الاميرة بسمة تفتتح اعمال المعسكر التطوعي العربي
المدينة نيوز- قالت سمو الاميرة بسمة بنت طلال إن الأوضاع الاقتصادية المتردية الحالية تذكرنا بأن العمل التطوعي يشكل أحد الأشكال المهمة لرأس المال الاجتماعي وبالإمكان ترجمته إلى قيمة اقتصادية.
واضافت سموها خلال رعايتها الاحد حفل افتتاح معسكر العمل التطوعي السابع عشر الذي نظمه المجلس الاعلى للشباب وجامعة الدول العربية بعنوان الشباب والتنمية "إذا ما افترضنا أن بالإمكان سحب العمل التطوعي فجأة فإنه سيؤدي إلى تدهور مستوى المعيشة بشكل ملحوظ، ويصبح على الحكومات والقطاع الخاص توفير الخدمات التي تم فقدانها نتيجة سحب الأعمال التطوعية وفقدان طاقة ديناميكية مبنية على دافع المشاركة".
واشارت سموها بحضور عدد من السفراء العرب "انتم الشباب ومن خلال أعمالكم التطوعية هذه، تثبتون للجميع بأنكم تستطيعون أن تشكلوا أصولا اجتماعية واقتصادية حيوية تستحق الدعم والاعتراف، وتشكل فرصة افضل لحياة الافراد الذين يعانون من الفقر".
واثنت سموها على اصرار المجلس الأعلى للشباب وجامعة الدول العربية في هذه الأوقات الصعبة اقتصاديا وسياسيا في العالم العربي "على أن الشباب العربي يبقى الأمل الأكبر لمستقبل هذه المنطقة، وتستمران في العمل على إفادة هذا القطاع الأهم"، مثمنة سموها دور الشباب العربي المشارك في معسكر العمل العربي التطوعي السابع عشر.
وقالت إن شعار معسكركم هذا "الشباب والتنمية" يعبر فعليا عما يمكن للعمل التطوعي للشباب أن يحققه، وانعكاسات هذا العمل على مجالات تنموية متعددة في عالم أصبح محفوفا بالمخاطر وعدم اليقين في مجالات كثيرة بما فيها الأوضاع السياسية. فهذه التغيرات في مجتمعاتنا تلعب الدور الأكبر في تشكيل صورة المستقبل ولا بد لنا من أن نكون جاهزين لمواجهتها.
واوضحت سموها ان لدينا أمثلة ناجحة من أنحاء العالم حيث قام الشباب بقيادة الحراك الاجتماعي وكانوا السباقين في المشاركة في حملات ذات أهداف تنموية، مثل مكافحة الفقر والهجرة من الريف إلى الحضر والتغير المناخي.
وبينت سموها ان العمل التطوعي يتم التعبير عنه بتنوع هائل لكن هناك اتفاقا عاما على فوائده الكبيرة للمجتمع، فهو وسيلة رئيسة تمكن الأفراد من التعبير عن اندماجهم كمواطنين في مجتمعاتهم وبناء الثقة بينهم، كما أنه يشكل فعليا الانخراط بحرية في الأنشطة الرامية إلى مساعدة الآخرين وغالبا ما يكون استجابة وجدانية وإنسانية لاحتياجاتهم. وقالت سموها أشعر أنني محظوظة جدا لأكون اليوم مع هذه النخبة من الشباب العربي، فأنتم جيل توحدكم اهداف مشتركة.
واضافت أعتقد أن ما ستقومون به في هذا المعسكر التطوعي لا يشكل فقط التدريب على العمل الجماعي التطوعي وإنما يتعدى ذلك إلى إحياء روح النخوة العربية والانتماء إلى هذه الأمة التي أصبح وجودها مهددا أكثر من أي وقت مضى.
من جهته قال رئيس المجلس الاعلى للشباب الدكتور سامي المجالي ان جامعة الدول العربية وضعت اهمية خاصة للعمل التطوعي ونشر مفاهيم وثقافة التطوع لما ذلك من اهمية في رفع مستوى الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين.
واضاف ان المعسكر الشبابي التطوعي ما هو الا تأكيد على اهمية العمل التطوعي العربي في بناء المجتمعات وتنميتها من مختلف الجوانب الصحية والاجتماعية والبيئية لمواجهة الكوارث والحروب وبناء المجتمعات الافضل، وتأكيدا على ان التطوع لبنة اساس تبنى عليها التنمية المجتمعية الهادفة الى خلق علاقة مع المجتمع وجعل خدمة البشرية بؤرة لأي نشاط تنموي تتحمل مسؤولياتها الحكومات والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.
وتابع المجالي، يدرك المجلس الاعلى للشباب دوره كمؤسسة رسمية يقع على عاتقها خدمة قطاع عريض من المجتمع الاردني، مشيرا الى ان معسكرات الحسين للعمل والبناء عملت ومنذ انطلاقتها عام 1968 على تنفيذ العديد من الاعمال التطوعية التي شارك فيها آلاف المشاركين من المتطوعين صيف كل عام.
واوضح ان المجلس اسس فرقا للعمل التطوعي في 140 مركزا شبابيا تقوم على تأهيل القيادات الشبابية في مجال تصميم وتنفيذ البرامج ومبادرات العمل التطوعي للشباب والشابات فضلا عن تصدي المجلس لمبادرات نوعية في هذا المجال.
واكد اهمية الاهتمام بالعمل التطوعي ودور الشباب المتصاعد في عمليتي البناء والتنمية المجتمعية، مشيرا الى ان اطلاق الامير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، لمعسكرات الحسين تحت شعار "الشباب شركاء في مسيرة البناء والتنمية" يؤكد دور الشباب والاهتمام بالعمل التطوعي.
بدوره قال رئيس وفد دولة الكويت باسم الوفود المشاركة عماد عبدالله الخميس ان مشاركة الشباب العرب في هذا اللقاء بعمان يجسد العمل التطوعي واللحمة الشبابية العربية ويعبر عن التعاون والإخاء من خلال الاعمال التطوعية التي سننجزها اثناء فعاليات المعسكر.
واضاف ان اللقاء فرصة ثمينة لكي نلتقي ونتبادل الخبرات والمعارف ونعرض تجارب بلداننا الشبابية في هذا المجال، مثمنا دور الاردن وقيادته والمجلس الاعلى للشباب الجهود الخيرة المعطاء لتوحيد الجهود الشبابية العربية واعطائنا الفرصة للتعرف على الاردن الذي يعتبر من اوائل الدول العربية التي وضعت استراتيجية وطنية واضحة للشباب.
وتركز موضوعات المعسكر على اوجه ومجالات العمل التطوعي والتحديات والصعوبات التي تواجهه واساليب تحفيز الشباب للعمل التطوعي واستراتيجيات تعزيز السلوك التطوعي ودور المؤسسات الحكومية والاهلية في ايجاد بيئة داعمة للعمل التطوعي.
كما يشمل المعسكر جولات ميدانية على عدد من المؤسسات الرسمية المعنية بالعمل التطوعي وعرض تجارب لشباب قادرة في العمل التطوعي (نموذج قيادي تطوعي) اضافة الى القيام بأعمال تطوعية.
ويهدف المعسكر الذي يستمر عشرة ايام الى تعزيز القيم والحوافز الدينية والاخلاقية والاجتماعية والانسانية ورفع درجة الاحساس بالآخرين وتعزيز المشاعر الانسانية وتوجيهها الى الاعمال الخيرة الانسانية ودعم الانتماء والتكافل ومساعدة المؤسسات الاجتماعية على اداء وظائفها بكفاءة وتعزيز مبادئ التعاون والتضحية والايثار ورفع الشعور بمكانة المتطوع الاجتماعية.
ويستهدف المعسكر الذي تشارك فيه 11 دولة عربية الشباب في الجامعات والجمعيات الشبابية ومراكز الشباب في مختلف الدول العربية.
