ما خلف «الصمت» من قرارات

تم نشره السبت 25 تمّوز / يوليو 2009 11:59 مساءً
ما خلف «الصمت» من قرارات
ماهر ابو طير

يضحكني الخبر الذي يقول ان سائق حافلة متدهورة ، قفز منها ، تاركا الركاب لمصيرهم الاسود ، فيصاب هو بجراح ، فيما يسخر الله ، كونترول الحافلة لانقاذ حياة الركاب والحافلة ، فمن يتخلى عن مسؤوليته ، سيدفع هو الثمن ، ومن يخاف على الاخرين ، وعلى حياتهم ، هو الفائز.

في القصة عبرة بالغة الدلالة ، على قدسية المجموع ، كل المجموع ، كما ركاب الحافلة ، يصح اشتقاقها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ، وعلى كل المستويات ، فقد سلم الله الحافلة وكل من فيها ، ومن ظن انه سينجو بنفسه ، لم ينجو ، وتعرض الى جروح واصابات ورضوض ، وهذا يعني ببساطة ان مثل السائق لدينا كثرة ، في مواقع مختلفة ، ومستويات مختلفة ، لا يهمها سوى نفسها ، وسوى مصالحها ، ولا يهمها هذا الاردن ، ولا اهله ، ولا استقراره ، وهدوء جبهته الداخلية ، وسلامته في وجه كثير من التحديات ، مثل السائق لدينا كثرة في جهات عدة تثير الفتن ، وتصنف الناس ، وتريد لهذا البلد ان يخرب ، وان يصبح هشا ، او تمارس ضعفها ، فلا تؤدي واجبها ، بطريقة او اخرى ، باعتبار ان من في الحافلة ، امرهم ليس مهما ، في حين انهم اهم مافي هذه الدنيا ، وقصة الحافلة والسائق والكونترول والركاب ، جديرة بالتوقف عندها ، مرارا وتكرارا.

صمت كثيرين امام "التفلتات" التي تجري هنا وهناك ، امر يجب ان ينتهي ، وادانة التدخل الوقائي ، مدرسة ثبت فشلها ، والكرات الحاجزة والمانعة للصدمات يجب ان تعود الى دورها الاساس ، لوقف كثير من الاخطاء والسلبيات التي تجري ، هذا الصمت وفقا لما يقوله مطلعون ليس الا صمتا يخفي خلفه كثير من الضيق والغضب ، ويخفي خلفه قرارات سيتم الاعلان عنها ، وتغييرات واسعة خلال الفترة ما بين شهري آب وتشرين الاول ، وهي تغييرات لاتطال المواقع ، وحسب ، بل عبارة عن حزمة كاملة ، تضع قواعد حاسمة وحازمة لما يجوز ولا يجوز ، وتضرب بؤر الشر ، التي تذكي النار ، ولا تقف عند حد او حدود.

حين يتجاوز الابن حدوده في اي بيت ، يتم سماحه مرة ومرتين وثلاثا ، ويتم نهره مرة ومرتين وثلاثا ، فاذا تواصلت سلوكياته ، لا يعود ابنا كبيرا ، ولا صغيرا ، ولا اوسط ، فيتم صفعه ، على وجهه لوقفه عند حده ، من اجل سلامة البيت ، ومن في البيت ، ومن اجل ان يتعلم الانسان ، ان للبيت واهله كرامة ، وان لكل شيء حدا ، وان على البعض ان يعود الى جحره ، ويتركنا في حالنا ، في بلد اعطانا الكثير ، وتفضل علينا جميعا ، واكرمنا ، واقل واجبات بره ، ان لا نطيل اللسان عليه ، ولا على اهله ، كل اهله ، جميعا ، ولا نتنكر له تحت وطأة عصبية او جهوية او طائفية او اقليمية ، فماهي هذه الهشاشة التي تصيب عظام البعض ، عند كل نقطة تثار ، وهل كرامة البيت تسمح لاي واحد فينا التعامل معه باعتباره مصابا بهشاشة العظام؟.

يستحق الاردن ، اعتذارا من كل واحدا فينا ، اذ نخاف عليه بشدة ، ومن يعتبره مجرد حافلة ، يتركها ، لمصيرها سيدفع هو الثمن ، فيما سيسلم الله ، البلد ، ومن فيه من شر "حفنة" لا تزيد عن مئات الاشخاص ، سرقوا وكالته ، واشبعوه طعنا في ظهره ، تحت عناوين مختلفة.

ما خلف "الصمت" من قرارات يختلف عن اي مرة سابقة.

mtair@addustour.com.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات