اكاديميون وحقوقيون وسياسيون: التهاون بتطبيق القانون حفز البعض لافتعال الأزمات الاجتماعية

تم نشره السبت 04 أيّار / مايو 2013 03:46 مساءً
اكاديميون وحقوقيون وسياسيون: التهاون بتطبيق القانون حفز البعض لافتعال الأزمات الاجتماعية
العنف الجامعي - أرشيفية

المدينة نيوز- اجمع اكاديميون وحقوقيون وسياسيون على ان التهاون في تطبيق القانون حفز البعض لافتعال الازمات الاجتماعية التي جعلت من العنف ثقافة مكتسبة واسلوب حياة لدى البعض منهم للوصول لأهدافهم.

واقترحوا حلولا ناجعة لمعالجة هذا الظاهرة، ومنها اعطاء الامن الجامعي صفة الضابطة العدلية او استحداث الشرطة الجامعية كما هو معمول به في الجامعات الاجنبية، اضافة الى رفع معدلات القبول الجامعي واعادة الخدمة العسكرية وتعزيز استقلالية الجامعات واختيار اصحاب الكفاءات لتولي المناصب.

واكدوا ان العادات والاعراف العشائرية وما عرف عنها من انضباط والتزام بالدين وتعاليمه السمحة والاخلاق العربية الحميدة لم تكن يوما مثارا للعنف والاضطهاد بل كانت ملاذا لحل الكثير من الخلافات الكبيرة الاجتماعية والعشائرية منها.

ودعوا الى ايجاد بيئة جامعية آمنة داخل الحرم الجامعي من خلال منع دخول اية ظواهر سلبية الى داخل الحرم الجامعي بواسطة التأهيل والمراقبة.

وانتقدوا تعامل الدولة مع عنف الجامعات، محذرين من ان استمرارها يشكل تهديدا للمسيرة التعليمية برمتها. وأكدوا ان ما جرى من تعامل مع هذه الظاهرة لم يتجاوز اطر التعريف والدارسة، ويجب العمل فورا بجهد جاد يجتث الظاهرة بعيدا عن الحلول الآنية التي أثبتت التجارب عقمها.

وأرجع هؤلاء أسباب العنف الى قصور في الخطط التدريسية والمناهج التعليمية التي تشغل الطالب، وغياب البحث العلمي والعمل السياسي في الجامعات، كما انتقدوا أسس تعيين رؤساء الجامعات التي تتم على أسس غير موضوعية، وعدم تفعيل دور عمادات شؤون الطلبة بطريقة توفر للطلاب البرامج والنشاطات التي تنمي الحوار وقبول الآخر لديهم.

ولفتوا الى ان القيم لا تأتي فقط من الكتب والمناهج، وان هناك دورا أساسيا على المجتمع وعلى رؤساء الأقسام والمدرسين في التواصل مع الشباب لتوعيتهم بمختلف القضايا الوطنية وسبل التعامل مع محيطهم بطرق ايجابية.

واقترح عدد منهم عقد مؤتمر وطني بمشاركة الجميع لدراسة الظاهرة وللوقوف على الأسباب والحلول بأطر زمنية وقرارات وقوانين تعيد الهيبة للمؤسسات التعليمية.

*الدكتور اخليف الطراونة.

وقال رئيس الجامعة الاردنية الدكتور اخليف الطراونة إن "السلوك الطائش في الجامعات ناتج عن المنظومة الاجتماعية السائدة في مجتمعنا منذ اكثر من عشر سنوات حيث أن أساس هذا العنف يعود الى عدم اهتمام الاسرة بالتربية الحقيقية وتخلي بعض الاسر عن دورها الاجتماعي.

واضاف ان انتقال هذه الاسرة الى حلقة اوسع، وهي المدرسة التي انشغل فيها الاستاذة بهمومهم الحياتية وتحول التعليم الى تلقين، اضافة الى خلو المناهج من تعزيز القيم الدينية وقيم الانتماء الحقيقي، كل ذلك ساهم بزيادة وارتفاع هذه السلوكيات الطائشة.

ولفت الى ان غياب المؤسسة الدينية عن ممارسة دورها الحقيقي من خلال خطبة الجمعة التي اصبحت موجهة ومن ثم الانتقال الى تربية الاقران ورفقاء السوء ودور الملاهي وتعاطي الخمور والمخدرات وتشكيل عصابات السطو على السيارات والسرقات ادى لانتشار ظواهر غريبة تستقوي على هيبة الدولة الاردنية وهي عادات دخيلة على المجتمع الاردني.

وبين أن تغير منظومة القيم الاجتماعية تزامن مع انتشارها انكار لهيبة الدولة وتفكك بعض مؤسساتها ما ادى الى ادخال مفاهيم جديدة كالأمن الناعم الذي تخلت فيه بعض الاجهزة الامنية عن بعض مهامها حيث اصبحت الجامعات بيئة خصبة لاستقطاب المشاكل العابرة للمؤسسات.

واضاف "اعتقد ان بعض الايدي الدخيلة اصبحت تلجأ الى ترحيل مشاكلها من الشارع الاردني الى الحرم الجامعي والتي تحولت فيها السلوكيات الطائشة الى سلوكيات عدوانية مسلحة احيانا".

وعن تأثير الربيع العربي قال "ان الربيع العربي رفع سقف الحرية وقلل من وصول الايدي الامنية في الوقت المناسب للقضاء على السلوكيات الطائشة".

وحول الحلول لمعالجة هذه الظاهرة قال الطراونة "ان الدولة الاردنية مرت بفترة عصيبة غيبت فيها القيادات العشائرية الحقيقية وتم اغتيال شخصيات معظم الساسة الاردنيين وكبار رجالات الدولة ما ساهم بتطاول هؤلاء الاشخاص على هيبة الدولة والمؤسسات".

وطالب الطراونة الدولة ببسط هيبتها على كافة المؤسسات وتعزيز قيم الشخصيات العشائرية الاردنية وإعادة الهيبة لها ضمن اطار المسؤولية القانونية لكل من يثبت تورطه بإحدى القضايا والبدء بسحب الاسلحة النارية من المواطنين وتطبيق قانون الذخائر والاسلحة على الجميع وبالتساوي وتحت طائلة المسؤولية.

ودعا الى اعطاء الامن الجامعي صفة الضابطة العدلية او استحداث الشرطة الجامعية كما هو معمول بالجامعات الاجنبية اضافة الى رفع معدلات القبول الجامعي واعادة التدريب العسكري وتعزيز استقلالية الجامعات وانتقاء المسؤولين في الدولة على قاعدة اصحاب دولة وليسوا اصحاب منافع خاصة.

*الدكتور يوسف ابو العدوس وقال رئيس جامعة الزرقاء الدكتور يوسف أبو العدوس ان العنف الجامعي اصبح ظاهرة ولم يعد حالة في الجامعات الاردنية وبدأ يشكل خطورة بنتائجه الكارثيّة على المجتمع ما يستدعي تكاتف الجميع لمعالجته والخروج بالحلول الناجعة له.

واستعرض الدكتور ابو العدوس تجربة جامعة الزرقاء بمكافحة العنف الجامعي من خلال إصدارها وبالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة في حينه وثيقة بعنوان "جامعة الزرقاء..خالية من العـنف" حيث وقع على الوثيقة نحو سبعة الاف طالب وطالبة، اكدوا التزامهم بمضامينها التي تدعو الى نبذ العنف الجامعي ما يؤدي الى تعظيم القيم الاجتماعية الجامعية النبيلة وتهيئة المناخ المناسب لاكتساب المعرفة العلمية والمساهمة بازدهار الوطن وتعزيز مسيرته.

ودعا ابو العدوس رؤساء الجامعات الاردنية الى الاجتماع لدراسة ظاهرة العنف الجامعي بكافة صورها ومناقشتها لجهة معرفة اسبابها والخروج بتوصيات تشكل بمجملها حلولا مناسبة لمعالجة هذه الظاهرة والتي اصبحت مقلقة للمجتمع بكافة شرائحه.

واشار الى ان الجامعة بصدد الدعوة الى مؤتمر يشارك فيه رؤساء الجامعات وعمداء شؤون الطلبة في الجامعات وطلبة جامعات ورجالات المجتمع المحلي لوضع وثيقة لبحث اسباب ظاهرة العنف الجامعي بموضوعية والخروج باستراتيجية تشكل اطارا لمعالجة هذه الظاهرة بحيث تكون ملزمة للطالب ويتبناها المجتمع.

واكد اهمية احترام القوانين والانظمة ما يؤدي الى الامن والاستقرار ومعاقبة كل من يحاول انتهاك تلك القوانين، فعلى الطالب الجامعي ان يتحمل مسؤوليته ويدرك حجمها ومن هذا المنطلق يستطيع الطالب ان يكون مساهما فاعلا بالقضاء على هذه الظاهرة وتوعية زملائه بمخاطرها وتجاوزها، مشيرا الى ان جامعة الزرقاء اتخذت عقوبات رادعة بحق احد الطلبة الذي حاول الاعتداء على احد اعضاء الهيئة التدريسية فيها.

وقال ان الاعلام له دور مميز في التوعية بمخاطر العنف الجامعي، اضافة الى دور الاسرة لتنشئة الاجيال على القيم والمبادئ النبيلة ما يؤدي بالتالي الى تحقيق الفائدة التي جاء الطلاب لتحقيقها فهم قادة المستقبل وعنوانه.

*الدكتور نبيل شواقفة ورأى رئيس جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور نبيل شواقفة ان العنف الجامعي هو انعكاس للعنف المجتمعي وهو ظاهرة دخيلة على المجتمع ولا بد من الاعتراف بأنه ظاهرة موجودة لا بد من معالجتها، مبينا ان معالجته تبدأ من المجتمع الى الجامعة وجميع المؤسسات المعنية بقطاع الشباب ومؤسسات المجتمع المدني والاعلام بجميع وسائله.

واضاف "يقع على الجامعات دور اساس يجب ان يتم باتخاذ اجراءات داخل الحرم الجامعي للحد من هذه الظاهرة وترسيخ مبدأ الحوار من خلال المحاضرات والانشطة سواء المنهجية او اللامنهجية، اضافة الى التواصل بين الطلبة واعضاء هيئة التدريس والادارات الجامعية".

وطالب بإشراك المجتمع المحلي بنشاطات التوعوية للجامعات واشغال الطلبة في النشاطات المنهجية او اللامنهجية وتوجيه طاقاتهم نحو الاتجاهات الايجابية وترسيخ مفهوم المساواة والعدل بين الطلبة، اضافة الى الاهتمام بالطلبة من ذوي الظروف الخاصة، داعيا الى ايجاد بيئة جامعية آمنة داخل الحرم الجامعي وان يكون هذا الحرم محميا من دخول الظواهر السيئة إليه بالتأهيل والمراقبة.

الدكتور احمد العرموطي وقال نقيب الاطباء السابق الدكتور احمد العرموطي "اعتقد ان السبب الحقيقي للعنف الجامعي ناتج عن عدم تطبيق القوانين والانظمة منذ سنوات طويلة ما ادى الى تراجع هيبة الدولة عند بعض الناس واصبح بعضهم يعتقد انه يستطيع تخطي القانون وانه ليس هناك عقوبة على ذلك، اضافة الى اختلاف القيم التي تحكم المجتمع بهذا المجال حيث اصاب بعضها الخلل".

واشار الى ان المدخل لمعالجة هذه الظاهرة هو اعادة النظر بالمناهج الدراسية من الصف الاول ولغاية المراحل الاخرى حتى المراحل الجامعية المتقدمة بهدف تعظيم القيم الايجابية، اضافة الى اعادة الخدمة العسكرية للشباب "خدمة العلم" ما يؤطر لتنمية الضبط والربط لدى الشبات ويعظم احترام القوانين والانظمة وتطبيقها.

واكد ضرورة تطبيق القانون بحق كل من يرتكب اي جريمة سواء اكانت قتلا او تسببا بالإيذاء واتخاذ الاجراءات الرادعة بحق كل طالب يتسبب بالعنف الجامعي ومنها عقوبة الفصل بحق الذي يثبت تورطه في ذلك ليكون عبرة لغيره.

كما اكد اهمية دور الاعلام في الجانب التوعوي لجهة التحذير من مخاطر العنف الجامعي واسبابها واهمية تكاتف الجميع لغايات تعظيم القيم الايجابية وتجاوز القيم السلبية والقضاء عليها، اضافة الى اهمية دور الاسرة والذي هو الاساس بهذا المجال.

*الدكتور طه العبادي واكد رئيس جامعة الحسين بن طلال الدكتور طه خميس العبادي ان احداث العنف التي شهدتها الجامعة اخيرا لا يمكن النظر اليها بمعزل عن ظاهرة العنف الجامعي التي عصفت وما زالت بعدد من جامعتنا الاردنية.

واعتبر الدكتور العبادي ان المتغيرات الاجتماعية القت بظلالها على الحياة اليومية للمجتمع الاردني وباتت كذلك تتحكم في تصرفات الفرد الذي اصبح رهينة لها.

وقال ان العشائرية التي تتمتع بقيم انسانية واجتماعية نبيلة ألبست ثوبا من العصبية والجاهلية لا يليق بتاريخها المشرق، فيما صنع منها البعض شماعة للفشل ومظاهر العنف في المجتمع والجامعات.

واكد ان العادات والاعراف العشائرية وما عرف عنها من انضباط والتزام بالدين وتعاليمه السمحة والاخلاق العربية الحميدة لم تكن يوما مثارا للعنف والاضطهاد، مبينا ان القيم العشائرية كانت ملاذا لحل الكثير من الخلافات الكبيرة الاجتماعية والعشائرية منها.

وبين الدكتور العبادي ان الربيع العربي وتبعاته اسهم بشكل كبير في زيادة مظاهر العنف المجتمعي والجامعي في المملكة بشكل عام من خلال ما اوجده من مظاهر وطرق متعددة للتعبير عن الرأي والمطالب التي رافقها تطاول على الدولة ومؤسساتها وقانونها.

واكد ان إفرازات الربيع العربي جعلت الكثير من المسؤولين يشعرون بأنهم يديرون المسؤولية وسط "حقل من الالغام" , معتبرا ان التهاون في تطبيق القانون حفز البعض لافتعال ما قال انه ازمات اجتماعية جعلت من العنف ثقافة مكتسبة واسلوب حياة لدى الناس في الوصول الى اهدافهم.

ودعا الى اهمية فرض هيبة الدولة وتعزيز سلطة القانون واحترام سيادته وعدم التهاون في تطبيق القانون وتنفيذه لإعادة الهيبة للدولة وفرض قوتها وسيطرتها في ظل مراهنة البعض على فقدان الدولة لهيبتها وحضور مؤسساتها.

وقال ان الامن الجامعي لم يعد بمقدوره ضبط الامور في الجامعات لافتقاره الى الصلاحيات، داعيا الى منحه صفة الضابطة العدلية ليكون بمقدوره لعب الدور المنوط به داخل الحرم الجامعي.

واكد الدكتور العبادي اهمية التنشئة التربوية للطلبة في المنزل والمدرسة قبل الحياة الجامعية من خلال تعميق الشعور لدى الطالب بعظم المسؤولية الملقاة عليه بالجامعات وكذلك تعزيز قيم التسامح لدى الطالب، داعيا الى اعادة النظر في سياسات القبول بالجامعات وبخاصة للطلبة من ذوي المعدلات المتدنية واعادة توزيع الطلبة على مختلف الجامعات الاردنية بما يحقق التمازج بين الطلبة وتبادل الافكار فيما بينهم.

*الدكتور موسى بريزات وقال المفوض العام لحقوق الانسان الدكتور موسى بريزات ان ما نلاحظه في جامعاتنا ناجم عن تغير كبير في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية، فرياح التغيير التي هبت على المجتمع منذ اوائل التسعينيات سمحت للشباب بهامش ملحوظ من التفكير الحر لكن جانبا من هذا التفكير وللأسف لم يكن راشدا على الاطلاق بل كان فوضويا وغير مُرشَّد وليس هناك مسؤول محدد عن هذه الظاهرة.

واضاف اننا جميعا مسؤولون عن هذه الظاهرة كمؤسسة اسرية ابتداءً، ومؤسسة تعليمية ثانيا، ومؤسسة قانون ثالثا، مستذكرا انه ومنذ نحو خمسين عاما كنا طلابا في الجامعة الاردنية ولم اذكر ان حدثت مشاجرة باستثناء واحدة كانت بين اثنين على اسباب تافهة رغم سخونة الجو العام في البلاد آنذاك، متسائلا من المسؤول عن هذا العنف هل هي الجامعة، ام هو المنهج الدراسي الذي لم يعد قادرا على تربية اجيالنا وتلبية طموحاتهم رغم جوفائية المنهج ام ماذا..؟.

واستدرك "انه لا جواب محددا لدي على ذلك وان كان الجواب موجودا ففي ثنايا ما قلت".

وبين الدكتور بريزات "انه لا شك ان الربيع العربي او ما اتفق على تسميته بالربيع العربي وهو الخريف ليس نتاج عملية تطويرية بل تصديرية من الخارج، فالربيع العربي من حيث الشكل هو جرثومة التخريب والخراب وليس تغييرا ايجابيا او تطويريا وسندفع ثمنه جميعا"، وتساءل "هل هدأت تونس..؟ وقلنا ان شرارات الربيع العربي انطلقت منها، وهل هدأت الامور في مصر او ليبيا ام في سوريا ام في الدول العربية التي تنتظر شرارات هذا الربيع ولا اقول النفحات والتي لم يحقق الربيع العربي جدوى الا لدول محددة قبضت على مفاتيح الامور وتنتظر لتقطف ثمار ما سيجود به عليها خير هذا الربيع وان غدا لناظره لقريب".

وفيما يتعلق بهيبة الدولة الاردنية اكد ان الدولة لم تنتقص من هيبة نفسها ولن يجرؤ احد في الواقع على الانتقاص من هذه الهيبة، صحيح ان هامش التعبير قد ارتفع لكن ليست الفوضى على الاطلاق ومن تصور ان الدولة باتت في ضعف ويسمح للبعض في التشريق والتغريب كما يحلو لهم فهم بدون شك مخطئون.

واكد الدكتور بريزات ان التغيير الايجابي يحتاج الى وقت طويل وليس القرار فيه على النار ينتظر نضجا، فعلى الجميع ان ينتظروا حتى ينضج القرار المجتمعي العام والتطور الطبيعي لكل مناح الحياة من حيث تطور مفاهيم الحرية والتقدم والديمقراطية وبالتالي يجب ان ننتظر على المؤسسات التشريعية والتنفيذية لإنضاج المرحلة حتى يكون الجميع قادرا على التعامل معها بايجابية.

*الدكتور عبدالله الموسى وقال رئيس جامعة اليرموك الدكتور عبدالله الموسى ان ظاهرة العنف الجامعي شهدت اخيرا تسارعا في وتيرتها ونتائجها ما يثير الكثير من المخاوف حول وجود اياد خفية ترغب بدفع المملكة وأمنها الى حالة من الضعف والفوضى وعدم الاستقرار.

واعتبر الدكتور الموسى ان ما يجري في جامعاتنا لا يمكن ان يكون مصادفة في ظل انتشار ظاهرة العنف الجامعي واتساع رقعتها وزيادة آثارها المجتمعية وارتقائها الى مستويات تعدت الحرم الجامعي ووصلت آثارها الى المجتمع ومكوناته وخلفت الكثير من الاصابات في الارواح والاضرار بالممتلكات.

ورفض الدكتور الموسى ربط العنف الجامعي بالعشائرية التي اعتبرها تتمتع بقيم العدل والمساواة والتسامح ولا يمكن ان تكون مثارا للحقد والكراهية والنزعة المناطقية والاقليمية.

واعتبر ان تأثيرات الربيع العربي باتت حاضرة في جامعاتنا الاردنية من خلال ما اوجدته من شعور وجرأة لدى البعض حول سهولة التعدي على الدولة ومؤسساتها والقوانين الناظمة لها دون محاسبة او عقاب.

واكد ان التهاون في تطبيق القانون وفرض هيبة الدولة من خلال بعض التدخلات العشائرية والمجتمعية شجع الكثير من الناس على الاستمرار في هذا النهج غير الحضاري والذي عزز الرغبة لدى البعض في افتعال العنف وإثارته.

ودعا الدكتور الموسى الى ما اعتبره وقفة مع الذات اول،ا ومع وطننا الغالي ومع جامعاتنا وصروحنا التعليمية للخروج من نفق العنف المجتمعي والجامعي وتغليب المصلحة الوطنية العليا على غيرها من المصالح الى جانب العمل على فرض هيبة الدولة وقوانينها وعدم التهاون في هذا الامر.

وشدد على ضرورة الالتزام بالأنظمة والقوانين والتعليمات الناظمة للحياة الجامعية وايقاع اشد العقوبات بالمتسببين في مظاهر العنف الجامعي دون الرضوخ لأي ضغوطات مهما كانت.

وقال رئيس جامعة اليرموك ان هناك حاجة ملحة لتوفير ما قال انه الحماية الاجتماعية والقانونية والعدلية للأمن الجامعي الذي لم يعد بمقدوره فرض قوانين الجامعات وانظمتها من خلال منح الامن الجامعي صفة الضابطة العدلية كما كان معمولا به في وقت سابق.

ودعا الى اعادة النظر بسياسات القبول الجامعي والارتقاء بالعملية التعليمية في الجامعات الاردنية وايجاد برامج لامنهجية من شأنها إشغال اوقات الفراغ لدى الطلبة.

العموش: لغة الحوار غائبة في الجامعات وقال العين الدكتور بسام العموش ان لغة الحوار في الجامعات غائبة، ما يستدعي العمل على تفعيله عبر خطط وقرارات وإجراءات تعمق الفهم للآراء المختلفة.

وأضاف ان المناهج في جامعاتنا هي مناهج مدرسية وليست جامعية ولا تلائم عقل الطالب الجامعي، وما هو مطلوب منه من دور فاعل في خدمة الوطن وقضاياه، مشيرا الى ان التعليم التلقيني وغياب النشاطات اللامنهجية وإقصاء دور عمادة شؤون الطلبة عوامل تسهم في زيادة العنف الجامعي.

وانتقد أسلوب تعيين رؤساء الجامعات، معتبرا أنها تتم بطريقة "شللية وأساسها الرتبة الأكاديمية وليست الخبرة الإدارية والسياسية لدى رئيس الجامعة".

ودعا الى إعادة النظر بالموضوعات الفكرية بالجامعات، مؤكدا ان "منع الأحزاب لن يؤدي الى انشغال الشباب بالفكر".

كما دعا الى تغيير أسس تعامل الأساتذة الجامعيين مع الطلاب عبر تقسيمهم الى مجموعات تفاعلية تتحاور في إطار وطني بالقضايا والشؤون الوطنية والتعليمية التي تتصل بهم.

حمارنة: غياب القانون اضعف دور المواطنة.

ورأى الأمين العام للحزب الشيوعي الأردني الدكتور منير حمارنة ان الوضع المجتمعي الصعب في المملكة انتقل الى الجامعات بشكل غير مألوف، "وليس له شبيه في العالم"، وهو أمر غير طبيعي وسببه ثمرة اختلالات مجتمعية عميقة ولها طابع تراكمي.

وتابع ان تلك التراكمات وجدت من يغذيها سواء بالسكوت عنها أو بغياب التشريعات التي تكبح جماحها، لذا أصبحت ظاهرة خطيرة مستوطنة في جامعاتنا، مشيرا الى ان غياب دور القانون بشكل عام، وليس فقط في الجامعات، اضعف دور المواطنة.

واكد ضرورة إدخال العمل السياسي في الجامعات وإقصاء جميع القوانين التي تعادي الحياة السياسية السلمية، حتى لا تبقى الجامعات مبعدة عن العمل السياسي ومخصصة فقط للتعليم التلقيني، مشيرا الى ان قانون الصوت الواحد للانتخابات فاقم الخلافات في المجتمع ووضع طلاب الجامعات أمام الضغط فأصبحوا يمثلون الانتكاسة في المجتمع.

المعاني: نريد حلولا عاجلة ودعا الوزير السابق موسى المعاني الى وضع حلول عاجلة للحد من هذه الظاهرة وعلى الجميع مسؤولية للوقوف على أسبابها ومن ورائها، معتبرا انها ممارسات خاطئة وغير حضارية ولا تمت لعاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا بصلة.

واكد ان المجتمع تعوّد ان يتقاسم أفراحه وأتراحه بمحبة ورحمة، مناشدا جميع مكونات المجتمع الأردني الى وقفة وطنية للتصدي لهذه الظاهرة "موجها رسالة الى الشباب بأن يتحملوا المسؤولية تجاه وطنهم بالعلم والمعرفة والتسلح بهما، فالجامعات دوما هي حاضنة للكفاءات والإبداعات.

واكد ان الاحداث التي شهدتها جامعة الحسين بن طلال أدخلت الحزن والألم في قلب كل مواطن أردني، وتركت آثارا مأساوية تستدعي التصدي لها بحزم وتطبيق القانون وإعادة هيبة الدولة.

الكلالدة: استعادة هيبة الدولة بتطبيق القانون وقال الناشط السياسي الدكتور خالد الكلالدة، إن ظاهرة العنف في الجامعات تتطلب تطبيقا حازما للقانون بدون مجاملة دون رحمة أو مجاملة واستعادة هيبة الدولة.

وأضاف ان تنشئة جيل الطلبة في المدارس على تعلم الديمقراطية وممارستها عبر النشاطات اللامنهجية والرحلات المدرسية والكشافة والفنون احد ركائز بناء جيل يقبل الآخر، ويكون مؤهلا للعمل السياسي داخل الجامعات، مؤكدا ان ذلك يشكل مطلبا لجميع القوى السياسية.

ورأى ان إعادة خدمة العلم ضرورة ملحة لصقل الشخصية الوطنية عند الشباب، مؤكدا ان القوات المسلحة الأردنية أفرزت كل قصص النجاح التي أضافت الانجازات الى وطننا.

واعتبر ان عنف الجامعات ليس مرتبطا بالربيع العربي؛ فالحراكات الشبابية تطالب بالإصلاح ولا تقبل التعدي على حقوق الآخرين وعلى حرمات الجامعات والمؤسسات التعليمية.

وقال إن الأردن يعيش وسط محيط متلاطم، ولا بد من ان يرأف الشباب وعائلاتهم بالوطن ليتسنى لنا الانتقال الى الدولة المدنية الديمقراطية الإصلاحية التي يقبل أبناء مجتمعها الرأي والرأي الآخر بعيدا عن التطرف والعنف.

أبو بكر: مؤتمر وطني لوقف العنف وقال الناشط السياسي الدكتور محمد أبو بكر ان ما يجري في جامعاتنا هو جزء من العنف المجتمعي الذي يحيط بنا، محملا إدارات الجامعات ما يجري من عنف في داخلها.

وقال "إنني أبرئ العشائرية من هذه الظاهرة"، داعيا الى تشجيع الشباب في الجامعات على الانخراط في العمل السياسي الحزبي لان ذلك يشكل رادعا لعدم الوصول الى هذه المرحلة من أشكال العنف.

وعبر عن أسفه لإقصاء الشباب في المؤسسات التعليمية عن العمل الحزبي الذي أدى الى جنوح هؤلاء الشباب الى منحى آخر بعيدا عن التعليم والفكر والمعرفة.

ودعا الى عقد مؤتمر وطني بمشاركة جميع الأطراف لمناقشة عنف الجامعات وان يتخذ توصيات قابلة للتطبيق خصوصا إصدار تشريعات وآليات لوقف هذه الظاهرة، لافتا الى ان ما جرى في جامعة الحسين مؤخرا يثير الخوف لما هو قادم، وان على الجميع تدارك هذه السلوكيات وعدم السكوت عنها.

(بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات