طالبات يستخدمن مساحيق تجميل لمشـاهدة أفلام «الكبار»
المدينة نيوز - : أظهرت دراسة حديثة أجرتها المعلمة والباحثة خلود صوالحة، حول تأثير الإعلام في النشء أن 32٪ من الطالبات في المرحلة العمرية بين 10 و15 عاماً، يتابعن التلفزيون أكثر من 28 ساعة أسبوعياً، ما يشكل ضعف المعدل المسموح به عالمياً، مطالبة إدارات المدارس وذوي الـطالبات، بضرورة مراقبتهن في هذه المرحلة العمرية، لسرعة تأثرهن بمحتوى البرامج والمسلسلات التلفزيونية.
وأوضحت صوالحة، التي تعمل بمدرسة «جميرا النموذجية» في دبي، أن الدراسة أجريت على 300 طالبة إماراتية، بينت أن طالبات في المرحلة العمرية التي تعرضت لها، يلجأن إلى استخدام مساحيق تجميل، وارتداء أحذية ذات كعب عال، للتحايل على القانون ودخول السينما، لمشاهدة أفلام مخصصة، لمن هم فوق عمر 18 عاماً، عازية ذلك إلى ما يتعرضن له من محتوى إعلامي غير منقح، يدفعهن إلى التقليد الأعمى، دون النظر للنتائج.
ولفتت الدراسة إلى أن «14٪ من الطالبات فقط يتابعن التلفزيون مع شخص بالغ، يناقشهن في محتواه، ويوضح لهن القيم المجتمعية السليمة، والأخلاقية»، مشيرة إلى أن المسلسلات التركية والمدبلجة والأفلام الأجنبية (الأكشن)، تتصدر المرتبة الأولى بامتياز في قائمة المواد التلفزيونية التي يقبل الأطفال الإماراتيون على متابعتها، بشكل دوري، فيما تراجعت البرامج الوثائقية إلى المرتبة قبل الأخيرة، في حين لم تعد برامج قنوات الأطفال تجذب المتلقي الصغير خصوصاً، وأن البرامج التلفزيونية الأخرى ـ التي تركز على التنوع والتجديد في أساليب العرض ـ تمتلك عناصر الجذب لكل متابع، من خلال تشغيل أكثر من حاسة.
ووفقاً لنتائج الدراسة، التي تناولت العلاقة بين الوقت وتأثير الإعلام في النشء، وجد أنه في حين تقضي 37٪ من الطالبات ما يقارب الـ14 ساعة أسبوعياً في متابعة البرامج التلفزيونية وتصفح «الإنترنت»، فإن 32٪ منهن يتابعن التلفزيون أكثر من 28 ساعة أسبوعياً، أي ضعف المعدل المسموح به عالمياً بـ14 ساعة فقط، بينما تقضي 30٪ من الطالبات اللاتي شملتهن الدراسة فترة بين 14 و28 ساعة في متابعة البرامج التلفزيونية وتصفح «الإنترنت»، لافتة إلى «تأثير التلفزيون وإسهامه في تكوين الوعي الاجتماعي، في ما يتعلق بالمشكلات المتعلقة بالعنف والسرقة والاغتصاب، إضافة إلى تعلم الأطفال القوالب النمطية، المتعلقة بدور نجوم الفن والمجتمع».
وقالت صوالحة إن نسبة من الطالبات (عينة البحث)، يتعرضن للخداع بسهولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ ينتحل أشخاص صفة فنانين، وشخصيات شهيرة عربياً وعالمياً، ليجذبوا البنات حولهم، وهن يصدقنهم، ويتعاملن معهم دون حرص أو وعي، ويتبادلن معهم الصور الشخصية، ما يوقعهن في مشكلات كبيرة.
وذكرت الدراسة أن «28٪ فقط من الطالبات يبحثن عن المعلومات في وسائل الإعلام، بشكل دقيق من خلال برامجهن المفضلة، و26٪ فقط يحرصن على التأكد من الخبر قبل نشره، الأمر الذي ينذر بمخاطر كثيرة، خصوصاً إذا ما راجعنا عدد الساعات التي تقضيها الطالبات في متابعة البرامج التلفزيونية، في ظل غياب دور الرقيب، سواء من المنزل أو المدرسة، ومدى تأثر الطالبات بتلك البرامج التلفزيونية، ما يشكل خطرا فعليا على ثقافة ووعي الجيل الجديد، الذي أصبح يقلد أبطاله بشكل حرفي ودقيق».
وتابعت خلود «بينت الدراسة أيضاً أنه لايزال تعلق الأطفال بنجوم الفن والمجتمع كبيراً، إذ يحرصون على معرفة أماكن إقامتهم وأحدث مشترياتهم وأفكارهم، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بينما كانت مثل هذه الأخبار سابقا لا تخرج للعلن، إلا بعد أن تمر على مقص الرقيب، ثم تنشر على صفحات المجلات والجرائد وقنوات التلفزيون».
وطالبت الدراسة إدارات المدارس بضرورة تفعيل حصص الاحتياط في الجدول المدرسي، بمناقشة ما يدور في أذهان الطلاب، وما يسمعونه ويرددونه من دون مراقبة أو مراجعة علمية، لتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم. وذكرت صوالحة أن مدرستها «جميرا النموذجية» عملت على تدريس الإعلام بشكل أساسي لطلاب مدارسها، لتوعيتهم وحمايتهم من مخاطر الإعلام، إذ بدأت بتدريسه لطلاب الصف السابع، ووضعت خطة لتدريسه لطلاب الصفوف الخامس والسادس والثامن قريباً، لتكون بذلك أول مدرسة حكومية تدرس الإعلام منهاجاً لطلبتها. " الإمارات اليوم "
