رمل أسود وكحل أبيض

يوم السبت الماضي، على إحد شواطئ غزة، وفي حفل جماعي كبير تزوّجت مائة أرملة فلسطينية، فقدن أزواجهن في الهجوم ''الإسرائيلي'' الأخير على المدينة..وقد اتشحت العرائس الأرامل بالسواد..في يوم حضر فيه كل شيء إلا الفرح..
***
لم يعد للفستان الأبيض لون، ما دام الكحل - ''برواز'' العين- أسود، وما دام الحزن -''برواز'' الوقت- أسود، وما دام القلب عود ثقاب اشتعل ذات فرح ثم استحال اسود..
على الشاطىء حيث البحر المثابر الذي لا ينتهي عن مدّ أمواجه الرطبة تجاه اليابسة...وقفن من جديد...مائة فلسطينية لم يعلنها مناسبة للفرح، اتشحن بالسواد وأقسمن أنهن الأوفى للوطن وللشهداء..تنازلن عن أعمارهن وقلوبهن مهراً للوطن فأمهات الليل وشقيقات البارود، يعرفن جيداً ان الوطن يحتاج الى حطب الرجال حتى يوقد الثورة، ''وحطب الرجال'' لا يأتي الا من ''شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء ''...فيا مرحباً..بالحياة وان اتشحت برداء الموت..
عرس للأرامل،مبحوح الفرحة، مجروح البهجة، وزفة تشبه التشييع..انتنّ هنا، لتدرن ماكنة الحياة من جديد،، صراخ ولادة، بكاء وليد، رائحة قرفة..، سرير خشب، نبأ شهادة، تابوت..... ثم صراخ ولادة، بكاء وليد ورائحة قرفة، سرير خشب، ثم تابوت...وهكذا حتى يولد الوطن من بطن الحوت...
..الرمل كحل اسود في عين غزة..وانتن كحل أبيض في عين الموت...
شكراً ايتها الصامدات المقاتلات حتى بنبض قلبوكن..
ahmedalzoubi@hotmail.com