الاردن يشارك في الدورة 38 لمؤتمر منظمة الفاو في روما

تم نشره الأحد 16 حزيران / يونيو 2013 04:04 مساءً
الاردن يشارك في الدورة 38 لمؤتمر منظمة الفاو في روما
علم الاردن

المدينة نيوز- مندوبا عن جلالة الملك، ترأس وزير المياه والري ووزير الزراعة الدكتور حازم الناصر وفد الاردن المشارك في اجتماعات الدورة الثامنة والثلاثين لمؤتمر منظمة الاغذية والزراعة (الفاو) خلال الفترة من 15-22 حزيران الحالي بمقر المنظمة بمدينة روما.

وقال الناصر في كلمة الاردن الى المؤتمر الذي يستمر اسبوعا ان المؤتمر يكتسب في وقتنا الحاضر أبعاداً ومعاني خاصة، حيث لا تزال الزراعة تحتفظ بنفس الأهمية كونها توفر سُبل العيش لكافة أفراد البشرية فيما لا يزال اكثر من 850 مليون شخص في العالم يعانون من نقص التغذية يعيش معظمهم في المناطق الريفية، في الوقت الذي يزداد فيه الطلب على المياه سواء كانت للشرب أو لأغراض الزراعة، الا أن السياسات الدولية ساهمت وبشكل مباشر في توجيه المياه لأغراض الشرب بدلاً من الزراعة لوجود ما يقارب مـن 2ر1 بليون شخص يعيشون في مناطق تعاني من نقص حاد في المياه .

واضاف انه وعلى الرغم من أن الإمدادات الغذائية زادت زيادة ملموسة إلا أن التوجه العالمي نحو إنتاج الطاقة البديلة من المنتجات الزراعية أدى إلى نقص في هذه المنتجات وارتفاعاً مطرداً في أسعارها ما شكل عبئاً إضافياً للحصول على الغذاء تجلت آثاره في البلدان التي تشهد عدم استقرار لاسيما النامية والفقيرة منها، والتي ينتج عنها هجرات سكان تلك المناطق إلى بلدان مجاورة، بالإضافة إلى الأسباب الطبيعية في زيادة عدد السكان، كل تلك العوامل حالت دون تلبية الإحتياجات الغذائية لهذه المجتمعات.

واشار الى ان هذه التغيرات الكبيرة والمؤثرة جاءت في حين لا زلنا نرى أن المنظمة تقوم بدورها النمطي التقليدي المألوف ولم يصاحب هذه التغيرات تحولات في نهج المنظمة بما يساهم في معالجتها لتعزيز الاستقرار الغذائي العلمي، داعيا الى التركيز على فكرة البدء بوضع آلية لإعادة هيكلة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بشكل يواكب المتغيرات الإقليمية والدولية ويوجه التركيز نحو دعم صغار المزارعين في العالم وإيلائهم الاهتمام الكافي في ظل التحديات الكبيرة التي تهدد وجودهم كمزارعين وكرافدين للغذاء على المستوى العالمي.

واكد الناصر ان الاردن يدرك تماماً أن الجوع وانعدام الأمن الغذائي مشكلتان ذواتا أبعاد عالمية، ومن المرجح أن تستمر، وتتفاقم على نحو خطير في بعض الأقاليم التي تعاني من نقص كبير في الموارد الطبيعية ومستلزمات الإنتاج الغذائي لا سيما المياه، ما لم تتخذ تدابير عاجلة ومنسقة، الأمر الذي يفرض علينا ضرورة توحيد الإرادة السياسية والالتزام الدولي الجماعي لتحقيق الأمن الغذائي للجميع وبذل الجهود المتواصلة في تحقيق ذلك.

واكد ان الاردن التزم بمواجهة الظروف الاستثنائية التي تمر بها الدول المحيطة، مشيرا الى ان المملكة تقع في مركز العاصفة في إقليم تتجدد فيه الخلافات أكثر بكثير مما تتجدد فيه موارده الطبيعية.

واشار الى انه في الوقت الذي يعاني فيه المزارع الفلسطيني من حصار وتقطيع للأشجار وإغلاق لأسواقه التصديرية يمثل الأردن المنفذ الرئيس للإنتاج الفلسطيني سواء كان ذلك للتسويق المحلي أو للعبور نحو الأسواق التصديرية المختلفة ما يشكل عبئاً على البنية التحتية التسويقية وعلى المزارعين الأردنيين إضافة الى تبعات مخرجات الوضع في مصر وليبيا واليمن والعراق.

وبين انه وقبل أن يتعافى الأردن من الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للأزمة العراقية جاءت الأزمة السورية لتشكل العبء الأكبر على الموارد الطبيعية التي بدأت بالنضوب والتلوث في بعض المناطق خاصة الشمالية من المملكة والتي تستضيف ما يزيد على مليون ومئتي ألف لاجئ سوري حتى الآن، ما زاد الضغط بشكل كبير على الموارد الغذائية والمائية الشحيحة بالأصل حيث أدى تحويل جزء من مصادر المياه في هذه المناطق لأغراض الشرب إلى مشاكل يعاني منها المزارعين.

ولفت الى ان خطورة الأزمة السورية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، فالأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن بسبب استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى المملكة بأعداد متزايدة تفوق قدراته وإمكاناته المحدودة، حيث أدت إلى ارتفاع ملموس في متوسط الاستهلاك السنوي للمنتجات الغذائية بسبب الزيادة المطردة في الطلب على الغذاء، وبالتالي ارتفاع الأسعار المحلية للغذاء وزيادة في معدلات الفقر والبطالة، إضافة إلى سوء التغذية، حيث أن الأردن يستورد ما يزيد على 90 بالمئة من احتياجاته الغذائية من الخارج ويصنف عالمياً على أنه دولة مستوردة صافية للغذاء، الأمر الذي ترتب عليه زيادة كبيرة في فاتورة الغذاء المستورد.

واضاف ان تتـابع الأحـداث في الدولة الشقيقة سوريا ادى إلى إغلاق الحدود البرية الأردنية- السورية من الجانب السوري، ما انعكس بشكل سلبي على القطاع الزراعي الأردني من حيث الصادرات الأردنية الزراعية إلى سوريا ولبنان وتركيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي ودول أوروبا الشرقية.

وتشير الدراسات الأخيرة التي أعدتها وزارة الزراعة إلى انخفاض ملموس في نسبة الصادرات الأردنية للخضار والفواكه التي تمر عبر الأراضي السورية، حيث بلغت نسبة الانخفاض 78 بالمئة خلال الفترة من كانون الثاني وحتى شهر نيسان لعام 2013 مقارنةً بنفس الفترة في عام 2012 الأمر الذي كبَّد قطاع الصادرات الزراعية الأردنية بشقيه النباتي والحيواني خسارة تقدر بنحو أربعمائة مليون دينار سنوياً.

واوضح الناصر ان هذه المعاناة لا تلقى إلا الجزء اليسير من اهتمام المجتمع الدولي والممولين العالميين، ومن هنا، معربا عن امله في إيلاء هذا الموضوع اهتماماً كبيراً وبذل الجهود وتوحيدها لاجتياز هذه التداعيات انسجاماً مع الهدف المحوري لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، في تحقيق الأمن الغذائي والنهوض بمستويات التغذية وتحسين الأوضاع المعيشية للبشر، بالإضافة إلى الإسهام في نمو الاقتصاد العالمي.

وطالب الناصر ممثلي الدول المشاركة مساندة الأردن والوقوف معه في هذا الظرف الصعب لتمكينه من الوفاء بالتزاماته الدولية في تلبية احتياجاته واحتياجات اللاجئين التي أصبحت ملحة بسبب النقص الحاد في كميات الغذاء والماء الشحيحة.

واعرب عن تقدير الاردن لجهود منظمة الفاو المبذولة في سبيل تحقيق الأمن الغذائي وللحكومة الإيطالية لما تقدمه من دعم ومساندة لأعمال المنظمة والشكر لكل الدول المانحة التي تساهم بشكل كبير في إنجاح برامج ومشاريع المنظمة في مكافحة الفقر والجوع وسوء التغذية، متطلعاً الى مزيد من الدعم لمساعدة الاردن على تجاوز هذه المرحلة الحساسة وتبعاتها على القطاع الزراعي والأمن الغذائي .

ويناقش المؤتمر استراتيجيات المنظمة والاسرة الدولية لتحقيق الامن الغذائي المستدام والحد من سوء التغذية بالإضافة الى اقرار ومتابعة الاهداف الاستراتيجية للمنظمة خلال الفترة 2014-2017 وما تم تحقيقه من جهود خلال الفترة المنصرمة، كما سيتم انتخاب رئيس ونائب الرئيس للدورة القادمة للمنظمة بالإضافة الى مناقشة قبول طلبات الانضمام الجديدة من بعض الدول.

 (بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات