قصة سقوط ثلث مستودعات الجيش النظامي بيد المعارضة ( صور وفيديو )

المدينة نيوز - سيطرت كتائب جبهة النصرة وبالتعاون مع الجيش السوري الحر على مستودع ضخم يضم عشرات الأطنان من الأسلحة والذخيرة في عملية عسكرية واسعة وصعبة ، إستهدفت كتيبة " خان طومان " في مدينة حلب بشمال سوريا .

وأكد الخبير العسكري والإستراتيجي الأردني هشام خريسات ان عملية السيطرة على الكتيبة ، قد تكون نقطة تحول في مسألة نقص الأسلحة والعتاد بين صفوف قوات المعارضة السورية ، فكميات الاسلحة " الهائلة " التي سيطرت عليها جبهة النصرة والجيش الحر قد تكون كافية للاستغناء عن التسليح الأجنبي " الموعود " .

وقدم خريسات تحليلا عسكريا لمدى أهمية سقوط " خان طومان " بيد قوات وكتائب المعارضة السورية ، ودور تلك السيطرة في إقامة توازن عسكري بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة .

عملية ( أبشري يا حلب ) - كتيبة خان طومان

تمهيد :

خان طومان قرية في منطقة جبل سمعان في محافظة حلب في سوريا ، وتقع على بعد حوالي 10 كم جنوب غرب مدينة حلب ، توجد قربها صوامع ضخمة للحبوب.

تُعرف الكتيبة باسم مستودعات خان طومان - مستودعات التسليح ( 552 )، ورحبة التسليح ( 635 )- .

وتعتبر من أكبر مستودعات التسليح في سوريا، وهي تقع في الجنوب الغربي لبلدة خان طومان على مقربة من طريق حلب - دمشق الدولي .

وتكتسب المستودعات اهمية استراتيجية لأنها تشرف على مدرسة المدفعية واكاديمية الأسد للهندسة العسكرية في شمال البلاد .

تم السيطرة عليها من قبل المعارضة المسلحة - بعد حصار دام لأكثر من 3 أشهر تخللها محاولة اقتحام أولى قام بها الثوار في أواخر العام الماضي ، قُتل فيها ضابط برتبة عقيد، ثم تلتها العديد من العمليات خلال فترة الحصار إلى أن تم السيطرة عليها بشكل كامل الخميس الفائت .

المسؤول عن العملية

تمت عملية السيطرة على مستودعات الأسلحة في خان طومان بقيادة وتنفيذ جبهة النصرة ، وشارك في العملية جماعة مجلس شورى المجاهدين، وجماعة أحرار الشام، وجماعة لواء الحق.

خطة العمليات

تم تحديد يوم الاقتحام الخميس الموافق 14/ 3/ 2013م حيث اقتضت الخطة البدء بدكِّ الكتيبة بالهاون والصواريخ تمهيدًا لاقتحامها، ومن ثم تسلل الثوار من عدة محاور وقطع الطرق المؤدية إلى الكتيبة ؛ ومنها: الطريق الموصل بمدرسة سلاح المدفعية، وطريق الراشدين، ومدرسة الحكمة، وطرق أخرى يستخدمها الجيش النظامي كخطوط إمداد لهذه الكتيبة نظرًا لأهميتها الاستراتيجية وقربها من مدينة حلب، ومن ثم السيطرة على المعدات داخل الكتيبة، والمرحلة الأخيرة هي اقتحام مقر القيادة من كافة المحاور.

تفاصيل العملية

بدأت العملية بتمهيد مدفعي من مدافع الهاون ، ومدافع ( 122 ) ، ومدافع ( 130 ) ، وأربع دبابات سيطر عليها الجيش الحر في السابق .

وبدأت كل من سرايا المدفعية ومجموعات الهاون والدبابات بدكِّ أهدافها داخل الكتيبة بالتزامن مع إطلاق صواريخ من نوع ( فيصل 1) لتشكّل ضغطًا كبيرًا على افراد الجيش النظامي وتلحق إصابات على الأهداف المراد قصفها داخل الكتيبة، وكما كان مخططًا بدأت هذه المرحلة عند الساعة (4:30) عصرًا واستمرت حتى غروب الشمس .

تقدم الثوار نحو الكتيبة وقاموا بالتسلل إلى أسوارها، حيث قامت مجموعات بتقطيع الأسلاك الشائكة التي تحيط بالكتيبة ، وبعد اجتيازها قاموا بإبطال مفعول الألغام الأرضية الموجودة بمحيط الكتيبة، واستمر التقدم حسب المخطط المعمول به حتى الوصول إلى أقرب نقطة ليصبحوا قريبين من الجنود ، وعندها اندلعت اشتباكات عنيفة، حيث فتح الثوار وابلاً من النيران باتجاه خيم الجنود ومدافع ( 23 ملم ) من عدة محاور وفق تنسيق دقيق بفواصل زمنية محددة، فتم إجبار أفراد الجيش الحكومي على الانسحاب باتجاه مقر القيادة الواقع على هضبة ذات موقع استراتيجي تطل على كافة قطع الكتيبة وتتميز بشدة التحصين .

ونُقل عن مصادر في المعارضة السورية ان الجنود النظاميين قاموا بتفجير مستودعات الذخيرة الثقيلة قبل انسحابهم بعدما تأكدوا أن المعركة هي معركة وقت فقط .

وعند قرابة الساعة ( 11:30 ) ليلاً ، أعلن الثوار السيطرة على كافة قطع الكتيبة وخاصة الأساسية منها كمحطة الوقود ومستودع الآليات، وتم تمشيط المناطق الباقية من كتيبة الصواريخ وبرج للهاتف المحمول ، الى مقر القيادة الاستراتيجي.

أهمية السيطرة على " خان طومان "

في خان طومان أكثر من 62 مستودعا للذخيرة والسلاح ، حيث تعد السيطرة عليها بمثابة " إستغناء " الجيش الحر والكتائب المقاتلة عن شراء السلاح لعدة شهور ، وأن الاستيلاء على هذه المستودعات ، يعد أكبر غنيمة للمعارضة المسلحة على الإطلاق .

وكان من الغنائم أطنان هائلة من الذخائر ، وأربع مدافع بوستيكا ، وأربعة مدافع هاون من عيار (240 ) ملم , وعربة ( بي أم بي ) ، وبعض الدبابات ، حيث تم نقلها الى مستودعات خاصة بالجيش الحر وجبهة النصرة . ( جي بي سي )

تاليا شرح مفصل من المحلل الإستراتيجي هشام خريسات بالفيديو والصور :

شاهدوا كميات الأسلحة والذخائر التي سيطرت عليها المعارضة السورية :

الخبير والمحلل العسكري والاستراتيجي هشام خريسات