سلفيو تونس يشكلون دوريات أمنية غير مسبوقة

المدينة نيوز - استغل سلفيون جهاديون الأزمة السياسية والاضطرابات الأمنية التي تأججت في تونس بعد اغتيال المعارض العلماني شكري بلعيد, لتنظيم "دوريات" غير مسبوقة "لحفظ الأمن" بمناطق عدة بالبلاد.
ويشارك في الدورية الواحدة عشرات من السلفيين المسلحين بالهراوات والذين يتنقلون مجموعات, إما مشيا على الأقدام أو على متن دراجات نارية أو سيارات ترفع اعلام تنظيم "القاعدة".
واعلن تنظيم "انصار الشريعة" السلفي المتشدد الذي يطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية في تونس, في صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي أن الهدف من هذه الدوريات هو "حماية الأعراض والممتلكات".
وأطلق السلفيون عبر منابرهم في شبكات التواصل الاجتماعي دعوات الى اتباع التيار السلفي لحفظ الأمن في البلاد بعد اغتيال المعارض العلماني شكري بلعيد (49 عاما) بالرصاص في السادس من فبراير الحالي وبعد قرار الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) تنظيم اضراب عام يوم جنازة بلعيد في الثامن من الشهر نفسه.
ووضعت بعض الصفحات السلفية في شبكات التواصل الاجتماعي أرقام هواتف محمولة للمواطنين الذين قد يحتاجون الى مساعدة الدوريات الأمنية السلفية, كما نشرت اشرطة فيديو لهذه الدوريات.
وتركزت الدوريات بشكل خاص في مركز محافظة صفاقس (وسط شرق) وهي ثاني أكبر ولاية بعد العاصمة تونس, وسيدي بوزيد (وسط غرب) إضافة إلى حوالي ستة أحياء شعبية في العاصمة تونس.
ولفت شاهد عيان إلى أن شباناً في معتمدية القطار بمحافظة قفصة (جنوب غرب) اشتبكوا مع الشرطة احتجاجا على تسيير سلفيين دوريات أمنية في المدينة واعتدائهم بالعنف على شبان اتهمهم السلفيون بشرب الكحول وسب لفظ الجلالة.
وفي مركز محافظة سيدي بوزيد (وسط غرب) عبر سكان عن استيائهم من تسيير سلفيين "دوريات أمنية" ليلية على متن عشرات السيارات والدراجات النارية وسط حضور ضعيف لقوات الأمن.
وقال عدد من الأهالي إن من بين السلفيين "بلطجية" وجوههم ملثمة, منددين بتشكيل جهاز أمن مواز لاجهزة الدولة.
ونددت وسائل اعلام ومعارضون سياسيون ب¯"استعراض السلفيين لعضلاتهم" وحذروا من تحولهم الى جهاز أمني "مواز" للأجهزة الرسمية للدولة.
في سياق متصل, قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية خالد طروش في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية الثلاثاء الماضي, إن "وزارة الداخلية إذ تثمن مبادرة بعض المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والايديولوجية بحماية مناطقهم السكنية من أحداث العنف, إلا أنها تنبه على أنه لا سبيل لأن يحل أحد محل الجهاز الأمني".
من جانبه, نفى وزير الداخلية القيادي في حزب "النهضة" الإسلامي الحاكم علي العريض, في حوار الثلاثاء الماضي مع التلفزيون الرسمي التونسي, وجود جهاز امن مواز لأجهزة الدولة, مؤكدا انه لن يقبل بان يسير السلفيون دوريات امنية.
ولم يكن السلفيون يجرؤون على التحرك في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي خوفا من بطش أجهزة الأمن.
وأعلن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في وقت سابق ان اجهزة الامن في بلاده تقدر عدد السلفيين في تونس بحوالي عشرة آلاف بينهم ثلاثة آلاف من الجهاديين, فيما قدر مسؤول في تنظيم "أنصار الشريعة" عددهم بحوالي "50 ألفا على الأقل".(ا ف ب)