كيف تحولت دينا ذات الأصول المصرية إلى مجندة إسرائيلية ؟

تم نشره الثلاثاء 02nd نيسان / أبريل 2013 04:20 مساءً
كيف تحولت دينا ذات الأصول المصرية إلى مجندة إسرائيلية ؟
دينا عبدالله التي أصبحت دينا عوفاد

المدينة نيوز -  نشر الموقع الرسمي للجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، قصة فتاة يهودية من أصل مصري، كانت قد التحقت بالجيش الإسرائيلي منذ هجرتها إلى مدينة القدس المحتلة.

وقد ادّعت الفتاة "دينا عبد الله" بأن السبب الذي دفعها للهجرة من الاسكندرية - مسقط رأسها- هو الاضطهاد الديني، الذي يمارسه عدد من "السلفيين" هناك. على حد زعمها.

وينشر لكم موقع جي بي سي نص الحوار الذي أجراه محرر الموقع العسكري مع "دينا"، وننبه قراءنا لقراءته بحذر وإدراك لكافة الجهود التي تبذلها ماكينة الإعلام الإسرائيلي من أجل تشويه صورة الإسلام، واستغلال أي مناسبة لترسيخ الصورة المسيئة لهم.

ونشير إلى أن نشر هذه القصة يأتي بالتزامن مع إعلان إسرائيل عن فتح باب الهجرة أمام أقباط مصر، الذين يتعرضون للاضطهاد الديني، على الرغم من عدم صحة هذا السيناريو، فمن جهتها إسرائيل تهدف لإلصاق صورة "الإرهابي" بالمسلمين، ومن جهة أخرى يسعى المهاجرون لنيل الجنسية الإسرائيلية، متذرعين بالإضطهاد الديني الذي لا وجود له.

وتالياً نص الحوار كما نشره موقع الإذاعة الإسرائيلية:

"قصة دينا عبد الله - ذات الأصول المصرية، والتي صارت "دينا عوفديا" بعد هجرتها لإسرائيل معقدة للغاية، و خلال إجراء الحوار غطت عينيها الدموع لما لاقته من معاملة سيئة خلال فترة حياتها في مصر، فهي تركت الإسكندرية، وهى في سن 15 عاما، وهى الآن تبلغ من العمر 25 عاما.

وقالت دينا إنها كانت تعيش حياة صعبة مليئة بالعادات المجتمعية الصعبة والصارمة، وكان عليها ارتداء ملابس معينة أثناء طفولتها، وكانت لا تستطيع التحدث بحرية مع الآخرين، قائلة " كنت أسال نفسي دوما لماذا كل هذه التعقيدات ولماذا ولماذا؟"، مضيفة بلهجة عربية على لسانها: "لم يكن لدى أي خلفية دينية عن المسيحية أو الإسلام، فخلال دراستي الابتدائية تنقلت بين المدارس الإسلامية والمسيحية ولم أعرف ما أنا حقا، وكان والدي قد علمني ويخفى ديانته اليهودية، ولم يحافظ على التقاليد، وكنت أحسبه دائما من المسيحيين العلمانيين".

وأضافت دينا: "تعلمت في مدرسة إسلامية منذ صغرى، ودرست القرآن الكريم، وهنا بدأت أسأل نفسي لماذا أتعلم ذلك"، ولماذا يجب عليا حفظ الآيات الرئيسية؟، ولماذا كنت أجبر على ارتداء حجاب الرأس وأنا لا زلت طفلة"، وحينها طلبت من عائلتي نقلى إلى مدرسة مسيحية وبالفعل كانت أكثر راحة لي".

وأشارت دينا إلى أنها تشتت بين الأديان، وكانت تحاول دائما إيجاد نفسها في أي من تلك الديانات، مضيفة: "كان لدينا مسجد قريب من المدرسة، والفتيات كانوا يذهبن في كثير من الأحيان للصلاة، وكنت حينها طفلة وذهبت معهم إلى المسجد وصليت معهم، وعندما عدت للبيت وحكيت لأمي ما فعلت غضبت منى بشدة، وتحدثت معي بعصبية وحذرتني من أن أفعل ذلك مرة أخرى".

وأضافت اليهودية ذات الأصول المصرية، أنها خاضت تجربة أخرى مختلفة عن تجربة الصلاة في المسجد، حيث ذهبت ذات يوم إلى الكنيسة وحاولت الصلاة هناك إلا أن أسرتها حذرتها مرة أخرى من اعتناق أي دين دون تقديم أي تفسير لذلك".

وزعمت دينا: "حدثت نقطة التحول في حياتي عندما شاهد بعيني ذات يوم هجوم عدد من السلفيين المتشددين على بيتنا، وإجبارنا على الرحيل من المنطقة التي كنا نعيش فيها، ففي هذا اليوم سمعت صوت صراخ وتكسير للزجاج للطابق العلوي الذي كان يعيش فيه عمى وزوجته، وابنهما حيث قاموا باقتحام منزلهم، وهددوهم بالقتل، ثم نزلوا لمنزلنا وهددونا أيضا، فقد كانوا حاملين أسلحة نارية خلف ظهورهم".

وأضافت دينا خلال هذا اليوم: "طالبونا بالرحيل فورا لأننا مختلفون عنهم عقائديا، وأنه لا مكان لليهودية بين المسلمين، وقبل ذلك التهديد بدقائق كنت أسمع صراخ زوجة عمى، وعندها أعتقد أنهم قاموا بقتل أخي وابن عمى، إلا أنهم ضربوا طلقات فى الهواء ولم يقتلوهم، وحينها تأكدنا أنه لا مكان لنا على هذه الأرض وعلينا مغادرة منازلنا".

وقالت دينا: "لحسن الحظ، غادر الجميع ونحن على قيد الحياة بعد أن أطلقوا النيران لتخويفنا، وكنت أعتقد أن هذا اليوم سيشهد مذبحتنا جميعا، وهنا بدأت حياتي تتعقد أكثر، وشعرت ببداية الانهيار، فقد تجول السلفيون بكل حرية في جميع أنحاء المنزل، وعرضونا للقتل وأطلقوا النار في الهواء، وحينها حاول والدي أن يهدأ من روعنا، وقال لنا أنهم مجرد لصوص على الرغم من أنهم لم يسرقوا أي شيء".

وأضافت دينا: "بعد هذه الحادثة الأليمة بيوم واحد تجمعت أسرتي بالكامل في منزل جدي، وقررنا الرحيل عن مصر ومغادرتها بصورة نهائية والذهاب إلى إسرائيل، وكنا جميعا متحمسين لهذه الفكرة، ولكنى بدأت في البكاء وخاب أملى كثيرا جدا لأني كنت أرفض الذهاب لإسرائيل، وكنت أود العيش في مصر".

وأوضحت دينا أن سبب رفضها في البداية السفر لإسرائيل، هو أنه خلال دراستها بالمدرسة الابتدائية تعلمت كراهية اليهود والإسرائيليين من خلال آيات "القرآن الكريم"، مضيفة أن بعض الآيات تدعوا بشكل صريح لقتل اليهود.

وأضافت دينا المصرية الأصل خلال حوارها مع موقع الجيش الإسرائيلي: " أتذكر أيضا عندما بدأت الانتفاضة الفلسطينية الثانية شاهدت عبر قنوات التليفزيون مناظر مروعة يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين العزل، وهو يقوم بقتلهم"، مشيرة إلى أن مقتل الطفل الفلسطيني "محمد الدرة" ووالده أثرت في شخصيتها للغاية، وجعلتها ترفض الذهاب إلى هناك.

وقالت دينا: "كنت أشاهد تلك المناظر ويزداد غضبى من الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى أن المدرسة علمتنا أنهم أعداء، ولم يخطر ببالي أنني كنت يهودية في ذلك الوقت، حيث كان يحرص أبى دائما على عدم معرفتي بديانتي حتى لا أتعرض لأي مضايقات من زملائي".

وأضافت دينا: "يوم قرار رحيلنا عن مصر كان يوما مشوبا بالحزن، حيث رفضت مغادرة المنزل، ولكن والدي وجدي أكدوا لي أن المجتمع هنا يكره كلا من له علاقة باليهودية، وعلينا الرحيل حتى لا يفتكوا بنا، وأدركت أنه ليس لدى اختيار آخر، واكتشفت حينها أن حقيقتي أنني يهودية، وعليا الرحيل لإسرائيل، وقبل رحيلي من المنزل كنت أود أن أسلم على صديقي الذي كان يسكن بالمنزل المجاور لنا، والذي كنت أتبادل معه الحديث دائما عبر النافذة، ولكن في ذلك اليوم عندما رآني من الشباك أغلق الستائر ورفض التحدث معي، وحينها أدركت أنه لا مكان لي في هذه البلد، وأنه علينا مغادرة المنزل بطريقة أو بأخرى".

وعن كيفية سفرها لإسرائيل، قالت دينا: "سافرنا إلى أسطنبول، ومن ثم إلى تل أبيب، وفجأة شعرت بالخوف الشديد، ولكن بعض الناس ممن قابلتهم عندما وصلت يبتسمون في وجهي، ما أدخل السرور في قلبي وقلب عائلتي، ولكنى لم أفهم اللغة في البداية ومع مرور الوقت شعرت براحة عندما أصبح لي أصدقاء وتعلمت العبرية تدريجيا".

وأضافت دينا: "استقرت الأسرة في القدس وانضممت للمدرسة الدينية هناك، ومنذ ذلك الوقت بدأت أعرف اليهود بصورة معاكسة، وكانت بداية جديدة خالية من الصعوبات، ولكن في ذات يوم كنت في ممر بالمدرسة، وإحدى الفتيات صرخت وقالت هنا فتاة عربية، وكاد عدد من الطالبات أن يشتبكوا معي، ولكن تدخل ابن عمى في حينها، وأوضح لهم أننا يهود مثلهم".

وقال موقع الجيش الإسرائيلي إنه بعد انتهاء دينا من المدرسة الثانوية، التحقت بالجيش الإسرائيلي، وبدأت دينا خدمتها العسكرية ثم انتقلت لفترة وجيزة لخدمة الشرطة العسكرية، وحينها تعرف عليها المتحدث الرسم باسم الجيش الرائد أفيخاى أدرعي، وعرض عليها أن تسرد قصتها في حوار مطول مع موقع الجيش الإسرائيلي، ووعدها بأن ينشر قصة كفاحها هذه على موقعه الرسمي، وعلى صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" وفى المنابر الإعلامية.

وزعمت دينا أن فكرتها عن الجيش الإسرائيلي تغيرت تماما عقب التحاقها به، وأنه لا يريد إيذاء المدنيين، ولكنه لا يتعاطف مع الإرهاب ويحاربه بكل قوة، مضيفة أنها الآن، تتمنى أن تزور مصر مرة أخرى وتعرف الجميع هناك بيهوديتها وأنها فخورة بديانتها، وأن الإسرائيليين ليسوا سيئين، على حد زعمها".

( جى بي سي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات