تضامن : نقص المياه وإنعدامها يشكلان تحدياً أمام جهود القضاء على التمييز بين الجنسين

تم نشره السبت 23rd آذار / مارس 2013 02:44 مساءً
تضامن : نقص المياه وإنعدامها يشكلان تحدياً أمام جهود القضاء على التمييز بين الجنسين
نقص المياه

المدينة نيوز - أصدرت جمعية معهد تضامن النساء الأردني " تضامن " بياناً ، وصل المدينة نيوز نسخة منه وتالياً نصه :

 

إحتفل العالم يوم أمس 22/3/2013 باليوم الدولي للمياه تحت شعار " التعاون في مجال المياه" ، كما أنه وبتاريخ (20) كانون أول / ديسمبر من عام (2010) ، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها رقم (154/65) إعلان عام (2013) السنة الدولية للتعاون في مجال المياه ، معربة عن قلق المجتمع الدولي حيال البطئ وعدم إحراز تقدم في تحقيق الهدف الذي تم تحديده لخفض نسبة عدد الأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على مياه الشرب المأمونة والصرف الصحي الأساسي بمقدار النصف ، والتحديات التي تؤثر على كمية المياه ونوعيتها وأهمها تغير المناخ.

وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى العقد الدولي للمياه (2005 – 2015) بإعتبار أن المياه عصب الحياة ولها دور حاسم في التنمية المستدامة بالحفاظ على البيئة الطبيعية والحد من الفقر والجوع ، وأن لا غنى عن المياه لصحة الأشخاص ورفاههم. وقد عبرت الأمم المتحدة عن ذلك في كانون أول / ديسمبر من عام (2003) حيث أعلنت العقد الدولي للمياه بوصفه العقد الدولي للعمل "الماء من أجل الحياة" (عقد المياه).

وفي الوقت الذي تشكل فيه المياه سبباً رئيسياً للنزاعات والصراعات حول العالم ، إلا أن ذلك لا يمنع من حل تلك النزاعات بالطرق السلمية ، وكون إحتفال هذا العام يحث على التعاون في مجال المياه ، فإن تقرير الأمم المتحدة الرابع عن تنمية الموارد المائية والصادر في آذار / مارس من عام (2012) يشير الى العديد من الأمثلة للهيئات المعنية بتسوية النزاعات المرتطبة بالمياه والمعاهدات الدولية الخاصة بإدارة المياه العابرة للحدود وبشكل سلمي.

فعلى المستوى العربي هنالك المجلس الوزاري العربي للمياه والذي يهدف الى مواجهة مشكلة نقص المياه وأهمية إدارة الموارد المائية ، وعقد دورته الأولى في الجزائر التي أقر خلالها المجلس إستراتيجيته للفترة (2010 - 2030). كما أن إنشاء شبكة خبراء عام (2010) حول حوض نهر النيل لتصميم مشاريع لتقاسم منافع نهر النيل ، لهو دليل آخر على إمكانية التعاون في مجال المياه.

وتضيف "تضامن" أن الأرقام والحقائق الدولية حول المياه تتطلب بذل المزيد من الجهود والتعاون ، فعلى سبيل المثال لا يزال (2.5) مليار شخص لا يمكنهم الوصول الى المرافق الصحية المناسبة وتشكل النساء نسبة عالية منهم ، وأن (780) مليون إنسان لا يحصلون على مياه نظيفة بشكل يومي ، ويتوقع أن ينخفض مخزون المياه في معظم مناطق العالم ، كما ويتوقع أن يصل إستهلاك المياه لأغراض الزراعة الى ما نسبته (19%) من الإستهلاك الكلي للمياه عام (2050) ، وأن الزراعة تستهلك ما يقارب (70%) من مخزون المياه العذبة في العالم وترتفع النسبة لتصل الى (90%) في الدول ذات الإقتصاديات سريعة النمو.

كما أن (85%) من البشر يعيشون في النصف الأكثر جفافاً في العالم. ويعيش (300) مليون إنسان من أصل (800) مليون في جنوب الصحراء الأفريقية ضمن بيئة تعاني من ندرة وشح المياه ، وأن (66%) من القارة الأفريقية قاحلة أو شبه قاحلة ، ويموت سنوياً ما بين (6 – 8) ملايين إنسان بسبب آثار الكوارث والأمراض ذات الصلة بالمياه ، وأن (80%) من المياه المستخدمة على مستوى العالم لا يتم جمعها أو معالجتها.

وتشير "تضامن" الى أن (12) دولة عربية وغرب آسيوية تعاني من نقص تام للمياه ، وتقريباً جميع الدول العربية تعاني من نقص في المياه ، وأن (66%) من مصادر المياه العذبة في المنطقة العربية هي من خارجها ، وتشكل المياه المخصصة للزراعة المشكلة الأهم وتصل نسبة الطلب في دول منطقة الأسكوا الى (70%) من مجموع الطلب على المياه ، وتصل نسبة إستخدام المياه للزراعة الى (90%) في كل من العراق وسوريا وعُمان واليمن ، ومع ذلك فإن المنطقة العربية عاجزة عن إنتاج غذاء يكفي حاجات شعوبها.

وعلى الرغم من أن الأردن من أفقر دول العالم في المياه ، إلا أن (100%) من الأشخاص تصلهم المياة النظيفة وخدمات الصرف الصحي (تقرير منظمة الصحة العالمية – اليونيسف عام 2010 حول مياه الشرب والصرف الصحي) ، ومع ذلك فإن الكثيرين منهم لا تصلهم المياه أكثر من مرة أو مرتين أسبوعياً ويستخدمون صهاريج نقل المياه للحصول على حاجاتهم.

وتؤكد "تضامن" على حقيقة أن نقص المياه النظيفة أو إنعدامها وعدم الحصول على مرافق صحية تؤثر بشكل أكبر على النساء ، فمثلاً في المناطق الريفية من دولة بنين تقضي الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين (6 – 14) عاماً معدل ساعة يومياً لجمع المياه مقارنة بـ (25) دقيقة يقضيها إخواتهن ، وفي دولة ملاوي تقضي النساء من أربعة الى خمسة أضعاف الوقت الذي يقضيه الرجال لجمع المياه.

ويشكل الأطفال الذين تقع عليهم مسؤولية جمع المياه (12%) من أطفال العالم وان الفتيات يشكلن ضعف الفتيان ممن تقل أعمارهن / أعمارهم عن (15) عاماً ويقمن بهذه المهمة. وتقوم النساء في أفريقيا بـ (90%) من الأعمال المتعلقة بجمع المياه والحطب لتحضير الطعام ، وإن توفير المياه بالقرب من أماكن سكناهن يوفر الوقت الذي يمكنهن من المساهمة في التنمية الإقتصادية ، ويتيح المجال أمام الفتيات للإلتحاق بالمدارس والحصول على التعليم المناسب.

وتضيف "تضامن" الى أن مشكلة إنعدام خدمات الصرف الصحي تشكل تحدياً جدياً أمام جهود القضاء على التمييز بين الجنسين ، فإن عدم تمكن النساء والفتيات من الوصول الى مرافق صحية مأمونة وذات خصوصية ولها الحد الأدنى من المتطلبات الصحية ، تشكل مصدر قلق وإنزعاج وإنعدام الأمن لملايين النساء حول العالم.

وتفرض المعايير الثقافية والعادات والتقاليد التي تحرم النظر للنساء عند قضاء حاجاتهن الإنسانية الى إضطرارهن للخروج قبل بزوج الفجر أو بعد غروب الشمس حفاظاً على خصوصيتهن ، وكثيراً ما يتعرضن لهجمات من حيوانات برية قد تؤدي الى فقدانهن حياتهن ، لا بل أن معظمهن يفضلن عدم الإكثار من الشرب أو الأكل خوفاً من قضاء حاجاتهن الإنسانية نهاراً ، مما يزيد من تعرضهن للأمراض والإلتهابات وغيرها من المشاكل الصحية والنفسية.

وتنوه "تضامن" الى أنه وفي الحالات التي تتوفر فيها الخدمات الصحية ، فإن أغلب هذه المرافق خاصة في المدارس والتي قام ببنائها الذكور ، لا تراعي الإحتياجات الخاصة للنساء والفتيات ، فتبتعد عنها النساء والفتيات خاصة في فترة الحيض مما يشكل عائقاً أمام الإستخدام السهل والآمن وإنعدام الخصوصية.

إن للنساء دور هام في إدارة المياه والخدمات المتصلة بها جنباً الى جنب الرجال ، وإن الإختلافات والفوارق بين النساء والرجال تؤثر على كيفية الإستجابة للتغييرات في الموارد المائية ، وأن فهم أدوار النساء والرجال والعلاقات فيما بينهم ستؤدي حتماً الى معرفة أن لكل منهما خياراته ومتطلباته ، وبالتالي فإن إشراك النساء والرجال في المبادرات المتعلقة بموارد المياه ستزيد من الكفاءة والفعالية بشكل ملحوظ.

وتؤكد "تضامن" على أهمية التعاون في مجال المياه كوسيلة أساسية لحماية حق الإنسان ذكراً أكان أم أنثى في الحصول على مياه نظيفة وخدمات صرف صحي ، وذلك بضمان إدماج النوع الإجتماعي بالسياسات المائية الخاصة بالدول ، وإعتبار إيصال المياه في مناطق النزاعات ذات أولوية قصوى خاصة في مخيمات اللاجئين والنازحين حيث تشكل النساء والأطفال النسبة الأكبر ، وضرورة إدماج النساء في برامج الأمن المائي وإشراكهن في صنع القرارات المتعلقة بالمياه ، والعمل على تدريب النساء والفتيات للتعامل مع المسائل ذات العلاقة بالمياه وسبل إدارتها.

جمعية معهد تضامن النساء الأردني

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات