الصحافة الإلكترونية الأردنية.. السلطة الخامسة !!

تم نشره الأحد 12 تمّوز / يوليو 2009 02:34 صباحاً
الصحافة الإلكترونية الأردنية.. السلطة الخامسة !!
عاصم العابد

واقع الحال أن الصحافة الإلكترونية الأردنية ، هي الآن ، سلطة جديدة، وتكاد تكون - أو ستصبح يوما ما - السلطة الرقيبة والحسيبة ، الخامسة ، التي يحسب حسابها الآف المرات، لا يحول دونها ودون أن تصبح سلطة جديدة وقوة مؤثرة، وجود الكثير من الثغرات والهنات المهنية والفنية في بنيانها الناشئ الراهن وعودها الغض الطري.

لقد نمت هذه الصحافة الوطنية، بقدرات أبنائها المالية الشحيحة، ومبادراتهم الذاتية وجهودهم الفردية، فكان طبيعيا، أن تخطىء وتصيب،أن تتعثر وتنهض، أن تحلق وتهوي، أن تبدع وتخفق. لكنها ظلت تتقدم إلى الأمام وتصعد الجبل وتكرس نفسها قوة مهيبة ومرهوبة ومساحة واسعة لحرية الرأي والتعبير إلى الحدود المافوق معقولة ومقبولة أحيانا كثيرة، وستنمو وسيزداد تأثيرها وسترتاد أفاق حرية جديدة، لأن تقدمها وتطورها ارتبط من جانبه التقني بالوعي المجتمعي بأهمية الإنترنت وبالقدرة على شراء خدماته وهي خدمات تزداد توسعا وتنخفض اكلافها بتلاحق سريع جدا.

نتحدث عن صحافة الفضاء الرحب والحرية المطلقة، التي تلامس السماء، وعن قوى المجتمع المدني الأردني الجديدة هذه، وفي بالنا ما أثير من ضجة وتحريض، على هذه الصحافة، وقبلها الصحافة الأسبوعية، وقبلها الصحافة اليومية ! فالصراع على الصحافة ومعها ، لتطويعها واحتوائها وتقييدها وقولبتها، ووضعها في المعطف الحديدي ، هو صراع لن يتوقف ، وهو صراع ، سيزداد ضراوة وشراسة وعنفا، إلى أن يتم الاعتراف، من جانب المجتمع، بقواه السياسية والاقتصادية والإدارية، باللاعب الجديد وحقوقه، في المراقبة والإشراف، وبحصته من المساحة المخصصة ، للقوى الاجتماعية الجديدة وحقوقها المعنوية والمادية.!! وان ما هو مطروح من تحديات، على هذه الصحافة، كبير وجسيم وخطير، ويتوجب، من اجل معرفة المداخل السليمة، والحلول الصحيحة، للإشكالات أو المعضلات تلك، أن تبادر هذه الصحافة، إلى خلق إطارها المصلحي، الناظم لها، والمدافع عن حقوقها، والمخطط لتطورها وتقدمها ونجاحها، وكمدخل لذلك لا بد من '' خلوة ''، يتم خلالها الوقوف بصراحة، على موطن الضعف والخلل، والضحالة والركاكة، وسوء استغلال القراء للثقة والحرية الجديدة الواسعة ،المقدمة لهم، وعدم التحقق والتدقيق، والجنوح أحيانا، إلى مزالق الظلم والافتراء واغتيال الشخصيات ، ومختلف الإشكالات التي يعرفها القائمون على هذه المواقع، والتي تشكل لهم قلقا كبيرا، وتوترا متصلا، وتستنزف طاقتهم، وتربك مسارهم، وتؤلب عليهم الرأي العام، وصناع القرار أحيانا ، بدعوى الافتقار إلى المصداقية.

مفهوم تماما ومعلوم، أن هذه المواقع ، تقع فريسة السرعة، التي لا بد منها، والتي هي واحدة من أعمدة النجاح ، وتدفع ضريبتها، السرعة مع الزمن، ومع الحدث، ومع الآخرين، وكالات انباء أو مواقع زميلة، وتزاحم الأخبار وتراكمها، وضغوطات القراء وانهار تعليقاتهم، والحرص على اجتذابهم وإرضائهم، وضغط المعارضة وبياناتها وتغطية نشاطاتها ومظاهراتها، وضغط الكتاب، الحريصين على كل حرف ونقطة من مقالاتهم ،واتصالات المسئولين وغضبهم أو عتبهم، والحرص على الاحتفاظ بنكهة جاذبة بالكلمة والصورة، والمعاناة من اتصالات المحتجين،..الخ.

إن العاملين في هذا القطاع الإعلامي الخطير،هم فصيل وطني أردني بامتياز، وقوة حجاب ضاربة فعالة مؤثرة ، ليست لها روابط أو اتصالات أجنبية أو خارجية ، تتقدم وتتطوع للدفاع عن الوطن دون رهبة أو مجاملة ، ومن الإنصاف أن يتم التعامل معهم والنظر إليهم من الأفق الوطني الشامل لا من الثقب الضيق المتصل بخطأ هنا أو ثغرة هناك. فهذه الصحافة الوطنية، تربك قوى الفساد، لا بل ترهبهم، وتضع قرارات المسئولين، تحت إضاءة كاشفة ساطعة، وتحت رقابة الرأي العام المباشرة الصارمة، وهي قوة دعم للمؤسسات الدستورية وإضافة إثراء لها لحرية التعبير والحريات العامة.

إن هذه السلطة الجديدة ، تعرف ما لها وما عليها، وتعرف أن المصداقية ، هي ركن متين من أركان قوتها ومنعتها ورسوخها ، وتعرف أهمية تطوير بنيتها المهنية الداخلية ، وتعزيز تقاليد الدقة والحيادية والتقصي والتنقيب والتحقيق الصحفي ، وتعرف أن ما تنشره سريع الانتشار، فهي مواقع مقروءة في كل العالم ، والصورة التي تنقلها عن بلدنا ، هي مسؤولية وأمانة ، فخطأ طبيب ، لا ينبغي أن يعمم ، فيمس قطاعنا الطبي المفخرة، ووقوع سرقة لا يعني فلتان الأمن الذي نعتز بحرفيته وكفاءته ، واكتشاف مواد غذائية منتهية الصلاحية لا يعني أن طعامنا فاسد. ونحن على ثقة من أن هذه الصحافة الوطنية، وهي تراقب وقائع الحياة في الوطن الحبيب، تراقب أداءها في الوقت نفسه، وتعمل على تصويبه وتطويره وتحديثه.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات