نقوط

تم نشره الخميس 23rd تمّوز / يوليو 2009 12:08 صباحاً
نقوط
عبدالهادي راجي المجالي

في الذهن الأردني، يعتبر (النقوط) شكلا من أشكال التكافل الاجتماعي.. وهو يتعدى قضية الواجب الفردي الى الواجب الاجتماعي والعشائري، وبحكم الزمن تطور النقوط من خروف أحيانا إلى (شوال سكر)... أو (شوال) أرز ثم الى ورقة نقدية توضع في يد العريس أثناء السلام عليه.. ويتم اخفائها عن الحضور، لزوم السرية والتكتم.

لم يقف الأمر عند هذا الحد بل أيضا أصبح هناك ما يسمى بالنقوط (الديجتال) وهو عبارة عن شيك يحمل قيمة معينة من المال ويوضع في مغلف ويتم ادخاله في جيب العريس.. ويبدو بنوع من الوجاهة على صاحب الشيك، حيث تنتشر عملية الوشوشة بين اقارب العريس ويقال إن فلان: شمطوا شيك وبالضرورة ان تكون قيمة الشيكات عالية.

في الفترة الأخيرة دخل على النقوط مفهوم جديد اسمه مفهوم (الورد) كأن يحضر (ابو سامر) ضمة ورد في عرس فتحي، ويضعها بجانب كرسي العريس وتكون مرفقة بورقة مكتوب عليها بالرفاه والبنين ثم توقيع واسم (ابو سامر) اسفل التوقيع.. وهذه اشارات تنم عن ثقافة تسمى في الذهن العامي (برادة وجه)... فما الذي يمنع لو ان (ابو سامر) اعطى العريس ثمن ضمة الورد... بحكم ان الزواج ينطوي على تكاليف وخسائر مادية فادحة وبالتالي تكون حاجة العريس الى المال اكثر من الورد.

للعلم حين تزوجت احضر لي احد الزملاء ضمة ورد واعدتها معه قلت له: خذ وردك معك...

بصراحة انا ادعو جميع المتزوجين الجدد لاتباع هذا الاسلوب، فحين يأتي أي ضيف بضمة ورد يجب ان يكون العريس واضحا وشفافا ويعيد له ضمة الورد.

انا ادعو لخلق مؤسسة نقدية تعنى بشؤون النقوط، ادعو لان يقوم العريس بفتح حساب في بنك ما ويضع رقم الحساب على باب القاعة... وعلى كل (منقط) ان يحفظ الرقم.. وان يترك له خيارات اما ان (ينقط) كاش واما ان يضع في الحساب واذا قام احدهم باحضار ورد يجب ان يقوم اهل العريس بتعليم مجموعة من الاطفال المشاغبين في العائلة طريقة يتم من خلالها تفتيت الورد ونثره فوق رأسه.

نحن نتزوج مرة واحدة في الحياة، ونحظى بنقوط واحد في الحياة، واظن ان مقالي بمثابة (نقوط)، كل يوم أدس في جيب قلبه كلامي كل يوم أدفع نقوطي له.

سألني صديق.. أمس وهو لبناني قالي لي: ما سر تعلقكم بوصفي التل وهزاع المجالي.. هل توقف الرحم الاردني عندهم ولم ينجب غيرهم.. قلت له: كلا ولكنهم من الاردنيين الذين دفعوا دمهم (نقوطا) او مهرا.. للاردن لهذا نحبهم.

الاردن ليس عجوزا وليس عبئا على أحد ولكنه عريس في كل صباح.. ولدينا مع كل اشراقة فجر دعوة فرح له.



hadimajali@hotmail.com



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات