينة إلى مدينة باحثا عن حبيبته شوذب.. وهو بذلك يبحث عن حقيقة الله والوجود في نفسه..

وفي ظلمة يائيل يبرز للقارئ أكثر من تناص: المخلص عند اليسوعيين.. المهدي المنتظر عند الإثناعشرية .. جب يوسف.. الغفران.. البرزخ.. ياجوج وماجوج.

ذات يقتلها شقاء الواقع حتى تقارب الفناء لكنها ترفض الموت.. في مكان وزمان مختلق هو الظلمة ..تلك السراديب المتعفنة حيث ينتهي كل شيء. لتخرج منه ذات تبحث عن الإيمان وتشقى من أجل الوصول إليه. وهنا تتجلى اضطراب القيم .. حينها لم تستطع اليهودية ولا الإسلام ولا المذاهب المتناحرة أن تصله بجوذر إلى ما يبحث عنه.وكأن الدين مطية بيد السلطان يتحكم ويحكم بها.

بعد ذلك تحدث الدكتور عبدالله زيد حول(استراتيجية خطاب رواية ظلمة يائيل)مقاربة سيميائية.. رصد الدلالات في الرواية .. بحيث ان فاعلية الخطاب الروائي لا يقتصر على النص وتداخلاته في السياق التاريخي ولا تخضع الروائية لهيمنة التاريخ حسب مقولة ماركس " التاريخ يعود في شكل مآساة أو ملهاة" وتريخنا دوما ما يعيد نفسه في شكل مآساة.. وندرك أن معظم الروايات اليمنية تصب في التمزق.. وظلمة يائيل من أهم الروايات التي عالجت هذه الحالة اليمنية في التاريخ الذي يكرر نفسه.

وثمة نقلات هامة في الرؤية من فضاء الظلمة إلى النور.إلى تصوير جهنم من خلال تلك الظلمة التي ابتدعها الغربي في روايته.. ما أسميها بخطاب الظلمة.. فالظلمة سوداء وملابس العسكر سوداء ولون مباني القلعة سوداء. والسواد هنا علامة للموت والفناء..وكذلك الزمن الميت في رواية ظلمة.. لتكن علاقة الراوي بالزمات علاقة ميتة.

كما ناقش الدكتور عبداللة زيد في ورقته فضاء حسن الأنثى المغيب في الرواية.. بحيث حضر بحس ترميزي قوي.. بناء الجسد الأنثوي وتفكيكه..لتأتي الأنوثة مع طبيعة الموت والظلام في الرواية بصورة موازية.. وكذلك العجز الذكوري المتكرر..

جات ورقة الأستاذة أنيسة الهتار بعد ذلك (شعرية العنوان) لتتناول دلالة العنوان الرئيسي على الغلاف.. وعنواين الفصول الثلالثة والعناوين الفرعية لكل فصل..وما تقود إلى الصراع المحتدم بين شخصيات الرواية.. مع فرادة التراكيب اللغوية في ظلمة الغربي ..هناك تصوير لأحداث مدهشة تثير خيال القارئ في فضاءات وعوالم مشوقة..هي لحظات إقتياد جوذر إلى القلعة ثم إلى سراديب الظلمة.. ولحظات ربط المعلم صعصعة خلف الخيول التي سحبته في شوارع وأزقة صنعاء حتى لفظ أنفاسه.. ولحظات حياة المجون في مكة.. ثم لحظة إختفاء شوذب في القصر لتنتهي الرواية بنهاية مفتوحة.

وبعد ورقة الأستاذة الهتار قدم الباحث محمد مقبل عامر في ورقة له بعنوان(علاقة عنوان ظلمة يائيل بالمتن) عن المكان في الرواية ودمج الحقيقة بالخيال.. وتعدد الأمكنة من مدن وجبال وأودية.. إلى تلك القفار والطرق التي قضى جوذر عمره متنقلا باحثا عن حقيقة الوجود.. ورواية ظلمة تكمل ما بدأه الغربي عمران في (مصحف أحمر)) حول رواية التاريخ اليمني.. والمطلوب منه التركيز في أعماله القادمة على ذلك الفراغ التاريخي للجانب الإجتماعي.

ليقدم بعد ذلك الأستاذ عبد الله الدحملي ورقة بعنوان( التشظي في شخصيات رواية ظلمة الغربي عمران) حيث عرف التشظي في بداية طرحه بأنه التفكك لشخصيات العمل الروائي وعدم الترابط من خلال الزمن والمكان المفككين..ويعني بالتشظي عدم ترابط الأفكار حيت تتشتت العلاقات بين نفس الشخصية او مع غيرها.

وهنا كان جوذر مفكك الهوية .. فلا هو أتبع ديانة والده او معلمه صعصه..ولا هو من أتبع ديانة أمه يائيل اليهودية..التفكك هو من خلال إستمراره البحث عن هوية خاصة به.لا سيما حينما يتماها فكر جوذر مع الفكر الباطني.

ثم تحدث الدحملي عن الزمن الارتجالي والاستباق والارتجاع أي أن يستعين الراوي بزمن سبق أحداثه.. في الرواية لم يتم تجميع الزمن ليفكك.. وهنا يستبدل جوذر في بحثه عن الحقيقة الواقع بالحلم ليعيش تعددية زمنية.. ليذكرنا الغربي في ظلمته بالوردة لابرتو ايكو.. حين لم يوضح امبرتو هامشه بينما كان لظلمة الغربي هامشها.

وفي ورقة بعناون (تكسير الزمن في ظلمة يائيل) تحدث الأستاذعبدالله عباس عن صراع العقل والنفس في رواية الغربي عمران حين يمارس الحاكم ابشع الأعمال بسم الله.. هنا تتكسر الأفكار.. وفي رواية ظلمة إستغلال رجال السياسة للدين واضح.. والأكثر روعة عندما تجعلنا ظلمة نقارن أحداث اليوم بتاريخ الأمس لليمن وما يدور اليوم من إستغلال الدين للسياسيين.. الرواية عبارة عن استرجاع لأحداث عاشها الراوي.. ويعرف ذلك القارئ من خلال الأسطر الأولى للرواية .

وهنا نجح الغربي عمران في كسر الرتابة التي كانت لتقع لو ان سرد الأحداث من أول أحداثها بتصعد زمني متصاعد.

وكان آخر المتحدثين الباحث علي الزجالي الذي قدم روقة بعناوان(دلالة اللون في رواية مصحف أحمر) قدم من خلالها الوان وأشكال الغلاف وعلاقته بمضمون الرواية حيث برزت فتاة غلاف الرواية بزيها وحليها اليمني.. وكذلك علاقة فتاة الغلاف بشخصيات الرواية النسوية.. وعلاقة كل ذلك بشخصية الراوي جوذر الذي عايش واقع ما رواه راسما الشقاء لحياة بائسة منذ الصغر حيث عرضت الرواية حجم الظلم الذي يعيشه الإنسان اليمني جراء السياسات الخاطئة وإستخدام الدين لصالح الحاكم وما يعزز سلطانه.

تلي بعد ذلك مختصر لأوراق لم يتمكن أصحابها لبعد المسافات من الحضور كتحية للأساتذة المشاركون في الندوة ومن تلك الأوراق.. ورقة بعنوان (ظلمة يائيل وظلمة الحاضر) للأستاذ أكرم باشكيل من غيل باوزير بحضرموت..وورقة بعنوان ( لن ترى الدنيا على أرضي وصيا) للروائي السوداني عادل الأمين وورقة للروائي صالح باعامر من المكلا..وورقة للشاعر والناقد العراقي عذاب الركابي الذي يعشي في الإسكندرية.

ختاما حيا عميد كلية الأداب بجامعة ذمار الدكتور مارش العديني الحضور شاكرا كل من أعد ونظم لهذه الندوة النوعية.. داعيا أقسام الكلية لمزيد من الأنشطة النوعية.

و تحدث الروائي محمد الغربي عمران عن تجربته الروائية شاكرا الجامعة ممثلة بأساتذة كلية الأداب.. والدكتور محمد مسعد العودي القادم من محافظة الضالع والمدرس بجامعة عدن. مبديا تقديره لكل من حضر وشارك.. معتذرا عن الحديث حول الرواية .. كونه كتبها وقال فيها ما يريد.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات