مقابلة الملك مع الاسوشيتدبرس تؤكد مسؤولية دفاعنا عن قيمنا الاساسية

المدينة نيوز- الثابت الذي لن يتغير في الاردن هو الرباط القوي بين الملكية والشعب ، والتفاصيل كما يراها جلالة الملك عبد الله الثاني في مقابلته الاربعاء مع وكالة الاسوشيتد برس الاميركية يرسمها الاردنيون جميعا ، والهدف حماية ازدهار الوطن واستقراره وامنه ووحدته .
محاور مهمة تضمنتها المقابلة التي اكدت على مسؤولية الجميع في حماية وصون قيمنا الاساسية لوحدتنا الوطنية ووصّفت في الوقت ذاته الموقف تجاه عدد من القضايا الداخلية والخارجية ، ومن ضمنها التحديات الاقتصادية التي تمر بها المملكة خاصة في ظل الازمة السورية وتزايد اعداد اللاجئين وما يترتب على ذلك من تداعيات .
سياسيون واقتصاديون يشاركون جلالته الرأي حول مفاصل هذه المقابلة ويرون ان على الاردن اتخاذ عدد من الحزم والاجراءات للسير قدما في عملية الاصلاح والتغلب على ما نواجهه من تحديات اقتصادية ومجتمعية جراء اسباب محلية واقليمية .
الوزير والعين الاسبق الدكتور كمال ناصر قال ان مقابلة جلالة الملك مع وكالة اسوشيتد برس وبتداخلها وتتابعها مع الاوراق النقاشية التي طرحها جلالته مؤخرا محفزة على المزيد من الاصلاح وانجاز مرحلة التحول الديمقراطي وانخراط الجميع في المشاركة السياسية في هذه المرحلة المهمة .
واضاف ان جلالته قدم في هذه المقابلة تصورا يبدأ بدوره الريادي وهو تصور الملكية وتطورها بحيث تتواءم مع حاجات الاردن المستقبلية وبما يرتبط بمرحلة التحول الديمقراطي .
وقال ان الاصلاح التدريجي مسألة مهمة لذلك يركز جلالته دوما على اهمية الحوار الوطني مع شرائح المجتمع كافة دون تهميش "اننا نختلف ولا نفترق " وهي عبارة لجلالته ايضا وهذا يدل على تطور المجتمع ضمن مراحل وفي مقدمتها الاصلاحات السياسية متمثلة بتعديل قانون الانتخاب .
واشار ناصر الى ان جلالته يؤكد ان الملكية تصون الوحدة الوطنية والجبهة الداخلية وتعمل على تطوير مفهوم المواطنة التشاركية خاصة اننا نعيش في منطقة ملتهبة ,اذ علينا تشكيل جبهة داخلية لتكون درعا لحماية الوطن والمواطن .
وقال ان جميع مقابلات ولقاءات جلالته تؤكد على المبادرات التي يقوم بها وطريقه نحو الاصلاح والنظرة المستقبلية نحو التحول الديمقراطي وتفعيل الادوار .
الاقتصادي والسياسي زيَان زوانة قال ان جلالة الملك كان واضحا وفي اكثر من مناسبة بتوجهه نحو تطوير مفهوم الملكية باعطاء المزيد من الخطوات التفويضية للمؤسسات التشريعية ممثلة بالحكومة ومجلس النواب اضافة الى توجه جلالته ومنذ توليه امانة المسؤولية الى مفهوم اللامركزية .
واضاف ان على الحكومة وضع اسس وبرامج لتحقيق رؤى وخطط جلالته واخراجها الى حيز الوجود .
وفيما يتعلق بموضوع التحديات الاقتصادية التي يواجهها الاردن اشار زوانة الى ان موضوع الغاز المصري هو موضوع قديم جديد , اذ علينا البحث عن مصادر وبدائل جديدة ضمن خطط استراتيجية لتوفير مصادر الطاقة .
وقال انه بالنسبة للتحدي الاخر والمتمثل بالازمة السورية فان هذا الموضوع لا يشكل فقط تحديا اقتصاديا بل تحديا امنيا وهو من اكبر التحديات الخارجية التي تؤثر على الاردن خاصة اننا على حدود مفتوحة مع الاراضي السورية .
وبين ان قانون الانتخاب لم يرتق الى طموحاتنا خاصة طريقة طرح الحكومات البرلمانية التي تتسم بالضبابية والغموض ونطالب بتعديل القانون ليكون اكثر انسجامية مع قانون الاحزاب ومشاركة الحزبيين , وعلينا ربط ما تقوله الحكومة بالعمل والتشريع وليس بالتنظير وان نطور الحياة السياسية ضمن منظومة واضحة المعالم لتحقيق رؤى جلالته .
عضو مجلس الاعيان الدكتورة نوال الفاعوري قالت ان ما ورد في مقابلة جلالة الملك ينطلق من رؤية استشرافية واضحة ومتأصلة في ذهن جلالته لصورة الاردن الذي نريد .
واضافت ان مرتكزات الحياة الديموقراطية التي يسعى الاردن اليها ومن خلال عمليات الاصلاح الشاملة والمستمرة التي يقودها جلالة الملك ونسعى الى ترجمتها واقعا ملموسا من خلال المؤسسة الديموقراطية وبرامجها المتنوعة تسهم في بناء ونهضة واقعنا الذي نتطلع اليه جميعا وعلى جميع المستويات .
ودعت الفاعوري مؤسسات الدولة المختلفة الى فهم واستيعاب المطلوب للارتقاء بمستوى التطلع والاداء لتصبح الديموقراطية نهجا واسلوب حياة .
وقال استاذ التنمية الاجتماعية في الجامعة الاردنية الدكتور فيصل غرايبة ان جلالة الملك أبان جميع الافكار والطروحات المناسبة لموسم التجديد والتطوير الذي تتبعه مسيرة الاصلاح الوطني التي يقودها جلالته في هذا الظرف العالمي والعربي الخاص .
واضاف غرايبة ان جلالته كشف كذلك عن القناعات الراسخة والثابتة التي يتبناها والتي جعلت من الملكية السامية قائدة للمسيرة الوطنية التي تضمن المشاركة الشعبية الواسعة والعمل الدؤوب المشترك بين القيادة والسلطات الثلاث وجموع الشعب في مختلف مواقعه ومسؤولياته , ودوره في التنمية الوطنية الشاملة من منطلق ديموقراطي يحرص على المشاركة من الجميع والاستماع الى الاراء ووجهات النظر المتعددة وحتى المتباينة او المتعارضة لنخرج منها بافكار سليمة ومتينة ومترابطة تصل بنا في ترجمتها الى واقع جديد متميز يتناسب مع روح العصر ومع المستجدات القومية والاقليمية والوطنية جميعا .
النائب الدكتور محمد القطاطشة قال ان جلالة الملك تناول في مناسبات عدة مصطلح الملكية الدستورية الهاشمية.
واضاف ان جلالة الملك استشرف الخلل الذي كنا نعانيه سابقا مشيرا الى انه لا يوجد لدينا احزاب سياسية قادرة على انتاج نخب سياسية .
وحول حديث جلالة الملك عن حل الدولتين قال القطاطشة ان من شكل الحكومة الاسرائيلية اخيرا الاحزاب الاسرائيلية المتطرفة الذين يعتقدون ان الضفة الغربية كل لا يتجزأ من اسرائيل الكبرى , مضيفا ان جلالة الملك تحدث باستشراف المستقبل داعيا الفلسطينيين الى ان يقابلوا هذا التعنت الاسرائيلي بوحدة متماسكة منوها الى الدور الاردني والهاشمي في القضية الفلسطينية والذي يسجل دائما.
عضو هيئة التدريس في جامعة جدارا الدكتور صياح الشمالي قال ان ما جاء في مقابلة جلالة الملك يؤكد الحرص على المضي قدما نحو مسيرة الاصلاح الشامل ولا شك ان الملكية وكما اشار اليها جلالته رمز للوحدة الوطنية وصوت الاردنيين جميعا .
واضاف ان عملية الاصلاح تتطلب تطوير النظام الانتخابي ليصبح اكثر تمثيلا ويؤسس لحكومات برلمانية ويوفر تكافؤ الفرص بين الاحزاب وصولا الى الحكومات البرلمانية مبينا ان جلالته اوضح منذ البداية ان تشكيل الحكومات البرلمانية لا يمكن ان يكون الا بوجود احزاب سياسية قوية مؤثرة في المجتمع يتكون منها البرلمان ضمن برنامج واضح قابل للتطبيق.
وبين الشمالي ان حديث جلالته حول التحديات الاقتصادية التي تمر بها المملكة هي هاجس كبير لدى جلالته ومحط اهتمامه وعلينا وضع الخطط والبرامج لمواجهتها خاصة في ظل الظروف الاقليمية التي تعيشها المنطقة والتي تؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني .
النائب نضال الحياري قال ان حديث جلالته يؤكد على السير في الديمقراطية الشاملة من خلال تعديل قانون الانتخاب الذي يضمن مشاركة الجميع في العملية الانتخابية ودمج الاحزاب ذات البرامج الحقيقية والواضحة في عملية الاصلاح لتشكيل الحكومات البرلمانية .
وبين الحياري ان النهج الملكي يعزز مفهوم الاصلاح والتحول الديمقراطي ضمن برامج اصلاحية متطورة وتعزيز الحوار الوطني وان مجلس النواب الحالي سيقوم بتعديل وتطوير النظام الانتخابي بحيث يصبح اكثر تمثيلا ويوفر تكافؤ الفرص بين الاحزاب ليسهم في تشكيل الحكومات البرلمانية .
(بترا)