قاذفات سوخوي عراقية مودعة لدى إيران يستخدمها الأسد

المدينة نيوز - ذكر تقرير استخباري ان تبادل زيارات بين مسؤولين عسكريين ايرانيين وسوريين حدث منذ أواخر 2011 بهدف معاينة طائرات النظام العراقي السابق والتي قام الرئيس الراحل صدام حسين بارسالها الى ايران عام 1991 حين وقعت حرب تحرير الكويت. وأفاد مسؤولون في القوة الجوية العراقية كشفوا عن تلك المعلومات الاستخبارية ان ايران قررت تقديم تلك الطائرات المقاتلة وعددها 32 طائرة من طراز سوخوي 22 بالاضافة الى حوامات وطائرات نقل عسكرية كهدية للنظام السوري لاستخدامها في قمع الانتفاضة الشعبية وتدمير مواقع المعارضة المسلحة.
واضاف المسؤولون الذين رفضوا الكشف عن اسمائهم ان عدداً من الطائرات استخدم في قصف داريا المدينة الاستراتيجية في موقعها القريب من دمشق.
وحسب التقرير الإستخباري فإن النظام السوري يسعى لنقل معدات خاصة ودقيقة بما فيها أجهزة الفحص والمعايرة والاختبار من ورشة ضخمة لصيانة الطائرات الحربية موجودة في حلب بالاضافة لعدد من الخبراء السوريين وكذلك نقل الوثائق المتعلقة بطائرات سوخوي الى ايران بهدف استصلاح عدد من الطائرات وتعميرها، والافادة من قطع الطائرات التي لا يمكن اصلاحها. وتؤكد المعلومات الواردة من داخل سوريا انَّ العديد من الزيارات الرسمية السورية التي جرت كانت قد بدأت منذ شهر تشرين ثاني 2011 تبعها حضور خبراء إيرانيين الى سوريا والذين أقاموا في مصنع سوري لصيانة الطائرت الحربية في حلب بتاريخ 20»11»2011 قاموا خلالها بتفقد المعدات والاجهزة السورية. واثر هذه الزيارة تقرر نقل المعدات والأجهزة المطلوبة وكذلك نقل الخبراء السوريين الى إيران لإجراء الصيانة المطلوبة.
كما تؤكد المعلومات إنَّ وفداً سورياً زار إيران خلال شهر تموز 2012 وقام بمعاينة الطائرات العراقية الموجودة في إيران وتقرر اعتماد طائرتين من طراز سوخوي 22 القاذفة كطائرتين صالحتين للعمل، في حين سيتم فحص بقية الطائرت من قبل الخبراء للتأكد من امكانية استصلاحها او الافادة منها كقطع غيار للطائرات السورية. على صعد اخر فشلت طائرات الميغ ومدفعية الفرقة الرابعة للحرس الجمهوري التي يقودها ماهر الاسد المتمركزة في جبل قاسيون التي قصفت ضواحي دمشق وريفها امس في وقف تقدم الجيش الحر لتطويق العاصمة واغلاق الطريق الدائري المحيط بها تمهيداً لعملية كبيرة داخلها.
وقال نشطاء في سوريا ان قوات بشار الأسد حاولت صد مقاتلي المعارضة امس في اطار جهود لاستعادة السيطرة على أجزاء في الطريق الدائري في دمشق بينما يحاول المقاتلون تطويق العاصمة.
واخترق مقاتلو المعارضة في منطقة الغوطة الشرقية الخطوط الدفاعية قبل يومين وسيطروا على أجزاء من الطريق ودخلوا حي جوبر الواقع على بعد كيلومترين عن مقرات الأجهزة الأمنية الرئيسية في قلب العاصمة. وذكرت المصادر أن اشتباكات عنيفة وقعت في تقاطع حرملة على الطريق الدائري جنوبي جوبر الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة. وأطلقت الطائرات المقاتلة صواريخ حول أحياء جوبر والقابون وبرزة.
وقال النقيب اسلام علوش من جماعة لواء الاسلام المعارضة ان المقاتلين لا يعتزمون البقاء على الطريق الدائري وانهم حتى اذا انسحبوا من التقاطع فان سيطرتهم من جديد على المناطق المحيطة تجعل الطريق عديم الفائدة كخط امداد للجيش. وأضاف أن مقاتلي المعارضة يحاربون قوات النظام لكنهم لا يعتزمون البقاء عند حرملة اذا زادت الخسائر في صفوفهم. وقال ان هدف مقاتلي المعارضة من هذه العملية هو التقدم ببطء نحو دمشق. وذكر علوش أن قوات المعارضة نشرت قناصة في حي جوبر الذي أزيلت فيه متاريس الجيش أو حوصرت. وقال طالب جامعي يعيش في جوبر تنتقل السيطرة على تقاطع حرملة بين المعارضين والجيش. وبالهجوم على الطريق الدائري يكون المعارضون قد ربطوا جوبر بالغوطة الشرقية . والغوطة الشرقية منطقة ضواحي ومزارع يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وتقع بجوار العاصمة دمشق.
وقال نشطاء ان 46 شخصا قتلوا الخميس وأغلبهم سقطوا في قصف للجيش.
ومع وجود خط امداد لقواعد الجيش السوري على الساحل فان قوات الأسد ما زالت تتمركز في جبل قاسيون على الطرف الشمالي الغربي من دمشق وتقصف الضواحي من هناك. ويقول قادة مقاتلي المعارضة انهم ارتكبوا أخطاء في الماضي عندما دخلوا دمشق ومدن أخرى قبل أن يقطعوا خطوط امداد قوات الأسد. وقال فواز تللو وهو ناشط بارز في المعارضة وله صلات قوية بمقاتلي المعارضة في دمشق ان العملية تأتي في اطار تقدم بطيء للمعارضين من العاصمة.
وقال تللو من برلين حتى اذا انسحب مقاتلو المعارضة من الطريق الدائري فانه سيصبح ــ مثل أجزاء أخرى بالعاصمة ــ من الخطير للغاية على النظام أن يستخدمه .
اننا نشهد استراتيجية خطوتين للأمام ثم خطوة للوراء للمعارضة. ان الطريق ما زال طويلا حتى يمكننا القول ان الأسد أصبح محاصرا في دمشق لكن عندما يصبح طريق رئيسي آخر عديم الفائدة بالنسبة له فان سيطرته ستقوض بشكل أكبر.
وأغار الطيران الحربي امس على مناطق في ريف دمشق لا سيما الى الشرق منها، بينما تتعرض بعض أحياء العاصمة ومحيطها لقصف عنيف تزامنا مع اشتباكات، ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن حوالي 5000 سوري يفرون من بلادهم يوميا ويعبرون الحدود الى دول مجاورة .
وقال أدريان ادواردز، المتحدث باسم المفوضية التابعة للأمم المتحدة، في افادة صحفية في جنيف هذه أزمة كاملة .
وأضاف كانت هناك زيادة ضخمة في يناير وحده. نحن نتحدث عن زيادة بنسبة 25 في المائة في أعداد اللاجئين المسجلين خلال شهر واحد .
ومن جهته، قال المرصد السوري تتعرض مدينة زملكا لقصف عنيف من قبل القوات النظامية استخدم خلالها الطيران الحربي ، تزامنا مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين عند اطراف المدينة من جهة المتحلق الجنوبي ، وهو طريق دائري يفصل بين دمشق وريفها من الجهتين الجنوبية والشرقية.
واشار المرصد الى أن الطيران الحربي قصف كذلك بلدات الغوطة الشرقية قرب دمشق، تزامنا مع اشتباكات وقصف على اطراف حي جوبر في شرق دمشق من جهة المتحلق الجنوبي.
وأوضح أن الاشتباكات يرافقها سقوط قذائف على حيي جوبر والقابون في شمال شرق العاصمة التي تشهد تحليقا للطيران الحربي فوق بعض مناطقها.
وتشن القوات النظامية منذ فترة حملة عسكرية واسعة في محيط دمشق للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين يتخذونها قاعدة خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة.
والى الجنوب من العاصمة، قصفت القوات النظامية مدينة داريا حيث تدور اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تحاول منذ اكثر من شهرين فرض سيطرتها الكاملة على المدينة.
وفي محافظة ادلب نفذت طائرات حربية غارات جوية على مدينة معرة النعمان وبلدة كفرومة في ريف، ما ادى الى اضرار مادية وانباء عن سقوط جرحى ، بحسب المرصد.
وتحاول القوات النظامية استعادة معرة النعمان الاستراتيجية التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون في تشرين الأول»أكتوبر الماضي، ما سمح لهم باعاقة امدادات القوات النظامية المتجهة الى مدينة حلب.
من جانبها دعت عشرات التظاهرات التي خرجت عقب صلاة الجمعة امس في مدن سورية عدة، الى وحدة صف المعارضة، ورأب الصدع فيما بينها.
وقال ناشطون ، ان مظاهرات الجمعة، حملتاسم واعتصموا بحبل الله جميعا ، و تشهد مشاركة واسعة في عدد من المحافظات، مقارنة بالمشاركات في الأسابيع الماضية .
وذكر الناشط في مركز حلب الاعلامي، يوسف صديق ، أن مئات المتظاهرين خرجوا في مدينة حلب، من عدة مساجد، أبرزها في مساكن هنانو ، وحي الشعار .
وأكد الناطق باسم المجلس العام للثورة السورية، تمام حازم ، أن العقيد عبدالجبار العقيدي ، رئيس المجلس العسكري في حلب، شارك بالتظاهرات، ودعم دعوات المتظاهرين للمعارضة بالتوحد.
وفي الأثناء، أشار الناطق الرسمي باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص، هادي العبدالله، ، أن عنوان تظاهرة جمعة امس يحمل تعبيرا بالغ الأهمية ، معتبرا أن مثل هذه الشعارات والدعوات لتوحيد المعارضة قد تأخرت.
وأضاف أن هذه الدعوات جاءت في وقت تعاني فيه المعارضة من شرخ كبير، وقع بعد دعوة رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، معاذ الخطيب ، للنظام السوري للتفاوض، شريطة اطلاق كل المعتقلين من السجون، وخص منهم النساء.
وأعرب العبدالله، عن أمله أن تسهم جهود المتظاهرين الى دفع المعارضة في الداخل والخارج الى كلمة سواء ، وتقويض ما أسماه، مساعي النظام لاستغلال الظرف الحالي الذي تمر به المعارضة، للايقاع فيما بينها .
وأشارالى أن أهالي مدينة حمص وريفها خرجوا في عدة تظاهرات، متحدين الطوق الأمني، ونيران قوات النظام، موضحا أن منطقة الوعر والخالدية ، وحي الملعب شهد تظاهرات حاشدة، عقب صلاة الجمعة، كما خرجت مظاهرات كبيرة في حمص القديمة ، رغم تطويق النظام لها، بالتزامن مع خروج مظاهرات في ريف حمص في تلبيسة والقصير والحولة .
وأطلق المتظاهرون شعارات طالبوا فيها المعارضة السياسية والعسكرية بنبذ الخلافات ، وتوحيد صفوفهم، مؤكدين أنهم صامدون أمام آلة القتل الأسدية .