مشاركون في مؤتمر بالهاشمية يقرؤون الفاتحة على روح ضحايا الجامعات
المدينة نيوز -: قرأ المشاركون في المؤتمر الأردني الأول لعام 2013 بعنوان: "الحماية المدنية ودور الجامعات والأمن العام والأسرة في بناء الوطن" الذي نظمه المركز العربي للتراث والثقافة والفنون بالتعاون مع الجامعة الهاشمية الفاتحة على أرواح شهداء العلم الذين سقطوا نتيجة العنف الجامعي والمجتمعي في جامعة الحسين بن طلال.
وقال الأستاذ الدكتور كمال الدين بني هاني رئيس الجامعة راعي المؤتمر أن العنف مهما كان مصدره الذي يصيب بعض مؤسساتنا ومجتمعنا "يدمي القلوب" وهو يشير إلى اختلال في منظومة القيم الإيجابية التي يتسم بها مجتمعنا الأردني العربي الإسلامي الأصيل.
وأكد على دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية والتربية والتعليم من الأسرة، والحي، والمسجد، والمدرسة، والجامعة، مشيرا إلى الدور الحيوي للأسرة لغرس القيم الحضارية وترسيخ ثقافة السلوك الإيجابي المنطلق من منظومة قيمية إيجابية تعتمد وسطية الإسلام وقيم المجتمع الأردني العربي الأصيل. مشيرا إلى ضرورة تكريس ثقافة الحوار لدى الطلبة وخاصة طلبة الجامعات مشددا على الدور التربوي لجميع المؤسسات التعليمية من المدرسة والجامعة.
وقدم رئيس الجامعة جملة من الحلول التي قدمتها الجامعة لعدد من أعضاء مجلس النواب مؤخرا المتضمنة خطط قصيرة المدى كتعزيز دور الأمن الجامعي بمنظومة جديدة من التشريعات لحماية دوره، وإعطائهم صفة الضابطة العدلية، وتركيب كاميرات لمراقبة الطلبة المشاركين في العنف الجامعي، مشيرا في هذا الصدد إلى ان الجامعة في طور تركيب مجموعة منها، وتأسيس نادي أصدقاء الأمن الجامعي لتسهم أسرة الجامعة في منع وقوع المشاجرات.
وحول الخطط بعيدة المدى أشار الدكتور بني هاني إلى أهمية رد هيبة الدولة عبر تجاوز سياسية الاسترضاء العشائري والجهوي، والطلب من ديوان الخدمة المدنية أن يطلب من خريجي الجامعات شهادة حسن سلوك، وتكريس مبدأ استقلال الجامعات، واختيار الزي الموحد لطلبة الجامعات، واستحداث مادة تسمى السلوك الجامعي والمدرسي لتشجيع الأفكار الحوار وقيم التسامح وحل المشكلات بأسلوب حضاري، وتعزيز دور وسائل الإعلام في محاربة هذه الظاهرة، وغيرها من الاقتراحات التي تعزز القيم الإيجابية.
فضيلة الدكتور محمد الخلايلة أمين عام دائرة الإفتاء العام أكد على دور الجامعات في نشر العلم والفكر والتسامح والوسطية والاعتدال، وذكر مقولة يرددها عدد من العلماء الزائرين للأردن: "يا أهل الأردن أن الله أنعم عليكم بنعمة الأمن والأمان فحافظوا عليها" ويضيف لكن بعضا منا غفل عنها وأساء لبلده ودينه وأمته.
وأكد على أهمية تمثل قيمة الأمانة في كل سلوكياتنا اليومية وقال: إن الأمانة هي ما استرعاك الله إياه في الدين والدنيا وتقتضي من الطالب ان يبدع في دراسته ويحترم زملاؤه ويحافظ على ممتلكات وطنه وجامعته ويبتعد عن كل ما يسيء إلى حرم جامعته. وأضاف أن الإسلام جاء ليحرر الإنسان من الظلم والجهل، بالعلم والدين.
مؤكدا أهمية احترام حرمة الجامعة التي هي صرحا علميا ومنارة فكر، وأضاف إن العلم عبادة قائلا: أن هناك مكانين لابد أن تشعر بها بروحانية هما المسجد والجامعة فهما مكانين عبادة وعلم.
ودعا طلبة الجامعات إلى الإبداع والبحث عن المعرفة وإكرام الأساتذة واحترام زملائهم الطلبة، قائلا: إن طلبة الجامعة وجب عليهم أن يكونوا مثال يحتذى في الأخلاق والعلم والانتماء والبعد عن كل المظاهر السلبية، وأضاف "يجب أن يكون لنا غيرة على جامعاتنا" واعتبارها كبيوتنا نحافظ عليها ونمنع من يحاول الاعتداء عليها بالتي هي أحسن. وقال: إن الأصل عند حدوث مشكلة ان نردع الظالم عن ظلمه مها كانت درجة قرابتنا به وصداقتنا له مذكرا بالحديث الشريف "لا يحل لمسلم ان يروع مسلما".
وقال اللواء المتقاعد عبدالله المومني رئيس منتدى الزرقاء الثقافي والفنون أن الجامعة الهاشمية وبفضل القائمين على إدارتها وأعضاء هيئة التدريس فيها ومناهجها ونشاطاتها المتعددة وتعاون المجتمع المحلي في الزرقاء معها من أقل الجامعات التي تشهد مشاجرات أو عنفا طلابيا. وعرض مجموعة من المقترحات لحل مشكلة العنف الجامعي التي طالبت بالتركيز على تعبئة فراغ الطلبة، وتوظيف مهارات الطلبة وتشكيل فرق ومنافسات إيجابية فنية ورياضية ومسرحية وأدبية، وتفعيل صلاحيات الأمن الجامعي، وتوقيع وثيقة شرف بمنع قبول أي طالب مفصول، وتفعيل مجالس الطلبة، واتخاذ إجراءات رادعة وحاسمة بحق المخالفين، والتركيز على مادة التوجيه الوطني، وإلغاء مقاعد المحافظات واعتماد أسلوب التنافس حسب المعدل.
وأكد السيد عمر البصول مدير عام المركز العربي للتراث والثقافة والفنون على اهمية سيادة القانون وغرس الثقة لمفهوم الحماية المدنية في المؤسسات العامة والخاصة. وبين السيد عمر حواتمة أهمية التنمية البشرية من خلال تأهيل الشباب وتوعيتهم لكبح انتشار العنف الذي أصاب ضرره مناحي كثيرة في مجتمعنا.
وأدار اللقاء الدكتور يوسف عليمات عميد شؤون الطلبة الذي أشار إلى دور الجامعة الريادي والفاعل في ترسيخ القيم والمثل العليا لدى طلبة الجامعة، وإشراكهم بالفعاليات الثقافية والرياضية والفنية والمتنوعة لتلبية رغبات ومتطلبات طلبة الجامعة.
شاهدوا الصور :