أمريكا وعدوها الذي لا يوجد "تنظيم القاعدة" ( فيديو )

المدينة نيوز - حين انتهت الحرب العالمية الاولى وتوضحت ملامح القوة الحاكمة في الاقطار المتصارعة، اتت الحرب العالمية الثانية لتطحن مراكز القوة وتبقى هناك قوة أحادية مهيمنة تبسط سلطتها. وخلال هذه الأحداث كانت المجتمعات اليهودية تتغلغل في الدول المتصارعة من القارة العجوز الى روسيا وصولاً الى الشرق الاوسط..
امريكا كانت بداية نهاية "الشيوعية" التي ولدت بأفكار فلاسفة متعددين واستغلت هذه الافكار لتعادي البشرية او تشكل مصدر قلق وتهديد لللأقوام الاخرى. فكانت أمريكا تتخذ الشيوعية ذريعة لغزو البلدان وإنشاء قواعدها العسكرية وتمويلها من دول المتحالفة بكافة الوسائل لتكون صمام الامان في وجه الزحف والامتداد الشيوعي ان كان لوجستياً او ايدولجياً، فدخلت فيتنام وكوبا ونشرت قواعدها، بل كانت الدول تتراكض وتتسابق في ارضاء امريكا لكي تكون حليفتها في وجه الشيوعية.
انتهت الشيوعية ووصلت الى نهاية التاريخ، فدخل العالم بالحرب الباردة، والتي كانت ذريعة امريكا في التسلح واطلاق العنان لترسانتها العسكرية في تصميم انواع فتاكة من القنابل والأسلحة المدمرة دون مراعاة اي معايير دولية او انسانية.
فانتهت الحرب الباردة, وكانت مخازنها ممتلئة ولديها كساد إقتصادي وعسكري. ان الرأس المالية تعرف متى نهايتها وتعلم انها اتت لدور تلعبه لخدمة الصهيونية وكانت إحدى مهامها القضاء على الشيوعية وهي التي قضت على النازية.. نظام يقتل نظام.. وبالاخر يبقى اللوبي الصهيوني. بعد الحرب الباردة كانت أمريكا تحتاج لخطر جديد، خطر اقوى وافتك من السابق، تريد ذريعة جديدة لدخول "شرق الاوسط" وتتربع على مصادرها دون سطوة الأنظمة العربية التي كانت تقاتل وتحارب لا في سبيل شعوبها بل فقط لأجل بقائها.
ومن جهة أخرى هناك الصراع الأسيوي الصيني والسلافي الروسي على منطقة الشرق الاوسط، فبدأت منظومة (الأرهاب) بقيادة اسامة بن لادن.
أعطوا الإشارة لعملائهم وخلياتهم لبدء مرحلة عملية التجنيد والتجيش الاعلامي ضد ما يسمى القاعدة، وبرز اسم "اسامة بن لادن" واجهة اساسية لهذه المنظمة، بدانا نسمع عن عمليات التفجيرية ومناظر مقززة بتقطيع الرؤوس وإغتيالات وقتل وكل هذه الاعمال كانت تنزل تحت سقف "القاعدة" ان كانوا فعلاً تابعين لها او لا كانت المنابر الإعلامية بنشراتها الإخبارية وأفلامها وكتبها تجيش العالم لتلصقها بالقاعدة ولكي نؤمن ونصدق ونسلم بالمنظمة الجديدة التي تدعى "القاعدة". فضربت ابراجها في وضح النهار لكي تقنع العالم بهذا الخطر، وكانت الجهة التي تتحمل المسؤولية جاهزة ومعدة. جيشت امريكا كل منابرها الإعلامية والمحافل الدولية في اتهامها لتنظيم القاعدة.. فخرج علينا بن لادن بتصوير مسجل يعلن عن مسؤليته ويهدد ويتوعد وكل يومين كان تسجيل جديد يأتي الينا عن طريق القنوات الغربية.
كل القنوات العالمية الرياضية الإخبارية والإقتصادية كلها بشكل عام كانت تأتي بأخبار عن بن لادن، وعن القاعدة، تمر اشهر قليلة ويخرج جورج بوش الابن ويعلن حربه على الارهاب، ويتوجه الى العراق في محاربة الارهاب، ما ان دخل العراق وبسط عليها، بعدها!!! من الذي اتى على ذكر بن لادن؟ لا أحد.
لم تكن قناة واحدة تعرض اي اخبار عن بن لادن، وبن لادن اين تسجيلاته اين وتهديداته! دخلت امريكا العراق بصفقة مع روسيا ودول العرب، سلحت جماعات في الصومال والسودان وزرعت عملائها في لبنان وسوريا وأختطفت جنوب السودان من العالم العربي من خلال نظام متواطئ مندس.
روسيا لا طاقة لها في محاربة العالم اجمع والذي تمثله امريكا. منذ ان جاء "فلادمير بوتين" وهو يعي ويفهم المعادلة جيداً (انت معنا او ضدنا) فدخل لعبة الكبار وحجز مكانه على الطاولة الامريكية اليهودية. فكما سكتت روسيا عن العراق وشاركتها مع امريكا من خلال حصص، سكتت امريكا عن مجازر روسيا في الشيشان وكما سكتت روسيا ودول العالم عن ليبيا سكتت امريكا عن سوريا واعطتهم المهلة تلو الاخرى للخروج من المازق.
وبكل وقاحة وقذارة تخرج علينا هيلاري كلينتون وتقول : ان لديها مخاوف من استخدام النظام السوري للاسلحة الكيماوية؟ وماذا عن المجازر والقتل؟ ماذا عن الجثث الملقاة في الشوارع؟ اشهر بل واكثر من سنة والشعب السوري يدك ويضرب ويقتل وهذه الغانية من خلال قنواتها الاعلامية ومراقبين دوليين يتخوفون من استخدام نظام بشار للاسلحة الكيماوية وكأنها ستشكل فرقا، بمعنى لا ضير في قتلك للابرياء عن طريق الرصاص والاسلحة "الأمريكية والروسية الصنع" فقط لا تقتلهم عن طريق اليكماوي. روسيا استخدمت حق الفيتو بطلب امريكي لكي تجد مخرج من ان لا تتورط في سوريا. فلا مصالح لها بقدر ما كان لها مصالح في نفط الليبي. الان ماذا يحصل؟ انتهت ذريعة "الإرهاب" لم تعد تصلح. من هو العدو الجديد؟
أيران الشيعية وحربها الطائفية، ايران بدعم روسي صيني وكوري، (هذا ما يروج له) ايران التي بدأت كل الشركات الإعلامية العالمية في أعطائها دور المعادي والممانع للغرب، كيف يعقل ان تخرج قيادات الايرانية بتهديد اسرائيل بمسحها عن العالم والشركات الاسرائيلية والأمريكية لها أستثمارات ومعاملات تجارية بقيمة 11 مليار دولار داخل الاراضي الأيرانية، كيف يعقل ان تكون اسرائيل وامريكا تحارب ايران والبنية التحتية الايرانية هم انفسهم الامريكان من بنوها في الحرب الايرانية العراقية. جسر جوي كامل امدوها بالمعدات والتقنيات لكي تقف وتستنزف العراق في حرب ابدية لا منتهية.. ان هذا الفيديو المرفق هو دليل بسيط لبعض افكاري ونظرياتي التي هي قابلة للنقد وقابلة لتصحيح.
هذا موظف سابق في جهاز الاستخبارتي السي اي ايه لديه الكثير من الإعترافات.. وله كتاب بعنوان "من خلال عيون اعدائنا" نصيحة ان تقرأوه وتتوسعوا في النظر..
(جعفر اسماعيل الشيشاني)