«حريم» الدوار الثاني

مئات الفتيات الاجنبيات ، من جنسية آسيوية ، يتجمعن في منطقة ماخلف الدوار الثاني ، كل جمعة ، وكل احد ، بعضهن بلا اقامات ، وبعضهن هارب ، والبعض الثالث يخرج برفقة صديق من نفس الجنسية ، او من جنسيات اخرى ، وينطلقن الى اماكن مختلفة.
المنطقة بحاجة الى تمشيط امني ، لانها اصبحت وكرا ، لاشياء غامضة ، فكل خادمة تهرب من بيت تعمل فيه ، تذهب الى صديقة ما ، او صديق ما ، في تلك المنطقة ، التي تحولت الى حي بأكمله ، ينتشر فيه كثرة من هؤلاء ، يتاجرون ويعملون بطرق مختلفة ، وترى بأم عينيك كيف تقف الفتاة ليلتقطها صديقها ، او يلتقطها عابر الطريق احيانا ، ولا تعرف لماذا اصبحت هذه بؤرة تجمع ، لكنك تسمع عن قصص يشيب لها الولدان ، حين يتجمع فيها من يسكنها ومن لا يسكنها ، من هذه الجنسيات.
الجهات ذات الصلة ، عليها ان تراجع أهم ملف ، أي ملف اقامة الاجنبيات في البلد ، وطريقة دخولهن ، وماذا يعملن خصوصا ، من جنسيات مختلفة ، كالخادمات من جهة ، تقابلهن الاف الاوروبيات ، من اوروبا الشرقية ، سابقا ، اللواتي يدخلن كنادلات وفنانات وراقصات ، ومن جنسيات عربية ، وينتشرن في الشقق المفروشة والنوادي الليلية ، واماكن اخرى ، يضاف الى ذلك تزايد عدد الاجنبيات بشكل كبير جدا ، خصوصا ، بين جنسية محددة ، تطلب "اناثها" اجازات كل اسبوع ، ويخرجن ويشكلن حياة خاصة ، بكل ماتعنيه الكلمة ، ولعل ملف اقامة الاجنبيات ، من غير زوجات الاردنيين ، ومن غير الممرضات او المقيمات للدراسة ، هو ابرز ملف يمس الجانب الاجتماعي والديني في البلد ، ومن الواجب مراجعته بشكل دقيق ، وتنظيف البلد ، من بؤر تتناسل فسادا ، وانفلاتا يوما بعد يوم.
القصة ليست قصة انغلاق ، فهذا البلد له خصوصيته وهو بلد عربي مسلم ، وله ضوابطه ومعاييره ، التي لا يجوز التفريط بها ، تحت عناوين مختلفة ، وصرعة الانفتاح جلبت لنا مشاكل كثيرة ، واشكال من الفساد ، لم نر مثله في حياتنا ، ومعايير السماح بالدخول ، واسباب الدخول ، باتت بحاجة الى مراجعة اليوم ، حتى لا نرى بؤرا عرقية ، في اماكن محددة ، يمارس بعض من فيها ، تجاوزات اخلاقية على مرأى من المارة ، دون ان يوقفهم احد ، ودون ان يسأل احداهن عن اقامتها ، وماذا تفعل في بلد ، جاءت اساسا لتعمل فيه ، ضمن معايير محددة ، ولو جرى تمشيط لتلك المنطقة في ساعات الذروة ، او ايام انتشارهن في الشوارع ، لاكتشفت الجهات الرسمية اعدادا لا بأس بها بلا اقامات ، او هاربات ، او يتجاوزن طبيعة عملهن الاساسي ، او يتجاوزن بسلوكياتهن على خصوصية البلد المسلم.
اقامات الاجنبيات ، ملف بحاجة الى مراجعة ، فلدينا مايزيد عن سبعين الف خادمة ، والاف النساء اللواتي قدمن للعمل في "مهن فنية" واعداد اخرى ، والخوف على البلد ، يوجب تنقيته من اي مخالفات لها اثار اجتماعية واخلاقية ، لان من يريد ان يفسد على الارض ، فليذهب الى بلده ، وليعش كما يشاء ، لا...ان يسعى لاخذ البلد ، الى حيث طريقته في الحياة.
حين يظهر الفساد ، علنا ، على قارعة الطريق ، فعلينا ان نتوقع كل شيء.
m.tair@addustour.com.jo