«حريم» الدوار الثاني

تم نشره الإثنين 27 تمّوز / يوليو 2009 02:57 صباحاً
«حريم» الدوار الثاني
ماهر ابو طير

مئات الفتيات الاجنبيات ، من جنسية آسيوية ، يتجمعن في منطقة ماخلف الدوار الثاني ، كل جمعة ، وكل احد ، بعضهن بلا اقامات ، وبعضهن هارب ، والبعض الثالث يخرج برفقة صديق من نفس الجنسية ، او من جنسيات اخرى ، وينطلقن الى اماكن مختلفة.

المنطقة بحاجة الى تمشيط امني ، لانها اصبحت وكرا ، لاشياء غامضة ، فكل خادمة تهرب من بيت تعمل فيه ، تذهب الى صديقة ما ، او صديق ما ، في تلك المنطقة ، التي تحولت الى حي بأكمله ، ينتشر فيه كثرة من هؤلاء ، يتاجرون ويعملون بطرق مختلفة ، وترى بأم عينيك كيف تقف الفتاة ليلتقطها صديقها ، او يلتقطها عابر الطريق احيانا ، ولا تعرف لماذا اصبحت هذه بؤرة تجمع ، لكنك تسمع عن قصص يشيب لها الولدان ، حين يتجمع فيها من يسكنها ومن لا يسكنها ، من هذه الجنسيات.

الجهات ذات الصلة ، عليها ان تراجع أهم ملف ، أي ملف اقامة الاجنبيات في البلد ، وطريقة دخولهن ، وماذا يعملن خصوصا ، من جنسيات مختلفة ، كالخادمات من جهة ، تقابلهن الاف الاوروبيات ، من اوروبا الشرقية ، سابقا ، اللواتي يدخلن كنادلات وفنانات وراقصات ، ومن جنسيات عربية ، وينتشرن في الشقق المفروشة والنوادي الليلية ، واماكن اخرى ، يضاف الى ذلك تزايد عدد الاجنبيات بشكل كبير جدا ، خصوصا ، بين جنسية محددة ، تطلب "اناثها" اجازات كل اسبوع ، ويخرجن ويشكلن حياة خاصة ، بكل ماتعنيه الكلمة ، ولعل ملف اقامة الاجنبيات ، من غير زوجات الاردنيين ، ومن غير الممرضات او المقيمات للدراسة ، هو ابرز ملف يمس الجانب الاجتماعي والديني في البلد ، ومن الواجب مراجعته بشكل دقيق ، وتنظيف البلد ، من بؤر تتناسل فسادا ، وانفلاتا يوما بعد يوم.

القصة ليست قصة انغلاق ، فهذا البلد له خصوصيته وهو بلد عربي مسلم ، وله ضوابطه ومعاييره ، التي لا يجوز التفريط بها ، تحت عناوين مختلفة ، وصرعة الانفتاح جلبت لنا مشاكل كثيرة ، واشكال من الفساد ، لم نر مثله في حياتنا ، ومعايير السماح بالدخول ، واسباب الدخول ، باتت بحاجة الى مراجعة اليوم ، حتى لا نرى بؤرا عرقية ، في اماكن محددة ، يمارس بعض من فيها ، تجاوزات اخلاقية على مرأى من المارة ، دون ان يوقفهم احد ، ودون ان يسأل احداهن عن اقامتها ، وماذا تفعل في بلد ، جاءت اساسا لتعمل فيه ، ضمن معايير محددة ، ولو جرى تمشيط لتلك المنطقة في ساعات الذروة ، او ايام انتشارهن في الشوارع ، لاكتشفت الجهات الرسمية اعدادا لا بأس بها بلا اقامات ، او هاربات ، او يتجاوزن طبيعة عملهن الاساسي ، او يتجاوزن بسلوكياتهن على خصوصية البلد المسلم.

اقامات الاجنبيات ، ملف بحاجة الى مراجعة ، فلدينا مايزيد عن سبعين الف خادمة ، والاف النساء اللواتي قدمن للعمل في "مهن فنية" واعداد اخرى ، والخوف على البلد ، يوجب تنقيته من اي مخالفات لها اثار اجتماعية واخلاقية ، لان من يريد ان يفسد على الارض ، فليذهب الى بلده ، وليعش كما يشاء ، لا...ان يسعى لاخذ البلد ، الى حيث طريقته في الحياة.

حين يظهر الفساد ، علنا ، على قارعة الطريق ، فعلينا ان نتوقع كل شيء.

m.tair@addustour.com.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات