الوزير خارج البلاد..!

تم نشره السبت 25 أيّار / مايو 2013 01:56 صباحاً
الوزير خارج البلاد..!
حسين الرواشدة

مهمة الوزير الاساسية هي ادارة شؤون وزارته، وتوجيه طواقمها نحو العمل والانجاز، والتواصل مع العاملين فيها للاطلاع على مشكلاتهم ومعالجتها.

احياناً قد يضطر الوزير الى تلبية دعوة لزيارة بلد ما، سواء لتوقيع اتفاقيات او لحضور مؤتمرات تتعلق بقضايا تقع في صميم اختصاصه ووظيفته الرسمية، لكن الاصل أن تكون هذه الزيارات قصيرة ما أمكن، ولها أسباب وجيهة، ومن ورائها نتائج مفيدة تصب في مصلحة العمل لا في مصلحة المسؤول الشخصية.

للانصاف، التزمت حكومة الدكتور النسور بضبط السفريات الرسمية، وتحديد نفقاتها، وحصرها فقط في الضرورات، وسمعت شخصياً من مسؤولين ان الحكومة الزمتهم بالاعتذار عن كثير من الدعوات الخارجية التي وجهت اليهم، لا من أجل التقليل من النفقات فقط وانما لضمان وجود المسؤول على رأس عمله أكبر وقت ممكن.

لكن يبدو ان ثمة “قفز” على هذه القاعدة الرسمية، فقد علمت بأن أحد الوزراء الذين لم يمض على دخوله الوزارة أكثر من شهرين غادر قبل أيام في زيارة لامريكا مدتها نحو عشرة أيام، وان قد عاد من زيارة الى العراق استمرت لأيام، بمعنى أنه قضى نحو اسبوعين بعيداً عن وزارته، ومع أنني أتمنى ان يكون هذا الوزير هو الوحيد الذي خرج عن “خط” تقليص السفريات وضبط النفقات، الا ان التنبيه هنا واجب، لا لتذكير الحكومة بالالتزام بتعهداتها فيما يتعلق بالمسألة، وانما ايضاً لاعادة تصحيح مفهوم “المهمة” الرسمية المناطة بالوزير والمسؤول، وتحريرها من “التجاوزات” التي أصابتها، وحولتها بالتالي الى مجرد “مصالح” ذاتية، يدفع ثمنها الناس من جيوبهم، سواء على شكل “مياومات” وامتيازات، أو خلل في عمل الوزارة والمؤسسة التي غالباً ما يرتبط أداؤها بحضور الوزير ووجوده دائماً على رأس عمله.

لا نريد أن نسأل: ما الذي يمكن للوزير ان يفعله على مدى عشرة ايام خارج البلاد، ولا عن “نتائج” هذا الغياب وجدواه على صعيد العمل الرسمي الموكول اليه، ولا عن الاسباب التي تدفع هؤلاء الى “الاحتفاظ” بسرية الزيارة وعدم نشر أي خبر عنها.. ولكن دعونا نتصور ان المسألة قد جرى تعميمها على كافة المسؤولين بحيث فتح لهم المجال لتلبية كافة الدعوات التي يتلقونها، سواء لحضور مؤتمرات أو المشاركة في ورشات، أو ترؤس وفود..الخ، كم عندئذ سندفع من التكاليف وكم ستعاني مؤسساتنا - البيروقراطية أصلا - جراء هذا الغياب على صعيد تأخير معاملات الناس، وعلى صعيد ارتباك العمل داخل الوزارة، وايضاً على صعيد “انفتاح” نهم المسؤولين الصغار الصغار لمزيد من السفريات والمياومات والامتيازات.. وردود فعلهم الوظيفية فيما اذا حرموا منها مقابل رؤية “وزيرهم” وهو يقضي معظم وقته في الخارج.

قلت في مقال سابق ان بعض الوزراء يبحثون عن “النجومية” وان ما يهمهم هو استثمار الوظيفة للخروج منها بأكبر عوائد، سواء مادية أو علاقات عامة أو “استجمام” في الخارج، وأضيف - لا تحتمل ابداً غياب المسؤولين والوزراء، ولا تحتمل “التذاكي” على الناس باشهار انجازات وهمية من خلال الزيارات الخارجية، فمن يصدق أن وزيراً ذهب لحضور مؤتمر ثم عاد ليعلق بأنه أبرم أربع اتفاقيات اجنبية واقتصادية وسياسية ودينية مع الجهات الرسمية في الدولة التي زارها، ومن يصدق ان عشرة ايام في امريكا ستمنح الوزير “فرصة” لعقد المزيد من الاتفاقيات.. وتمتين العلاقات، والاطلاع على تجربة في الادارة لوزارة لا يوجد في البلد الذي زاره وزارة شبيهة لها. ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات