تضامن : النساء والفتيات الأكثر معاناة رغم التقدم المحرز بالأهداف الإنمائية للألفية

تم نشره الإثنين 13 أيّار / مايو 2013 01:17 مساءً
تضامن : النساء والفتيات الأكثر معاناة رغم التقدم المحرز بالأهداف الإنمائية للألفية

المدينة نيوز - : أصدرت جمعية معهد تضامن النساء الأردني " تضامن " بيانا وصل المدينة نيوز نسخة منه وتاليا نصه :

أصدرت الأمم المتحدة بنهاية عام (2012) تقرير بعنوان "الأهداف الإنمائية للألفية : الرسومات البيانية الجندرية" بهدف الإشارة الى أنه وعلى الرغم من إحراز بعض التقدم في عدد من الأهداف الإنمائية للألفية بأبعادها الجندرية ، إلا أن إحتياجات وجهود مكثفة لا زالت مطلوبة من جميع الدول وعلى كافة المستويات لتحقيق الهدف الثالث تحديداً وهو تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء.

وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أنه وبتاريخ 5/4/2013 أعلنت الأمم المتحدة وشركائها على أن ألف يوم فقط تفصل العالم عن الموعد المحدد لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية والتي أعتبرت الحملة العالمية الأكثر نجاحاً في مكافحة الفقر ، وأن مزيد من الزخم للعمل على تحقيق هذه الأهداف أصبح مطلباً ملحاً ، وأن على كافة الدول العمل بوتيرة أسرع لتحقيق مزيد من الإنجازات بالأهداف الإنمائية الثمانية.

ففي إطار الهدف الأول المتعلق بـ "إنهاء الفقر المدقع والجوع" ، تؤكد الإحصائيات الأممية على تخفيض معدلات الفقر المدقع الى النصف منذ عام (1990) ، إلا أنه لا زال هنالك (870) مليون جائع / جائعة حول العالم ، كما أن النساء عرضة أكثر من الرجال للعيش في فقر بسبب أعمالهن غير مدفوعة الأجر أو عدم المساواة مع الرجال عند دفع أجورهن ، وكون العديد من النساء الفقيرات يعشن في أسر لا تصنف على أنها فقيرة.

وعلى الرغم من التحسن البطيء في مجال الوظائف الضعيفة أو الهشة في المناطق النامية كالعاملين / العاملات لحسابهم / لحسابهن الخاص أو لدى أسرهم / أسرهن ما بين عامي (1990-2011) ، وبمعدل إنخفاض (6) نقاط للنساء و(7) نقاط للرجال ، إلا أن عدد الوظائف الضعيفة أو الهشة قد زادت بمقدار (136) مليون وظيفة منذ عام (2000) ليرتفع عددها الإجمالي الى (1.52) مليار وظيفة. ولا زالت معاناة النساء مستمرة في مناطق متعددة من العالم كشمال أفريقيا وآسيا خاصة ما تعلق بتدني الدخل وإنعدام الأمن الوظيفي.

وتشير الإحصائيات الخاصة بالهدف الإنمائي الثاني المتعلق بـ "تحقيق تعميم التعليم الإبتدائي" الى أن نسبة الإلتحاق بالتعليم الإبتدائي في المناطق النامية وصلت الى (90%) في عام (2010) حيث كان نحو (108) ملايين طفل وطفلة خارج المدارس عام (1999) ، ومع ذلك فلا يزال نحو (61) مليون طفل وطفلة غير ملتحقين بالمدارس وتشكل الطفلات ما نسبته (53%) منهم.

وتضيف "تضامن" على أنه وبالرغم من إلتحاق المزيد من الأطفال بالمدارس الإبتدائية إلا أن الفجوة الجندرية لا زالت قائمة ، كما أن فوراق تتعلق بالفقر والثراء ما بين الطفلات أنفسهن ، حيث ترتفع نسبة إلتحاق الطفلات الأكثر ثراءاً بالمدارس مقارنة مع الطفلات الأكثر فقراً.

وأما التقدم في مجال تحقيق الهدف الإنمائي الثالث وهو "تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة" فقد كان جزئياً في تعميم التعليم الإبتدائي ما بين الأطفال والطفلات ، لكن الحقيقة أن التمييز بين الجنسين لا زال قائماً في مختلف المجالات ، فالنساء يواجهن التمييز في التعليم والمشاركة الإقتصادية والمشاركة السياسية. فمنذ عام (1990) تم إحراز تقدم بسيط في تضييق الفجوة الجندرية بين الذكور والإناث من ناحية الإنتظام بالدراسة في المرحلة الثانوية من التعليم ، وتتجاوز الفجوة أكثر من (30%) فيما بين الفتيات الأكثر ثراءاً والأكثر فقراً في أغلب المناطق والأقاليم.

كما أن الفجوة الجندرية في مجال الأعمال كبيرة ، حيث إرتفعت حصة النساء من العمل بأجر خارج الفطاع الزراعي ما بين عامي (1990-2010) من (35%) الى (40%) فقط ، كما أن دخول النساء والفتيات لسوق العمل يواجه بتحديات عديدة كعدم المساواة في الأجور والترقية والتدريب. وعلى المستوى العالمي فإن نسبة النساء اللاتي يشغلن المناصب الإدارية العليا لا تتجاوز (25%) ، وأن متوسط الأجر للنساء أقل من الرجل بمعدل (23%) حسب إحصائيات عامي (2008-2009). وتتركز ملكية الأعمال التجارية بأيدي الرجال ، حيث أن ما نسبته (1%-3%) فقط من النساء اللاتي يعملن بالدول النامية هن صاحبات أعمال.

وحول المشاركة السياسية للنساء في البرلمانات العالمية حتى عام (2012) ، إرتفع التمثيل النسائي في البرلمانات على مستوى العالم بمعدل نقطة واحدة وأصبح (20.3%) في حين كانت النسبة (19.5%) عام (2011) ، ويمثل هذا الرقم زيادة بـ (5.3) نقطة عما كان عليه الوضع قبل عشرة أعوام. وتشير "تضامن" الى أن نظام الكوتا المتبع من قبل العديد من الدول سواء أكان بموجب القانون أو بشكل طوعي قد ساهم بشكل كبير في زيادة التمثيل النسائي في البرلمانات ، ففي عام (2012) أستخدم نظام الكوتا في (22) دولة ، ووفقاً لنوع الكوتا ، فقد حصلت النساء على (24%) من المقاعد في الدول التي تعتمد قوانينها هذا النظام ، و (22%) من المقاعد في الدول التي تتبع نظام الكوتا الطوعي ، في حين حصلت النساء على (12%) من المقاعد فقط في الدول التي لا تعتمد على أي نظام كوتا.

وفي إطار الهدف الإنمائي الرابع المتعلق بـ "تخفيض معدل وفيات الأطفال" ، فقد قلت عدد الوفيات حوالي (14) ألف وفاة للأطفال يومياً عما كان عليه الوضع عام (1990) ، ومع ذلك فلا زال (6.9) مليون طفل وطفلة دون الخامسة من العمر يموتون سنوياً. وبالنسبة المئوية فقد إنخفض معدل وفيات الأطفال (35%) ما بين عامي (1990-2010) من (97) حالة وفاة لكل ألف مولود حي الى (63) حالة. وتجدر الإشارة الى أنه ومن الناحية الفيسيولوجية تعتبر فرص بقاء الطفلات دون الخامسة من العمر على قيد الحياة أعلى من فرص بقاء الأطفال بإستثناء مناطق جنوب آسيا.

وتضيف "تضامن" بأن التقدم المحرز بالهدف الإنمائي الخامس وهو "تحسين الصحة النفاسية" يؤكد على تراجع وفيات الأمهات بنسبة (47%) منذ عام (1990) ، ففي عام (2010) تم رصد (287) ألف حالة وفاة للأمهات في العالم ، ومع ذلك لا تزال وفيات الأمهات في الدول النامية أعلى بـ (15) مرة عن وفياتهن في الدول المتقدمة ، وإن الأمهات في المناطق الحضرية والأكثر ثراءاً يتمتعن بفرص أعلى في مجال الحصول على المساعدة الطبية من إخصائيين مهرة عند الولادة. ومع أن هنالك إرتفاع في عمر الفتيات عند الزواج لأول مرة ، إلا أن الفتيات في المناطق الريفية والفقيرة لا زلن يتزوجن بعمر أقل من (18) عاماً.

وفي مجال تحقيق الهدف الإنمائي السادس المتعلق بـ "مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز والملاريا وغيرهما من الأمراض" ، فإن الإحصائيات الأممية تشير الى أن (8) مليون شخص قد تلقوا الأدوية الحيوية لمعالجة فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز ، وأن الوفيات الناجمة عن الملاريا قد تراجعت بنسبة (25%) منذ عام (2000) ، ومع ذلك فلا زال (7) مليون شخص يفتقرون الى الحصول على العلاج بمضادات الفيروسات العكسية لفيروس الإيدز ، كما أن (80%) من حالات الوفاة بسبب الملاريا تحدث في (14) دولة فقط.

ومن ناحية أخرى فإن إصابة أو أكثر من بين كل خمس إصابات جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية كل عام تحدث بين الشابات ، ففي عام (2010) أصيبت حوالي (600) ألف شابة بالفيروس من مجمل الإصابات البالغة (2.7) مليون إصابة ، ومن بينها تقريباً مليون إصابة بين الشباب من الفئة العمرية (15-24) عاماً ، وتشكل الشابات ما نسبته (60%) منها.

أما التقدم المحرز في تحقيق الهدف الإنمائي السابع والمتعلق بـ "كفالة الإستدامة البيئية" ، فقد أكدت الإحصائيات على أن ملياري شخص حول العالم تمكنوا من الحصول على مياه شرب نظيفة ، لكن وفي المقابل لا يزال حوالي ملياري شخص يفتقرون الى مرافق الصرف الصحي الأساسية كدورات المياه والمراحيض.

وتعاني النساء بشكل خاص في حال عدم توفر المياه الصالحة للشرب أو عدم توفر مرافق الصرف الصحي ، حيث يقع على كاهلهن عبء جمع المياه حتى لو تطلب الأمر قضاء وقت طويل أو السير لمسافات بعيدة ، كما أن الخصوصية التي تنعدم في حال عدم وجود مرافق صحية تجبرهن على قضاء حاجاتهن قبل شروق الشمس أو بعد غروبها مما يعرض حياتهن للخطر ويؤثر على صحتهن وغذائهن.

وفي إطار الهدف الإنمائي الثامن والأخير والمتعلق بـ "إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية" ، فتؤكد الأمم المتحدة على زيادة الموارد اللازمة لتوفير المستلزمات الطبية في عام (2011) رغم الإزمة الإقتصادية العالمية ، إلا أن الأزمة لا زالت تهدد بإتساع الفجوة في إيصال المساعدات الضرورية ، كما أن المساعدات الثنائية والقطاعية شهدت إرتفاعاً بين عامي (2008-2010) لكن المساعدات المخصصة لهدف المساواة بين الجنسين وتمكين النساء إنخفضت.

وتؤكد "تضامن" على أن معاناة النساء والفتيات من التمييز والعنف وعدم المساواة ما زالت مستمرة في مختلف المجالات ، وأن الجهود الدولية والوطنية لتحقيق المساواة بين الجنسين خلال الفترة المتبقية على موعد تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية لا بد من مضاعفتها والإسراع في تنفيذها. ومع إقتراب هذا الموعد ومع قناعة المجتمع الدولي بعدم إمكانية تحقيق الأهداف خلال الفترة المتبقية ، فقد جرت ولا زالت تجري مشاورات مكثفة بين الدول بالإشتراك مع مؤسسات المجتمع المدني والأكاديميين وهيئات الأمم المتحدة حول ما ينبغي إعطاءة الأولوية على أجندة الأهداف التنموية المستدامة لمرحلة ما بعد عام (2015).

وتشير "تضامن" الى أنه وبتاريخ 17/11/2012 تم الإعلان عن إطلاق تحالف منظمات المجتمع المدني الأردني لأجندة التنمية لما بعد عام (2015) بتنسيق من "تضامن" ، وبمشاركة (25) مؤسسة مجتمع مدني وخبراء وأكاديميين ونشطاء ونشيطات في مجال حقوق الإنسان بهدف تنظيم مشاورات تشمل كافة محافظات المملكة للخروج بتوصيات تحدد أولويات الأردن لأخذها بعين الإعتبار بأجندة التنمية المستدامة لما بعد عام (2015). وتم عقد ثلاث لقاءات في محافظات المملكة تبعها مؤتمر وطني أقرت خلاله مجموعة من التوصيات والأولويات الأردنية في مجال التنمية المستدامة لما بعد (2015).

جمعية معهد تضامن النساء الأردني

13/5/2013



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات