الشياب :لا مبرر للتشاؤم تجاه الثورات العربية
المدينة نيوز- قال استاذ العلوم السياسية والنائب الاسبق الدكتور حسني الشيّاب،انه لا مبرر للتشاؤم تجاه الثورات التي انطلقت منذ اكثر من عامين في العديد من الأقطار العربية ،كونها لم تصل بعد إلى نتائج واضحة وسريعة وهى بحاجة إلى زمن أطول حتى يتم تشخيص تلك النتائج.
ولفت في محاضرة له مساء الاثنين في منتدى الفحيص الثقافي، بعنوان "الثورات العربية إلى أين؟"إلى صعوبة هذا السؤال وإلى الإنقسام الذي أصبح يثيره في أوساط الرأي العام،مشيرا الى أن الإجابات الأولية عليه يمكن استخلاصها من خلال "الجدليات" التي طرحتها ولا تزال تطرحها هذه الثورات.
واوضح الشياب ان "جدلية الحرية والسلطة"، لا تخص الإنسان العربي وحده، مسترسلا في الحديث عن "فشل الدولة العربية منذ الاستقلال وحتى بزوغ الربيع العربي في تحقيق الحرية والتنمية والأمن للمواطن العربي".
وقال إن أسباب هذا الفشل كثيرة، و أهمها أن العلاقة بين الحاكم والمجتمع تقوم على أساس ثنائية الإذعان والزبونية، الذي كانت نتيجتها إتساع رقعة الفقر والبطالة والتبعية وزيادة المديونية وانتشار القمع والاستبداد والفساد وتغييب سيادة القانون، يستوي في ذلك جميع الأنظمة بغض النظر عن الثوب الايدولوجي الذي ترتديه ما اوصل الشعوب العربية الي وضع لم تعد تحتمل فيه القمع والإذلال والفقر فانفجرت الانتفاضات العربية ضد هذا الواقع.
ومضى الشيّاب في تحليل "الجدلية" الأخرى، وهي العلاقة بين السياسي والأيديولوجي بعدما أشار إلى الخليط الشديد التنوّع من القوى التي ساهمت في الإنتفاضات، ملاحظا أن الرابط الوحيد الذي كان بينها هو إسقاط النظام؛مضيفا انه يظهر في الأفق مساران محتملان : مسار يغلّب الأيديولوجيا على السياسة (كما هو جارٍ في مصر حالياً )، وهذا يحمل في بذوره صراعاً يقود إلى العنف.
أما المسار الآخر فهو ذلك الذي يغلّب الواقع السياسي على الأيديولوجيا، وهذا معناه سعي جميع التيارات والقوى المختلفة إلى التوافق خلال المرحلة الانتقالية.
وأكّد الشياب أن هذا التوافق هو متطلّب لإقامة النظام السياسي المستقر مختتما محتضرته بالقول أن أعظم مساهمة للربيع العربي هي في أنه جعل الشعوب حاضرة في المعادلة السياسية، وهذه هي الضمانة الوحيدة في أن تصل الثورات العربية إلى مبتغاها، وهو إقامة أنظمة مدنية ديمقراطية حديثة.
وكان عضو المنتدى إلياس جريسات، رحّب بالمحاضر، مشيراً إلى ان سنة 2011 كانت "إستثنائية" بالأحداث التي وقعت فيها والتي وضعت حداً للإحباط والبؤس العربيين اللذين داما أربعة عقود.
(بترا)
