حرب " الختان " تنتقل من افريقيا الى المانيا

تم نشره الأربعاء 06 شباط / فبراير 2013 10:10 مساءً
حرب " الختان " تنتقل من افريقيا الى المانيا

المدينة نيوز - ما بين 130 و 150 مليون امرأة يعانين من تشويه الأعضاء التناسلية - معظمهن في أفريقيا، بما فيها بعض البلدان العربية. ولكن الظاهرة تمتد لتصل إلى ألمانيا. أطباء وناشطون اجتماعيون ورجال دين يجدون أنفسهم معنيين بالأمر.

جواهر كومار تنحدر من الصومال، جاءت إلى ألمانيا مع عائلتها وهي فتاة صغيرة. عندما بلغت سن العشرين ذهبت لزيارة وطنها، لتكون شاهدة على جنازة في قرية الأجداد: الجنازة تعود لفتاة صغيرة تم ختانها فتعرضت لنزيف حاد. "كما شاهدت حالة أخرى"، تقول جواهر التي تبلغ اليوم 36 عاما من العمر: "امرأة حامل كانت تعاني آلام المخاض. لم يسبق لها أن زارت أي طبيب، ولم تتوفر هناك أجهزة للفحص بالموجات فوق الصوتية في المنطقة، وأقرب مستشفى يبعد 900 كم، تحديدا في العاصمة مقديشو. وبعد ولادة الطفل تمت خياطة الجرح لدى المرأة". القابلة تفاجأت بأن المرأة ولدت توأماً لم تكن تتوقع ذلك. وتضيف جواهر: "استمرت معاناة المرأة، وآلامها تضاعفت. عندها نقلوها إلى مقديشو في رحلة استمرت يومين بالسيارة. نجت ولكن الطفل الثاني لم ينج".

الأدوات المستخدمة عبارة عن شفرات الحلاقة، ولكن أيضا سكاكين المطبخ وكِسر الزجاج أو أغطية العلب المعدنية. تكرار استخدام ذات الأداة لأكثر من حالة يساعد على انتشار الأمراض مثل فيروس متلازمة نقص المناعة -الإيدز والتهاب الكبد.

منظمة الصحة العالمية تُعَرِف تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية أو ما يُعرَف بختان الإناث بأنه "جميع الطرق التي تهدف إلى إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى أو تؤدي إلى جرحها".

حوالي 15 % من النساء تعرضن لما يُعرف بالختان الفرعوني، وتتحدث التقارير الدولية بأنها تُمارَس في دول عربية أيضا هي الصومال والسودان ومصر وجيبوتي، واليمن بشكل أقل.

العواقب وخيمة على الصحة كما يقول اختصاصي الأمراض النسائية الألماني كريستوف تسيرم، الذي تخصص في المعالجة وتقديم الاستشارة للنساء ضحايا الختان: ​​"إذا كان المهبل مُغلقا بسبب التشويه، فإن هذا يؤدي إلى صعوبة كبيرة في إخراج البول ومفرزات الحيض وهذا ما يؤدي إلى عودة جزء منها وتراكمها. وهذا ما يشكل أرضا خصبة للعدوى. ما قد يؤدي لاحقا إلى حدوث أمراض شديدة في المسالك البولية والكلى. الرحم والمبيضان وقناتي فالوب قد تتعرض للالتهابات هي الأخرى". وحتى عملية التبول بحد ذاتها قد تستمر في بعض الحالات لمدة ثلاثين دقيقة، مسببة آلاما شديدة.

جواهر كومار تعرضت للختان عندما كانت فتاة صغيرة. خضعت لعدة عمليات جراحية في ألمانيا للتخلص من آثار الختان. لدى زيارتها للصومال صُدمت بأن هذه العادة لا تزال تُمارَس في الصومال إلى اليوم. وهذا ما دفعها إلى تأسيس جمعية "أوقفوا التشويه"، متخذة من مدينة دوسلدورف مقرا لها، وعن ذلك تقول في حوار مع DW: "المهاجرون الذين يأتون إلى هنا (ألمانيا)، يجلبون معهم هذه المعضلة. هذا ما حفزني لتأسيس الجمعية عام 1996".

وفقا لتقديرات منظمة حقوق المرأة (Terre des Femmes) يعيش في ألمانيا حوالي 30 ألف امرأة تعرضت للختان، وهناك 6 آلاف فتاة معرضة لخطره. ضغط الأسرة الموجودة في الوطن يلعب في هذا السياق دورا كبيرا، كما تؤكد كومار: "خاصة الجدات من جهة الأم أو الأب يبعثن بالرسائل"، والرسالة هي ذاتها دائما: "يجب أن تختنوا بناتكم! أو أحضروهن إلينا، نحن نقوم بذلك".

جواهر - الأم لثلاثة أطفال - تذهب إلى المدارس ودور الحضانة لتنصح المربين حول أفضل السبل للتوعية حول هذه القضية. كما تقوم جمعيتها بدور هام مع المهاجرين الأفارقة، فتوضح ذلك: "العديد من الأُسر القادمة حديثا إلى ألمانيا تلجأ إلينا وتطلب منا المساعدة لدى الدوائر الألمانية وكيفية التعامل مع إجراءاتها. نحن نذهب معهم إلى هناك ونكسب بالتالي ثقتهم. وبعد ذلك نوضح لهم أيضا الأمور حول تشويه الأعضاء التناسلية للإناث. كثيرون لا يعرفون بأن ذلك محظور في ألمانيا، ويشعرون بالصدمة عندما يعلمون بأن ذلك قد يحرمهم من حق حضانة الطفلة". في العام الماضي نجحت الجمعية في حماية 17 فتاة من فقدان أنوثتها.

سيدة أخرى هي فادومو كورن تعمل في ذات المجال؛ تتواصل مع عائلات المهاجرين من الصومال ودول أفريقية أخرى، كما تُخبرنا في مقابلة مع DW: حيث تحذر تلك العائلات بأن ختان الإناث يُعاقب عليه بالسجن في ألمانيا ويتم ترحيل من يقومون به. فادومو تنحدر هي الأخرى من الصومال، وتعرضت لذات المصير؛ أي الختان وهي طفلة صغيرة. لذلك تسعى بكل جهودها لوضع حد للمأساة.

29 دولة، بينها 28 دولة أفريقية واليمن الوحيدة من خارج القارة السمراء، لا يزال ختان الإناث يمارس فيها إلى اليوم، رغم أن بعضها حظره قانونا، كما هو الحال في مصر التي أكدت فيها المحكمة الدستورية العليا مؤخرا على تجريم ختان الإناث.

الختان لم يبرره أي دين من الأديان الرئيسية في العالم، ومع ذلك لا يزال هذا المفهوم الخاطئ مستمرا حتى الآن. لذلك فإن لكلام رجال الدين الذين يتحدثون ضد الختان أهمية خاصة، وسواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين أو غيرها من الأديان والمعتقدات. ( دويتشه فيلله )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات