الناصر يتحدث عن الجوع وانعدام الامن الغذائي

المدينة نيوز -: اكد الدكتور حازم الناصر وزير المياه والري ووزير الزراعة ان الاردن يدرك تماما مشكلتي الجوع وانعدام الامن الغذائي كقضيتين عالميتين تتفاقم يوما بعد يوم ، واضاف خلال كلمته كممثل لحكومة المملكة الاردنية الهاشمية في اجتماعات الدورة الثامنة والثلاثون لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) المنعقد في ايطاليا للفترة 15-22/6/2013 مبينا ان العالم يشهد تناقصا كبيرا في موارده الطبيعية وخاصة المياه داعيا الى اجتراح حلول عملية وبتوافقات عالمية لحل هذه المشكلة التي تؤرق العالم أجمع .
وبين الوزير الناصر بالرغم من ان السياسات الدولية تساهم بشكل كبير في اعطاء أولوية لمياه الشرب الا ان أكثر من 1.2 مليار شخص حول العالم يعانون من نقص حاد في المياه نتيجة لعدة ظروف وكذلك تتحمل كثير من البلدان اعباء كبيرة وارتفاع حاد في اسعار المواد الغذائية مما اوجد عدم استقرار فيها واحداث هجرات من دول الى أخرى داعيا منظمة الفاو الى انتهاج أساليب جديدة لمواجهة التغييرات الكبيرة التي شهدها العالم في مجالات المياه والزراعة من خلال اعادة هيكلة منظمة الاغذية و الزراعة للامم المتحدة بما يكفل تقديم كافة اشكال الدعم لتمكين صغار المزارعين في العالم من مواجهة مختلف الظروف التي تحد من قدرتهم على التوسع بالانتاج وان يكونوا شركاء حقيقين في صناعة اقتصاد بلدانهم .
وشدد وزير المياه والري ووزير الزراعة على اهتمام حكومة المملكة الاردنية الهاشمية بضرورة اتخاذ تدابير عاجلة ومنسقة فيما يتعلق بتوفير مستلزمات الانتاج وبالاخص المياه للزراعة من خلال توحيد السياسات ونشر الامن الغذائي العالمي مستشهدا بالتزام الحكومة الاردنية بهذه السياسة ومذكرا بالواقع الذي تشهده منطقة الشرق الاوسط وما يتعرض له المزارعون فيها من تحديات جسام .
ودعا الدكتور الناصر المجتمع الدولي الى المسارعة في حماية المزارع الفلسطيني وما يشهده من محاولات لأقتلاعه من أرضه عبر سياسات الحصار وتقطيع الأشجار والتضييق المستمر وخلع الاشجار المعمرة واغلاق الاسواق التصديرية امامه مشيدا بالجهود الاردنية في هذا المجال وجهودها المتواصلة في تقديم كافة اشكال الدعم الممكنة عبر فتح حدود الاردن امام المزروعات التصديرية للمزارع الفلسطيني نحو الاسواق التصديرية مما يحمل الاردن اعباء اضافية وكذلك على مزارعيه ومنتوجاتهم .
وبين الوزير ان الاردن تحمل خلال السنوات الطويلة الماضية اعباء كبيرة نتيجة للظروف التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط من تقلبات تعصف بالمنطقة بين الحين والأخر مما كبده اعباء تفوق قدرته وطاقته وخاصة في موارده الطبيعية كالطاقة والمياه والزراعة وكذلك ارتفاع نسب البطالة والتي مازالت تشهد ضغطا كبيرا مع تفاقم الاوضاع في الاراضي السورية ونزوح مئات الالاف من الاشقاء السوريين الى الاردن وارتفاع قيمة فاتورتة الغذائية كونه من الدول المستوردة للغذاء اضافة الى انسداد طرق التصدير للمنتوات الزراعية الاردنية عبر الاراضي السورية الى الاسواق الاوروبية والعالمية التي انخفضت بنسبة كبيرة جدا وصلت الى حوالي 80% خلال الربع الاول من عام 2013 وبلغت خسائر القطاع الزراعي الاردني اكثر من 400 مليون دينار اردني داعيا المجتمع الدولى الى الاسراع في الاضطلاع بدورهم المأمول لمساعدة الاردن في هذا المجال حتى يتمكن من الوفاء بالتزاماته الدولية والاقليمية في تلبية احتياجات اللاجئين من المياه والزراعة والطاقة المتزايدة بأستمرار.
وثمن الوزير جهود الحكومة الايطالية في دعم المنظمة الدولية وكذلك جميع الدول المانحة، مؤكدا ان الفرصة سانحة عالمية لتطوير أداء منظمة الفاو بما يخدم المجتمعات العالمية والاقليمية ويحقق نهضة زراعية عالمية .
وكانت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» قد أعلنت أن الاردن يعد من الدول القليلة عالميا التي تكمنت من تحقيق الأهداف الدولية المطروحة في الحرب على الجوع، بتدوين نجاحات قبل انتهاء المهلة المحددة في نهاية عام 2015.
وبين المدير العام للمنظمة جوزيه غرازيانو دا سيلفا إن الاردن و37 بلدا تمسك بزمام الطليعة نحو مستقبل أفضل، وتدلّل على قدرة الإرادة السياسية القوية والتنسيق والتعاون، على إنجاز تخفيضات سريعة ودائمة في مستويات الجوع.
كما حث غرازيانو دا سيلفا جميع البلدان على مواصلة الزخم، بهدف الاجتثاث التام للجوع تماشياً مع مبادرة «صفر جوعاً» التي أطل قت عام 2012 من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وقال أن الجوع على الصعيد العالمي تراجع في غضون العقد الماضي، لكن هنالك 870 مليون شخص مازالوا يواجهون نقص الغذاء، ويعاني ملايين آخرون من عواقب نقص الفيتامينات والمغذيات المعدنية، والتي تتضمن تقزّم النمو في صفوف الأطفال.
يشار إلى أن البلدان التي أوفت بهدف الألفية الإنمائية الأول بالاضافة الى الاردن، أنغولا وبنغلاديش وبنين والبرازيل وكمبوديا وكاميرون وتشيلي والجمهورية الدومنيكة وفيجي وهندوراس وإندونيسيا وملاوي وجزر المالديز والنيجر ونيجيريا وبانما وتوغو وأوروغواي.
أمّا البلدان التي أوفت بهدف الألفية الإنمائية الأول وهدف مؤتمر القمة العالمي للغذاء فهي:الكويت وجيبوتي وأرمينيا وأذربيجان وكوبا وجورجيا وغانا وغيانا وقرغيزستان ونيكاراغوا وبيرو وسان فينسينت وغرينادينز وساموا وساو تومي وبرينسيب وتايلند، وتُركمانستان وفنزويلا (الجمهورية البوليفارية)، وفيتنام.
ومن المقرر أن تكرم هذه البلدان في مراسم رفيعة المستوى بمقر منظـمة الفاو يوم الاثنين 17/6 /2013 خلال الاجتماعات التي تدوم أسبوعاً لمؤتمر المنظمة، الجهاز الرئاسي الأعلى لديها.