المد الإيراني والنوم الخليجي

تم نشره السبت 09 شباط / فبراير 2013 12:11 مساءً
المد الإيراني والنوم الخليجي
تعبيرية

المدينة نيوز - لا يستطيع أحد أن ينكر الهدف الاستراتيجي لإيران بالسيطرة على دول المنطقة وبسط نفوذها عليها وخصوصا المناطق المطلة على الخليج العربي الغنية بالبترول، وهو مخطط تسعى لتحقيقه حتى قبل الثورة الخمينية، وهذ المخطط قد ينكره الساسة الإيرانيون في العلن، ولكن في الجلسات الخاصة ومع بعض المقربين، أو حتى مع بعض الخصوم فإن بعض المسؤولين الإيرانيين لا يتردد في الإعلان عنه لحاجة في نفوسهم.

ويكفي للتدليل على ما نقول هي تلك الممارسات التي تقوم بها إيران في المنطقة والمحيط العربي والإسلامي حتى ندرك أنها لن تتخلى لحظة عن تصدير ثورتها أو تحقيق هدفها التوسعي.

لا يخفى على أحد الدعم اللامحدود الذي قدمته إيران ولا تزال للحكومات العراقية المتعاقبة، ولا أحد يستطيع أن ينكر دعم إيران للنظام السوري المجرم المتحالف معها والذي إن سقط فسيؤدي إلى ضعف نفوذها في المنطقة، كذلك دعمها لحزب الله في لبنان والذي يدين بولائه وطاعته للمرجع الشيعي خامنئي.

دعم إيران لثورة الحوثيين في اليمن، وتدريب عناصرهم في جزر (دهلك) والتي استأجرت إيران ثلاثة منها من أرتيريا وهي مقابلة لليمن، لسهولة نقل المقاتلين عبر البحر الأحمر، ومما يؤكد دعم إيران لهؤلاء هو قبض اليمن على سفينة إيرانية كانت تعبر البحر الأحمر وهي مملوءة بالسلاح.

يتساءل كثير من أبناء الخليج عن مدى إدراك حكومات دول مجلس التعاون لهذا الخطر؟ وهل لديها مراكز لجمع المعلومات؟ وهل لديها إحصائيات أو دراسات عن حجم التوسع الإيراني في الخليج؟

ويتبع هذه التساؤلات لدى المواطنين أسئلة أخرى وهي إن لم يكن لدى دول الخليج معلومات كافية فماذا تنتظر لجمعها؟ وإن كان لديها إدراك لهذا الخطر فما الذي عملت لدفعه؟

البعض يطرح فرضيات لضعف التحرك الخليجي تجاه التهديدات الإيرانية للخليج، ومنها عدم الشعور الفعلي لدى الحكومات الخليجية بحقيقة الخطر التوسعي، وهذا الشعور إن كان موجودا بالفعل فهو مصيبة.

وهناك رأي آخر يرى أن السبب ناتج عن التحالفات العسكرية والأمنية التي تعقدها هذه الدول مع أميركا، والتي تجعل الأخيرة لا يمكنها التخلي عن دول الخليج لحاجتها إلى البترول، وأعتقد أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي والتي أشار فيها إلى تمكن بلاده حاليا من تحقيق الاكتفاء الذاتي من البترول دون الحاجة إلى الاستيراد، لا بد وأن تدق ناقوس الخطر عند دول الخليج العربي من إمكانية تخلي هذا الحليف عن دعمها.

بل إن مما ينبغي الانتباه له هو إمكانية تحول أميركا إلى عقد تحالف استراتيجي مع إيران نفسها بدلا من دول الخليج، ولن يمنعها شيء من ذلك، لأن في عالم السياسة ليس هناك عدو أو صديق دائم بل مصالح مشتركة.

ومما يزيد من قوة فرص التحالف الأميركي الإيراني هو أن هناك لجنة في واشنطن تأسست منذ عام 2004 وهي (اللجنة الدائمة للحوار الأميركي الإيراني ) ولقاءاتها مستمرة إلى الآن، كما أن تجربة التعاون الذي تم بين أميركا وإيران والذي ساهم وساعد في احتلال أفغانستان والعراق، وإسقاط حكومة طالبان وصدام، يدعم بقوة إعادة مثل هذا التحالف.

ومن هنا، فإننا كشعوب خليجية نطالب حكوماتنا بأن تضع التهديدات الإيرانية في عين اعتبارها، وأن تبذل كل ما في وسعها لتحقيق الوحدة الحقيقية في ما بينها عسكريا واقتصاديا، فإننا كشعوب أمانة في رقبة المسؤولين والله تعالى سائل كل راع عمن استرعاه أحفظ أم ضيع.

كما أطالب بعض نواب المجلس أبو صوت والذين أزعجونا بتحذيراتهم الوهمية وتخويفهم من الإخوان المسلمين في الكويت والوطن العربي أن يسمعونا صوتهم تجاه التهديدات الإيرانية الحقيقية والمستمرة للكويت والخليج، إن كانت بالفعل قلوبهم حريصة على هذا البلد وتخاف على أمنه. فهل تتوقعون أنهم سيفعلون؟..(عبد العزيز الفضلي - الرأي الكويتية)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات