تضامن: الثقافة المجتمعية وفقر الدم يحرمان الأردنيات من التبرع بالدم

تم نشره السبت 15 حزيران / يونيو 2013 10:13 صباحاً
تضامن: الثقافة المجتمعية وفقر الدم يحرمان الأردنيات من التبرع بالدم

المدينة نيوز - اصدرت جمعية معهد تضامن النساء الأردني " تضامن " بيانا ، وصل المدينة نيوز نسخة منه وتاليا نصه :

إحتفل العالم يوم أمس الجمعة الموافق 14/6/2013 باليوم العالمي للمتبرعين بالدم الذي صادف الذكرى العاشرة له ، وتركز حملة هذا العام على شكر المتبرعين / المتبرعات بدمائهم / بدمائهن بإعتبار التبرعات منقذة للأرواح ، ولتشجيع التبرع الطوعي والمجاني بالدم ، ولحث الحكومات خاصة وزارات الصحة على تحقيق الإكتفاء الذاتي من الدم المأمون ومنتجاته من خلال التبرع الطوعي والمجاني بنسبة (100%).

وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن مجمل التبرعات بالدم على مستوى العالم بلغت (107) ملايين تبرع وبزيادة بلغت (25%) عن تلك التي تم جمعها عام (2004) ، وأن نصف هذه التبرعات تقريباً تتم في الدول عالية الدخل والتي يشكل سكانها (15%) من سكان العالم.

ويتباين معدل التبرع بالدم لكل (1000) نسمة بين الدول حسب دخلها ، حيث يصل هذا المعدل الى (39.2) تبرعاً لكل ألف نسمة في الدول مرتفعة الدخل ، وينخفض الى (12.6) تبرعاً في الدول متوسطة الدخل ، ولا يتجاوز المعدل (4) تبرعات لكل ألف نسمة في الدول منخفضة الدخل ، وأن (65%) من عمليات نقل الدم في الدول المنخفضة الدخل تتم لأطفال دون الخامسة من العمر ، في حين تذهب (76%) من عمليات نقل الدم في الدول مرتفعة الدخل الى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن (65) عاماً.

وتفيد البيانات والإحصائيات بأن نسبة مشاركة النساء بعمليات التبرع بالدم لا تزيد عن (30%) من المجموع الكلي ، وأن هذه النسبة تنخفض الى أقل من (10%) في (18) دولة من بين (104) دول تقدم تقارير عن ذلك. ومن حيث سن المتبرع / المتبرعة بالدم فإن (6%) منهم / منهن أقل من (18) عاماً ، و(27%) منهم / منهن من الفئة العمرية (18-24) عاماً ، و(38%) منهم / منهن من الفئة العمرية (25-44) عاماً ، و(26%) منهم / منهن من الفئة العمرية (45-64) عاماً ، و(3%) منهم / منهن فوق (65) عاماً.

وتضيف "تضامن" بأن أكثر فئات المتبرعين / المتبرعات بالدم مأمونية من حيث إنخفاض معدل إنتشار العدوى المنقولة بالدم هي بين الفئات المتبرعة طوعاً بالدم وبدون مقابل ، ففي (71) دولة فإن (90%) من إمدادات الدم تأتي من عمليات التبرع طوعاً وبدون مقابل من بينها (60) دولة وصلت فيها النسبة الى (100%) ومن بينها دولة الإمارات العربية المتحدة. ولا تزال (73) دولة تعتمد بأكثر من (50%) من إمداداتها من الدم على أفراد الأسر / البدلاء وعلى المتبرعين / المتبرعات بالدم مقابل أجر.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية على أن وحدة دم واحدة يمكنها مساعدة وعلاج أكثر من مريض / مريضة ، من خلال فصل الدم إلى عناصر مختلفة وتزويد المريض / المريضة بالعنصر الدموي الذي يحتاجه / تحتاجه فقط. ويتم فصل نحو (91%) من الدم المجموع في الدول المرتفعة الدخل و(72%) من الدم المجموع في الدول المتوسطة الدخل و(31%) من الدم المجموع في الدول المنخفضة الدخل إلى عناصر دموية.

كما ويتم اللجوء في الدول المرتفعة الدخل إلى عملية نقل الدم أساساً لدعم العلاج الطبي المتقدم والعمليات الجراحية المعقدة كجراحة القلب. أمّا في الدول المنخفضة الدخل فيتم اللجوء إليها في الأغلب لدى التدبير العلاجي لمضاعفات الحمل والملاريا التي تصيب الأطفال ويزيد من حدتها فقر الدم الشديد.

أما في الأردن ، فقد أشارات إحصائيات عام (2010) والصادر عن وزارة الصحة بأن مديرية بنك الدم قد جمعت (182) ألف وحدة دم ، شكل التبرع الطوعي فيها ما نسبته (44%) والتبرع التعويضي من العائلة والأصدقاء ما نسبته (56%) ، حيث أن الأردن يمنع التبرع بمقابل مادي.

ومن حيث جنس المتبرع ، فقد أشارت الأرقام ذاتها الى أن نسبة مشاركة النساء في عمليات التبرع بالدم لم تتجاوز (2%) في التبرعات الطوعية المنتظمة ، وأن هذه النسبة ترتفع عند تنفيذ حملات تبرع ، فقد أشارت دراسة أعدتها مديرية بنك الدم على عينة عشوائية مكونة من (821) متبرع / متبرعة ، أكدت على أن (91%) من النساء الأردنيات لا يتبرعن بدمهن في الحملات العادية ، وأن (76%) منهن لا يتبرعن بدمهن في الحملات التي تنظم داخل الجامعات.

وتشدد "تضامن" على أن تدني نسبة مشاركة النساء في عمليات التبرع بالدم المنتظمة ومن خلال الحملات مرتبط إرتباطاً مباشراً بالثقافة المجتمعية التي تفرض في كثير من الأحيان هيمنة ذكورية وعدم مساواة في الفرص ، كما أن الكثيرات منهن لا يملكن الإستقلالية في إتخاذ القرارات ويبقين أسيرات لما يقرره الذكور من أفراد العائلة ، وقلة التوعية العامة بأهمية التبرع بالدم من كلا الجنسين على صحة كل منهما من جهة وعلى أهميته في إنقاذ العديد من الأرواح من جهة أخرى.

وترى "تضامن" بأن معاناة النساء الأردنيات وبنسبة مرتفعة من فقر الدم تشكل عائقاً إضافياً أمام تبرعهن بالدم ، فقد أشار التقرير الأولي لمسح "السكان والصحة الأسرية في الأردن (2012)" والذي أطلقته دائرة الإحصاءات العامة نهاية آذار / مارس من عام (2013) الى فقر الدم بإعتباره من الأمراض الشائعة بين الأطفال والنساء في الأردن ، فواحد من كل ثلاثة أطفال يعاني من فقر الدم بنسبة تصل الى (32%) ، وأغلب هؤلاء يعانون من فقر دم خفيف (20%) وأن (12%) لديهم فقر دم معتدل ونسبة ضئيلة يعانون من فقر دم حاد. وتعاني ثلث النساء المتزوجات من فقر الدم ومن بينهن (26%) مصابات بفقر دم خفيف ، و(7%) بفقر دم معتدل ، ونسبة ضئيلة لديهن فقر دم حاد.

إن زيادة مشاركة النساء بعمليات التبرع بالدم ستشكل علامة فارقة وزيادة كبيرة في وحدات الدم المتوفرة لمن يحتاج اليها من المرضى ، خاصة وأن العديد من النساء والفتيات والطفلات الفقيرات بشكل خاص واللاتي بحاجة الى وحدات دم هن الفئات الأكثر تأثراً من عدم وجود وحدات دم بكميات كافية مما يعرض حياتهن للخطر.

وتشدد "تضامن" على أن لا فوارق جسمية بين الرجال والنساء تحول دون التبرع بالدم ، وأن النساء اللاتي يتمتعن بصحة جيدة ولا يوجد ما يمنع من تبرعهن بالدم ، مدعوات جميعهن للمبادرة والتبرع بدمهن وبشكل منتظم للمساهمة في إنقاذ أرواح أسرهن وأسر مجتمعاتهن. وتدعو "تضامن" كافة الجهات المعنية وخاصة مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص الى تكثيف جهود التوعية بأهمية التبرع بالدم وتنظيم حملات على مدار العام تهدف الى تشجيع النساء والفتيات على التبرع بالدم ، والعمل على تغيير الثقافة المجتمعية التي تمنعهن أو تحد من مساهماتهن.

جمعية معهد تضامن النساء الأردني



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات