"اسرائيل " بصدد احتلال منطقة عازلة جنوب سوريا

المدينة نيوز- تشير تقارير إخبارية إلى نية كيان اسرائيل تكرار تجربته باحتلال الجنوب اللبناني لما سمي الحزام الامني بجنوب لبنان التي انسحب منها سنة 2000 وذلك لمنطقة جنوب سوريا.
ونقلت مصادر سياسية وأمنية وصفتها قناة تلفزيونية "اسرائيلية" بأنها رفيعة المستوى بأن صناع القرار في كيان إسرئيل باتوا يُفكرون بصورة جدية للغاية في إقامة "منطقة عازلة" في الجولان العربي السوري المحتل بحسب صحيفة القدس العربي. لم يستبعد جنرال في كيان إسرائيل إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية بعد انهيار محتمل لنظام الرئيس بشار الأسد لإبعاد ما توصف بالتنظيمات الجهادية عن الجولان المحتل.
وأضافت المصادر عينها أن "اسرائيل" أقامت مستشفي ميداني في الجولان المحتل، لتقديم الإسعافات الأولية للجرحى من المعارضة السورية المحتلة، وإذا احتاج الأمر يتم نقلهم إلى مستشفى نهاريا الحكومي في الجليل الغربي، والذي يُعتبر مستشفى عسكريا، وتم تجهيزه بأحدث الأجهزة لعلاج المصابين في الحروب من الجنود.
وأكد الناطق باسم الجيش "الاسرائيلي" ، الميجور جنرال يوآف موردخاي، على عدم وجود تغيير في سياسة الجيش نحو المصابين من الجانب السوري، والمتمثل بتقديم العلاج لهم على الشريط الحدودي أو داخل المستشفيات الإسرائيلية إذا تطلبت الأمر ذلك، على أن تتم إعادتهم إلى سورية بعد تحسن وضعهم الصحي، على حد تعبيره.
بالإضافة إلى ذلك، نقل التلفزيون عن المصادر عينها قولها إن كيان "اسرائيل" يرغب في تحسين علاقاته مع المعارضة السورية عبر ما أسماه بالإجراءات الإنسانية، لكي لا تبدأ المناوشات بينها وبين المعارضة بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك على غرار احتلال "الحزام الأمني"، الذي استولت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب اللبناني في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، وأسس ما يُسمى بجيش لبنان الجنوبي، والذي كان عبارة عن مليشيات عسكرية تابعة للاحتلال الإسرائيلي، على حد تعبير المصادر.
وقال قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي يائير غولان في مقابلة نشرتها صحيفة (يسرائيل هايوم) إن الإجراء الذي لا يمكننا بالتأكيد استبعاده هو إقامة منطقة أمنية على الجانب الآخر من الحدود، على حد تعبيره.
جدير بالذكر أن الدولة العبرية تقيم منذ شهور ما تسميه جدارا ذكيا بين الجولان المحتل وبقية الأراضي السورية، وأوقفت الأسبوع الماضي مؤقتًا الأشغال في الجدار بعد إطلاق نار من الجانب السوي استهدف دورية إسرائيلية. منذ شهور، يدور قتال متقطع بين ما يُطلق عليه الجيش السوري الحر والقوات النظامية التابعة للجيش العربي السوري على مسافة قريبة جدًا من خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان المحتلة.
وقال قائد القيادة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي يائير غولان أيضا إن مَنْ لهم مصلحة مشتركة في التعاون مع إسرائيل ضد المقاتلين الإسلاميين المتشددين سيكونون حلفاءها الطبيعيين في حالة إقامة تلك المنطقة العازلة.
وزاد قائلاً في المقابلة عينها إنه إذا سنحت فرصة، وهو ما لم يحدث بعد، فيجب ألا نتردد، يجب عمل كل ما يلزم بحكمة وسرية مع مراعاة حقيقية لمصالح الجانب الآخر، على حد تعبيره. وبحسب الجنرال الإسرائيلي، المسؤول عن الجبهتين السورية واللبنانية في جيش الاحتلال، فإن المنطقة التي تفكر إسرائيل في إقامتها بعمق عدة كيلومترات داخل سورية يمكن أن تكون شبيهة بالشريط الحدودي الذي فرضته في جنوب لبنان، والذي طُردت منه في نهاية المطاف في أيار (مايو) من العام 2000.
جدير بالذكر أن الجنرال غولان لم يذكر ما إذا كان يفكر في نشر قوات إسرائيلية في مثل هذه المنطقة العازلة. وأشار غولان في سياق رده على سؤال الصحيفة إلى نموذج المنطقة الأمنية التي أقامتها القوات الإسرائيلية لمدة 15 عامًا في جنوب لبنان بهدف معلن هو إبعاد مقاتلي وصواريخ حزب الله عن حدود الدولة العبرية، وقال إن خلاصة القول: (المنطقة العازلة في لبنان) كانت واحدة من أهم الاستثمارات الأمنية التي قامت بها دولة إسرائيل على الانطلاق، في إشارة إلى منطقة كثيرا ما تعرضت فيها القوات الإسرائيلية لهجمات ورحلت عنها في عام 2000 بقرار من رئيس الوزراء ووزير الأمن آنذاك، إيهود باراك.
ولفتت المصادر العسكرية الإسرائيلية إلى أنه خلال الشهور القليلة الماضية سقط عدد من الصواريخ التي أطلقت خلال القتال بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة داخل مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، وتراقب قوات من الأمم المتحدة هضبة الجولان التي يسودها الهدوء منذ عقود.
وأطلقت إسرائيل النار على سورية الأحد الماضي زاعمةً أنها قامت بتدمير موقعٍ للبنادق الآلية أطلقت منه أعيرة على جنود إسرائيليين في الجولان المحتل. يُشار في هذا السياق، إلى أن قائد هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، الجنرال بيني غانتس حذر من انفجار محتمل للوضع بالجولان وذلك بعد إطلاق نار من الجانب السوري من الحدود على دورية للجيش الإسرائيلي الذي رد بقصف موقع للجيش السوري.
وكان غانتس حذر قبل ذلك من أن الجماعات التي وصفها بالجهادية في سورية قد تتحول إلى شن عمليات تستهدف القوات الإسرائيلية في جبهة الجولان المحتل، في إشارة إلى جماعات تعاظم نفوذها في سورية.
" أريبيان بزنس"