الاحتفال الجمعة باليوم العالمي لحرية الصحافة

المدينة نيوز– يشارك الاردن دول العالم الجمعة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة والذي يأتي هذا العام تحت شعار ( التحدّث بأمان: ضمان حرية التعبير في جميع وسائل الإعلام ) الثالث من آيار يوم أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1993 يوما عالميا لحرية الصحافة مناسبة للتذكير بانه في عشرات الدول حول العالم، تمارَس الرقابة على المنشورات، وتُفرض عليها الغرامات، ويُعلَّق صدورها ، وتُغلَق دور النشر، بينما يلقى الصحافيون والمحررون والناشرون ألوانا من المضايقات والاعتداءات والاعتقالات وحتى الاغتيال ومناسبة أيضا لتأمل مهنيي وسائل الإعلام في قضيتَيْ حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة.
محليا وعلى مستوى الحريات الصحفية في المملكة يستذكر اعلاميون في حديثهم لوكالة الانباء الاردنية(بترا) ما انجز من تشريعات متعلقة بحرية التعبير وتعزيز مفهوم اعلام الدولة وما يلتزم به الاردن والمهنيون الاعلاميون من تعهدات بضمان حرية التعبير والالتزام بالمسؤولية الوطنية ومواثيق الشرف الصحفية .
وزير الدولة لشؤون الاعلام سابقا الدكتور نبيل الشريف قال ان الاردن هو الدولة العربية الاولى في المنطقة التي سنت قانونا يؤكد حق الحصول على المعلومة ،وان العديد من التعديلات التي اجريت على القوانين الناظمة للأعلام تؤكد ايمان الدولة الاردنية بالحرية الصحفية مثل عدم توقيف الصحفيين في القضايا المتعلقة بالصحافة .
واضاف ان الحريات الصحفية في الاردن تحقق منجزات بشكل مستمر ومتواصل بفضل توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني راعي الحرية الصحفية الاول في المملكة مستذكرا مقولة جلالته الشهير (ان حرية الصحافة في الاردن سقفها السماء) .
ولكنه استدرك قائلا : " اذا ما نظرنا الى الموضوع نظرة شمولية ندرك انه ما زال امامنا شوطا كبيرا في تحقيق المزيد من الحريات ، كتعديل مفهوم اعلام الدولة " معتبرا ان هذا هو التحدي الذي يبرز امامنا في هذه المرحلة بجميع مؤسساتنا الاعلامية لتجسيد مفهوم اعلام الدولة واقعا وهو ما ينادي به جلالة الملك وكل الحريصين على حرية الصحافة.
واكد الدكتور الشريف على ان المطلوب من المعنيين في كل مؤسساتنا الاعلامية العمل على استقلاليتها بشكل اكبر بحيث تعكس تعددية الاراء وتكون اكثر قدرة على نقل الحقائق للناس بموضوعية وامانة ناهيك عن المسؤوليات الملقاة على عاتق الصحفيين انفسهم للمحافظة على الحرية الصحفية .
وقال ان هذه المسؤوليات تتعلق بتعزيز المهنية وتأكيد البعد الاخلاقي لتناول المسائل الاعلامية والالتزامات الاخلاقية اتجاه العمل الصحفي والمتمثل بمواثيق الشرف المهنية ،مشيرا الى وجود بعض التجاوزات التي حدثت بحيث فهم البعض الحرية الصحفية فهما مغلوطا ومنقوصا واعتبرها اعتداء على حقوق الاخرين وانها كتابة ما يشاء دون تأكد وتدقيق.
كمت اكد على ان هذه الممارسات تهدد حرية الصحافة لانها تخلق جوا معاديا لها ويصبح من السهل التراجع عن المكتسبات التي تحققت ، داعيا الصحفيين الحريصين على حرية الصحافة ان يعززوها بالالتزام بالقانون ومواثيق الشرف المهنية .
رئيس تحرير صحيفة الرأي الاسبق الزميل سليمان القضاة قال ان الاعلام يعتبر مصنعا لغذاء الروح والفكر والثقافة والمعلومات لافتا الى ضرورة وجود ضوابط يتفق عليها المجتمع كافة لمنع اي فساد او افساد لقيم الناس واخلاقها .
واضاف ان الاردن من بين دول المنطقة التي تقدمت بحرية الصحافة من حيث حرية التعبير والراي ، رغم وجود الكثير من السلبيات وبعض القيود التي تفرض من اكثر من جهة.
وبين ان الحرية يجب ان ترافقها المسؤولية ودرجة عالية من المهنية والمصداقية ، موضحا ان القياس يجب ان يكون على بعدين هما الحرية والقدرة على معالجة الامور بمستوى عال من المهنية الاعلامية .
وقال الزميل القضاة انه وعلى الرغم من التطورات التي حصلت في الاردن الا ان هناك نوعا من الفوضى في الاتصال ، مثل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والاخباري الذي يعد بيئة لإيجاد نوع من التجاوز والفوضى وغياب المعلومة الدقيقة .
واشار الى وجود اكثر من دراسة جامعية واكاديمية موثقة في المجلس الاعلى للأعلام سابقا والتي اظهرت نتائجها ان حرية الصحافة في الاردن تكون فوق المنتصف في النتائج .
نقيب الصحفيين طارق المومني قال نستذكر في اليوم العالمي للصحافة ما تحقق منذ الثالث من ايار العام الماضي وحتى الثالث من ايار العام الحالي سواء على صعيد التشريع او الامور المعيشية او استقلال الاعلام او الوصول الى الرؤية الملكية للأعلام التي انطلقت في العام 2003 .
واضاف انه على صعيد التشريع فقد شهدنا حالة من التراجع فيما يخص الاعلام الالكتروني والتعديلات التي اجريت على قانون المطبوعات معتبرا هذه التعديلات عودة الى الوراء ، وانها لم تكن منسجمة مع مشروع الاصلاح الذي يخص حرية الصحافة والاعلام .
واشار الى ان استقلالية مؤسسات الاعلام سواء الرسمية او الخاصة فما زال مشوارها طويلا في هذا الاتجاه .
واضاف الزميل المومني انه على الرغم من حالة الرشد والنضج التي وصل اليها الاعلام الالكتروني الا اننا لا نزال نشهد بعض التجاوزات التي تقع هنا وهناك وتتعلق بالخروج عن الاخلاقيات المهنية .
رئيس قسم الصحافة والاعلام في جامعة البترا الدكتور تيسير ابو عرجة قال ان الصحافة الاردنية فيها اقلام كثيرة وتكتب بمسؤولية وتراعي الحساسيات المختلفة والمصالح العليا للدولة خاصة وسط الاحداث الساخنة التي تشهدها منطقتنا وهذا يتطلب وعيا هاما بدور الصحافة ومسؤولياتها وحدود معالجاتها .
واشار الى ان الحرية لا يتم التعامل معها على اطلاقها وبشكل تجريدي موضحا ان الحرية الصحفية التي نتطلع اليها هي التي تعني حرية المواطن مع الحرص على امنه والاستفادة من مكتسبات التنمية بطريقة عادلة .
وبين اهمية تطبيق التكنولوجيا المتقدمة للاتصال وان تسعى المؤسسات الاعلامية الى مواصلة التدريب والعناية بالتأهيل العلمي للصحفيين .
ودعا الدكتور ابو عرجة صانعي القرار الى تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم بألا يبخلوا في المعلومات عن مؤسساتهم وتقديمها للصحافة لان هذه المعلومات هي التي تضع حدا للمهنية الضعيفة ولجنوح البعض الى الفبركة والتخمين , وهي امور تتنافى مع المهنية الاصيلة المطلوبة للصحافة .
كما دعا حاملي الاقلام والعاملين في المؤسسات المهنية الى الاّ يتجاهلوا ولو للحظة واحدة ان الصحافة رسالة وان مهمتها ترقية المجتمع ومواجهة مشكلاته الحقيقية موضحا ان هناك مسألة نلح عليها وهي البعد عن المسائل الشخصية والاعتداء على كرامة الاشخاص , لان ذلك يدخل الصحافة في نفق مظلم .
وبين ان هناك تباينا هائلا في مستويات الاداء الصحفي داخل البلدان العربية موضحا ان بعضها شهد تغييرات وثورات وانتفاضات وتعيش حالة من الحريات الصحفية والاعلامية ربما تعبر عن مرحلة انتقالية مشيرا الى ان هناك مبالغات صحفية وتصفية حسابات داخل بعض وسائل الاعلام العربية , وهناك استثمار بشكليه الايجابي والسلبي للمناخات الجديدة.
منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" ذكرت في بيان صحفي على موقعها على شبكة الانترنت أن الإحصاءات تشير إلى أن صحفيا يقتل كل أسبوع خلال ممارسة مهام عمله، مؤكدة أن مثل هذه الحصيلة تسيئ إلى حرية الصحافة.
وأوضح البيان، أن أكثر من 600 صحفي في العالم، قتلوا خلال السنوات العشرة الأخيرة الماضية، وأن اليونسكو أدانت في العام الماضي مقتل 121 صحفيا وإعلاميا حيث أصبح ضمان سلامة الصحفيين مسألة ملحة.
ولفتت المنظمة إلى أن هذه الإشكالية قد دفعتها إلى تعزيز وضع خطة عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب، والتي يتمثل هدفها في ضم جهود مختلف وكالات الأمم المتحدة والشركاء الخارجيين بغية إنشاء بيئة أكثر أمانا للصحفيين.